المقالات

يسقط الشعب وعاشت الحكومة !!!

1408 09:43:00 2010-06-16

هناك مثل يضرب في مناطق الفرات الاوسط على الأشياء التي لا تفهم فيقال عنها ( كطين حنون آل شعلان ) ، وقصة هذا المثل ان (حنون آل شعلان) احد شيوخ العشائر في المشخاب كان قد سافر الى لندن للعلاج وذلك  في اربعينيات او خمسينيات القرن الماضي . وبعد عودته من لندن جلب معه بذور لنبتة اليقطين من هناك ، وعندما زرعوها في المشخاب اخرجت ثمرة يقطين غريبة الشكل لم يشاهد المزارعون مثلها من قبل ، وعندما طبخوها باضافة المعجون اليها وجدوا ان طعمها غير سائغ فحاولوا طبخها بجميع انواع الطبخ وباضافة التمر هند مرة وباضافة السكر مرة اخرى ولكنهم لم يحصلوا على طعم لهذا اليقطين ولم يتمكنوا من الأستفادة من هذا الزرع واصبح ( كطين حنون آل شعلان ) مثلا يضرب على كل قضية غريبة ومبهمة ولا يعرف وجه الحيلة في التعامل معها .

وفي آخر ما توصلت اليه العبقريات السياسية في عراق الرافدين ظهر نوع جديد من الحكم على طريقة ( كطين حنون آل شعلان ) . فالحكم في العراق ليس ديمقراطيا ولا دكتاتوريا ولا جمهوريا ولا برلمانيا ولا ملكيا وانما هو نوع جديد وهجين بل انه " مسخ " بكل معنى الكلمة ، حيث يحمى الفاسد تحت مظلة الحصانة ويبرئ القاتل تحت مظلة عدم كفاية الأدلة وينعم المجرم تحت مظلة حقوق الانسان وكل الأعمال المشينة تجد من يبررها ويجد لها مخارج دستورية وقانونية لتستظل بمظلة الشرعية والتبريرات السياسية ، واما الشعب المسكين الذي تكالبت عليه الدنيا وكشرت له انيابها فإنه يقف وحيدا فريدا تنهش لحمه انياب الوحوش وتقطع اشلاءه مخالب الضواري وهو يصرخ كصرخة الأمام الحسين عليه السلام في كربلاء ( هل من ناصر ينصرنا ) . فما بين الماضي الاليم والحاضر التعيس تتجلى صور العذاب والبؤس التي حجبت كل بوارق الأمل في ان يتمتع هذا الشعب بأبسط حقوقه التي حرم منها على ايدي الجلادين في الماضي وعلى ايدي المناضلين في الحاضر .

لقد اصبح الدخول الى دهاليز السياسة والعمل في جحورها المعتمة هو الطريق الأفضل للثروة وتربية ( الكروش) وضمان مستقبل الأولاد والأحفاد الى عشرة اجيال قادمة ، والجميل في " التجارة السياسية " انك لا تحتاج الى رأس مال كبير بل ان كل ما تحتاجه هو " لسان دلالة " وان تشطب كلمة " عيب " من قاموس حياتك ، وبالمقابل فان الربح مضمون مئة في المئة وكل ما ستخسره هو الضمير والشرف وكلاهما من الأشياء التي لم تعد من النفائس او الكنوز خاصة وان ما ستجنيه هو ثروة طائلة لا تعد ولا تحصى .     

ان المقاييس قد اختلفت والموازين قد انقلبت فبدلا من ان تكون الحكومة في خدمة الشعب اصبح الشعب في خدمة الحكومة يتحمل اخطاءها وينوء بحمل أوزارها ويدفع ثمن إخفاقاتها ومن اراد ان يجد لنفسه مكانا على مائدة الوطن التي اصبحت حكرا على اصحاب الفخامة والسيادة فعليه ان ينزع ضميره ودينه وغيرته على بوابة المنطقة الخضراء ويصرخ بأعلى صوته ( يسقط الشعب وعاشت الحكومة ) .    

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ذوو الشهداء
2010-06-19
ألي عنده غيره من المسؤولين والشرف يقدم إستقالته وينطيها للمستحقها
army
2010-06-16
حلو حلو حلو يسقط الشعب وعاشت الزعامات
عراقي يكره البعثيه
2010-06-16
مقال اخر يثبت ان السيد عماد كاظم يتسلق الابداع الكتابي بتواصل .. دمت موفقا وبانتظار المزيد.. بالمناسبه هل من يعرف عن اخبار السيد هشام حيدر؟
ابو حسنين النجفي
2010-06-16
نعم اصبح مثال اليوم الشعب مفتاح الفرج والحكومة صخط وشغب الشعب 50% مال مع هوى الحكومه حاليا من اكل الحرام وبعض الحكومة تعلم بذلك وهذا من صنعهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك