بقلم أبراهيم الجبوري
بعد مرور مئة يوم على الانتخابات البرلمانية عقدت جلسة مجلس النواب بنوابها الجدد والذين نتوسم في معظمهم ان يكونوا على قدر الامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في حماية وصيانة العراق وسيادته وحقوق ابناء الشعب العراقي ومصالحهم والنهوض به . هذه الجلسة التي نخشى بقائها مفتوحة مئة يوم اخرى لما يشهده العراق من تدهور كبير في مختلف القطاعات الخدمية والامنية وبدء ثورة الحرائق فيه ضد الوثائق والمستندات التي تحمل بين طياتها عقود ومصاريف السنين الماضية وما تم اهداره وسرقته من اموال الشعب وفشل منظومة الادارة الحكومية للبلاد عبرضياع الصلاحيات بين الحكومة المركزية والمحلية والعلاقة مع اقليم كردستان. ان تحميل الحكومة والبرلمان السابق مسؤولية الفشل وسوء الادارة يحتم على الكتل والاحزاب الفائزة والتي ستتشكل منها الحكومة الجديدة ان تكون بمستوى المسؤولية الدينية والاخلاقيه والعهود والوعود التي قطعتها على نفسها امام الشعب لان اغلب الفائزين هي كتل و تيارات واحزاب دينية وعليها ان تضع اولا حدا لفساد المنصب ومن يشغله بابتعادها عن لغة وفكر المصالح الشخصية والدنيوية والانتفاع عبر بيع المنصب الحكومي لقاء مبالغ مالية اوغيرها من الاساليب التي تبقي وضع الوطن والمواطن بنفس الصورة المقيتة بسبب السوء والفساد وهدر المال العام وتحويله الى جيوب المنتفعين والمتسلقين للمناصب على حساب الكفاءة والنزاهة والخبرة العلمية والبرامج والخطط القادرة على انتشال البلد من الوضع المتردي الذي يمر فيه الان. ان شعارات الاعمار والامن والاستثمار وتوفير الخدمات ...قد اثبتت المرحلة السابقة انها شعارات كاذبة لم يتحقق منها حتى النزر القليل والسبب هو الاختيار الخاطئ لمن تناط به المسؤولية اعتمادا على المحسوبية والولاء الشخصي للقيادات المتنفذة والمهيمنة على القرار في هذه الاحزاب والكتل والتيارات'والذين احاطوا انفسهم ببطانات وحاشيات الهدف منها تكوين لوبيات لبسط نفوذهم وتنفيذ مخططاتهم في ايصال اكبر عدد ممن يدين لهم بالولاء الى المناصب والوظائف الحكومية بغض النظرعن المؤهلات العلمية والعملية وانعدام الكفاءة الادارية والقيادية لهؤلاء وايضا بغض النظر عما تتطلبه المرحلة من خبرات قادرة عللى النهوض بالخدمات واعادة الاعمار في شتى ميادين الحياة الخدمية والصحية والشباب والمرأة والامن وهذا ما نخشى تكراره في هذه المرحلة لما يسببه من اغراق للبلد في واقع مر ومرير ومستقبل مجهول يصعب تجاوزه في الاعوام اللاحقة. ان الحكومة الجديدة يجب ان تكون حكومة انتفاضة وطنية من اجل الخدمات وتحقيق الاهداف المنشودة منها والتي من اهمها عودة الثقة للمواطن بقدرة الحكومة على ادارة البلاد وبنزاهة وكفاءة واخلاص هذه الحكومة مما يدفعه للالتفاف حولها ودعمها بكل قوة من اجل تنفيذ مشاريعها الخدمية والاعمارية وتثبيت الامن في نفس الوقت الذي تنتفض فيه الحكومة على سراق الشعب والمفسدين والفاسدين المتواجدين في مؤسساتها ووزاراتها من اجل الشروع في انشاء دولة المؤسسات الدستورية والحكومية. ان اهم متطلبات تشكيل حكومة الانتفاضة من اجل الخدمات يتطلب من القيادات النزيهه والشريفة في مختلف الكتل والاحزاب والتيارات ان تتصدى بقوة وشجاعة لمحاولات هؤلاء المنحرفين العابثين والمنتفعين من مواقعهم الحزبية والقيادية لايصال ووصول الاشخاص المرتبطين معهم بالمصالح الشخصية والمفاسد الدنيوية من اجل الاثراء والترف من المال العام والمنصب على حساب انين والم وجوع المعوزين والارامل والفقراء والايتام . ان الثقة يجب ان تعطى لمن نتوسم فيهم الكفاءة والنزاهة وامتلاك الرؤية الصحيحة والستراتيجية وخارطة الطريق التي يمكن من خلالها اخراج العراق من دوامة النفق المظلم الذي تسببه شبكات ولوبيات المفسدين والمتسترين بغطاء الدين والمذهب احيانا والديمقراطية والعلمانية احيانا اخرى من اجل سرقة العراق ونهب ثرواته وامواله التي هي عبارة عن مشاريع واستثمارات كان يجب ان تبنى من اجل اجيالنا القادمة. ان منظومة العمل الجماعي والرقابة الذاتية النابعه من اخلاص المسؤول الحكومي وموظف الدولة وتفانيه في العمل هي من اهم مقومات النهوض بواقع العمل الحكومي مع ضرورة تغيير كل وزراء الحكومة الحالية حتى الذين عملوا بجد فيها ان وجدوا لانهم صمتوا وسكتوا على السرقة والفساد الذي كان ينهش في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها ولندعوا الله جميعا ان تكون حكومتنا الجديده ليست مبنية على اساس ابن عمي وابن عمك وكم تدفع وتعطي ... بل على اساس ومعايير الكفاءة والاخلاص والنزاهة والعلمية والقدرة على التغيير والنهوض باعباء المسؤولية والتصدي بشجاعة لفساد السلطة والاحزاب والنفس الامارة بالسوء. أبراهيم الجبوري
https://telegram.me/buratha