خالد خالد
لا يمكن لاحد مهما كانت ضراوة العداء الذي يكنه للائتلاف العراقي ان ينكر ان هذا الائتلاف هو صاحب المشروع الوطني للعراق الواحد والذي دافع عن مشروعه هذا بشتى الوسائل والسبل ونجح في نقل التجربة الوليدة الى مصاف التجارب الديمقراطية الراقية خلال سنوات معدودة .. فالائتلاف العراقي لم يكن فقط مجموعة احزاب وتيارات تتشارك في رؤى موحدة او تتناغم فيما بينها بمجموعة من الافكار وسياقات العمل والاطر الايديولوجية بقدر ما تمثل مزيجا من المد الشعبي والشعور الوطني بضرورة الجمع بين الخصوصية المشروعة وعمومية المشروع الوطني الذي يجب ان تكونله الصدارة دائما وابدا .. فالمشروع الحقيقي الناجح هو ذاك الذي تكون محصلته النهائية هي الوطن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان يقف في مقدمتها نكران الذات والتضحية المطلقة حين تصبح تلك التضحية جزءا بل شرطا لبقاء وديمومة الوطن الكبير ...
مراجعة بسيطة تثبت ان الائتلاف هو الراعي الحقيقي لمشروع الوطن الكبير الذي يلم شتات الانتماءات مهما اختلفت وتنوعت ويضم بين دقتيه كافة المكونات العراقية بشتى عناوينها ومسمياتها .. الجهد الواعي والاقياع السياسي المنضبط والحرقة على العراق الموحد الديمقراطي كان الهم الاساس والوجع الاول الذي انتضى من اجله الاتئلافيون سيوفهم مشرعة بوجه الباطل لاعلاء كلمة الوطن وليبقى هو سفينة النجاة التي تنقل المجتمع نحو الغد المنشود ..لقد خاض العراق غمار تجربة عجيبة كادت تودي بقدرته على النهوض والاستمرار ووصلت الامور الى شفا حفرة من الضياع الابدي لولا حنكة الائتلافيين على التعمل مع الواقع بنظرة مستقبلية شفافة بعيدة عن التشنج ولغة التصعيد والتشظي في الخطاب او التهويل على حساب الوطن كل ذلك قاد الى نضج في القرار والى ديمومة حركة الجماهير بشكل منظم وممنهج نحو هدف واحد هو احترام القانون والتخلي عن نزعات الانا وخصوصيات الهوية لصالح القانون والدولة والدستور ..
الثوابت المشتركة قفزت فوق الولاءات الانوية والفردية والجماعية الصغيرة .. ومنهجية الخطى الوطنية التي كفلتها رموز الائتلاف الاساسية والقائمة على نبذ الخطاب المتعدد وضبط النفس في الملمات والابتعاد وخصوبة الافكار وتحرر الاهداف من بعد المسافة عن الجمهور والخطط لمعالجة الازمات وايضا الاندماج مع الجمهور في خندق واحد خلقت ارضية صالحة للنجاح المنشود ..لايمكن اغفال الاساس والثابت الذي اعتمده الائتلاف في حركته الدائبة وهو القاعدة الشعبية العريضة التي امتدت من اقصى الجنوب الى اقاصي الشمال والتي اشتملت على انصار الائتلاف ومؤيدي سياقات حركته ما اكسبه هذا الظفر الجماهيري والرضى الشعبي وديمومة الحركة واستمرارية الانتصار ..
https://telegram.me/buratha