اكرم المبرقع
الاداء السياسي في المسار الديمقراطي يكون مكشوفاً ومرئياً امام الجميع فلا نكاد نخفي عيوبنا واخطاءنا واندفاعنا باتجاه السلطة فالدولة الديمقراطية كالزجاج لا يكاد يخفي ما حوله فليس هناك كواليس مظلمة او غرف معتمة او انقلابات عسكرية او مؤامرات مبيتة او لعبة مخابرات خاصة اننا مارسنا اصعب تجربتين انتخابيتين في المنطقة واثبتنا للعالم كله ان الشعب العراقي صانع الملاحم وشعب الصعاب والتحديات لا تهزه الاهوال وتقلب الاحوال.كنا نواجه ابشع نظام بوليسي قمعي في المنطقة والعالم كان عاشقاً للسلطة والازمات والحروب لا يكاد يمر يوم الا ويدخل البلاد والعباد في دوامة التوترات والتخبطات.وسقوطه في التاسع من نيسان سنة 2003 يشكل انعطافة كبرى في تأريخنا المعاصر وبداية جديدة باتجاه بناء دولة الديمقراطية والمؤسسات والقانون.ويبدو ان طبيعة التجاذبات السياسية والسعي الى السلطة وامتيازاتها اخذت تتجه بمسارات خطيرة تضعنا امام اختبارات صعبة ومخاضات عسيرة وتقربنا الى مقارنة قسرية فيما بيننا وبين السلطويين السابقين الذين احرقوا العراق بنار الحروب والازمات.السعي الى السلطة حق مشروع للجميع وليس هناك حظر على الوطنيين المؤمنين بالعملية السياسية والعراق الجديد فالوصول الى رئاسة الوزراء لم يأت عن طريق انقلاب عسكري حتى يكون حكراً لفئة معينة او جهة محددة والمسير باتجاه الوصول الى هذا المنصب لابد ان يكون للجميع دون استثناء وان زمن الاقصاء والالغاء والتهميش قد انتهى بنهاية نظام صدام المقبور.ما نحذر منه في هذه المرحلة الخطيرة هو ان تأخير تشكيل الحكومة سيهز مصداقيتنا ويفضح المتمسكين بالسلطة وان شعبنا لم ولن يطيق هذا التوجه الخطير ومن يتصور بانه الوحيد اللائق بهذا المنصب وسواه لا يستحقونه فهو غارق في مستنقع الاوهام وان التأخير لن يفيد احداً مهما كان مستفيداً من استمرار هذا الوضع ومستغلاً هذا الفراغ.
https://telegram.me/buratha