المقالات

قوانين بحاجة إلى تغيير

705 13:07:00 2010-06-10

حسن الهاشمي

رغم إيماننا بأن تطبيق القوانين والأنظمة جاء من اجل بناء دولة يُحتَرم فيها القانون والنظام ومن دون ذلك ستدب الفوضى وتهضم الحقوق، ولكن حينما يتعارض احد القوانين والأنظمة مع حقوق أو مصالح شرائح معينة من المواطنين فان على المسؤولين أن يدرسوا إمكانية تعديل هذه القوانين من خلال الجهات القانونية والتشريعية المختصة وان يَعِدُوا المواطنين بحل مشاكلهم وتحقيق مطالبهم، فان القوانين الناظمة للحياة ليست قوانين سماوية غير قابلة للنقض، بل هي قوانين فيها من الثغرات وقابلة للتعديل كما يحصل ذلك في الكثير من البلدان المتحضرة. لذا يجب استحداث قوانين لصالح التغيير ومحاربة الفساد والروتين وتمشية معاملات الناس بما يضمن الحفاظ على الكرامة واحترام وقت وشخصية المواطن، التي باتت مهددة عندما يراجع المواطن في العديد من الدوائر الحكومية، إذن التغيير والتجديد ضروري في الفكر المؤسساتي الحكومي وذلك لأنه سينشط ويدعم أسس البناء الوطني الديمقراطي ويحمي حقوق الإنسان من الضياع.إن الدستور العراقي بحاجة إلى وقفات تأمل وتصحيح وبحاجة إلى الاهتمام ببناء جيش وطني قوي له هيبة محلية وإقليمية ويحسب له ألف حساب ونظام قضائي عادل وصارم ومهاب، وعلى برلماننا القادم أن ينشط التشريعات التي تعمل على تقليص الفساد ومحاسبته، ويشرع القوانين والأنظمة المناسبة لعمل مؤسسات الرقابة والنزاهة ويعطيها صلاحيات مناسبة، لكي تحارب الفاسد وتحد من سلطات المسؤولين الحكوميين وتقوّم أعمالهم، ويجب أن تشرع قوانين بحيث لا تمنح المسؤولين الكبار حقوقا ومكاسب هائلة كما يحصل اليوم وإنما تمنحهم مخصصات معقولة مقارنة مع باقي الموظفين الصغار في مؤسسات البلد، وكلما كانت القوانين تصب في صالح المواطن وتحطم الروتين والفساد كلما توثقت صلته بالنظام الديمقراطي وترسخت الوشائج فيما بينه وبين الحكومة التي هي من المفترض أن تكون في موقع خدمة وتواصل مع موكليها لا في موقع إمرة وتنافر. إن ازدهار العراق محكوما بديمقراطية المؤسسات الحكومية الصغيرة قبل الكبيرة وحماية المواطن من الابتزاز والفساد الحكومي، وحمايته من المافيات وعصابات الجريمة المنظمة.. وهناك مطالب تطرحها بعض الشرائح الاجتماعية ربما تصطدم ببعض التعليمات والقوانين النافذة وإذا ما طبّقت هذه التعليمات والقوانين فان ذلك ربما يؤدي إلى حرمان هؤلاء من بعض حقوقهم الأساسية أو الإضرار بمصالحهم .. نحن بحاجة إلى سن أو تغيير الكثير من القوانين التي تعد متممة ومكملة للبناء الديمقراطي في البلد، وطالما علمتنا التجربة السابقة وما واكبها من عرقلة في التنمية والتطور والبناء، أن الكثير من أسباب العرقلة ناتج عن قوانين مركزية فيها من الروتين القاتل والمركزية المقيتة ما يثقل كاهل المواطن والمستثمر والمسؤول على حد سواء، وبما أن أهل مكة أدرى بشعابها، وأن الحكومات المحلية أدرى من وزارات المحاصصة باحتياجات المواطن، فإننا نأمل من مجلس النواب الجديد بسن القوانين التي تعطي زخما حيويا لفك الاختناق عن الحكومات المحلية وإعطاءها المزيد من الحرية التي تصب في صالح النهوض بالمحافظات والأقاليم في العراق الجديد. وعطفا على ما سبق فإن إناطة أمر وزارات البلديات والكهرباء والعمل والشؤون الاجتماعية والاعمار والإسكان والصحة بيد الحكومات المحلية بات مطلبا حضاريا للنهوض بواقعها الخدمي بعيدا عن منغصات الحكومة المركزية التي ينبغي أن تركز اهتمامها بكبريات الأمور من الدفاع والمالية والخارجية وتوفير الأمن دون الولوج في الجزئيات التي هي من اختصاص الحكومات المحلية، تماشيا بما يتطلبه النظام الديمقراطي من ترشيق الحكومة المركزية, وإحالة مهامها الخدمية إلى الحكومات الفيدرالية في المحافظات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك