اكرم الثوري
لا ننكر التدخل الخارجي بشكل عام في شؤوننا وهذا من الواضحات التي لا تحتاج الى توضيح ولا ننكر اهمية التغيير في العراق وتداعياته وانعكاساته على مجمل الواقع العربي الرسمي والشعبي.ولا ننكر وجود مصالح عربية واقليمية ودولية في العراق فان ذلك من الامور البديهية فليس غريباً وجود هذه المصالح انما المستغرب فعلاً غياب مثل هذه المصالح.ولا نختلف بوجود مصالح خارجية في العراق او تدخلات اجنبية ولكن ما نختلف عليه جميعاً هو طبيعة هذه المصالح وهذه التدخلات فقد تتفاوت الاراء والاتجاهات لفهم هذه المصالح فقد يراها بعض نفوذ مرفوض ويراها اخرون علاقات مشروعة في قاموس العلاقات الدولية التي تربط العراق مع جيرانه واشقائه واصدقائه.وما يثير الغرابة في هذا السياق هذه الايام هو تصريحات بعض السياسيين بوجود تدخل خارجي سبب ويسبب تأخير تشكيل الحكومة وحمّل هؤلاء التدخل الخارجي مسؤولية التأخير حتى يوحي للكثيرين بان اوضاعنا بخير وتنازلاتنا من اجل تشكيل الحكومة وحرصنا الشديد عليها لا غبار عليه انما كل المشكلة هو التدخل الخارجي!لا نريد الافراط او التفريط بنظرية المؤامرة التي يطلقها المولعون بها ولكن نريد تأكيد الحقيقة لابناء شعبنا بعيداً عن التضليل والتجهيل فلو اتفقنا جميعاً وقدمنا التنازلات فلا تدخل خارجي يمنعنا ولا مصالح خارجية يشغلنا عن تشكيل الحكومة فالمشكلة فينا وليس في التدخل الخارجي المزعوم.علينا ان نكون حذرين في اطلاق مثل هذه التصريحات او التبريرات فقد كانت سابقاً رغبة خارجية بعدم ائتلافنا بائتلاف واحد قبل الانتخابات لنكون الكتلة الاكثر عدداً ولم يستطع التدخل الخارجي تحقيق ذلك لو لم نكن راغبين في التشتت والتشرذم والتمزق.ليس من الصحيح تعليق اخطائنا على شماعة التدخل الخارجي وتسويق الازمات خارجاً عن افعالنا واخطائنا فاننا مسؤولون اولاً واخيراً امام شعبنا والدستور والضمير الوطني.
https://telegram.me/buratha