المقالات

المجلس الاعلى بعد رحيل رئيسه

829 02:07:00 2009-09-04

زهراء الحسيني

لا شك ان رحيل السيد عبد العزيز الحكيم لم يترك فراغاً كبيراً على واقع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يترأسه او الائتلاف العراقي الحاكم الذي يتزعمه بل سيترك أثره على العملية السياسية بشكل عام نظراً للخصائص القيادية التي يتميز بها والصفات الاستثنائية التي يتمتع بها. ليس ثمة ادنى مكابرة او مجانبة للحقيقة بان الاثر الكبير الذي سيتركه غياب السيد الحكيم على مسيرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بشكل خاص سيكون ملحوظاً رغم البديل يمتلك من المواصفات القيادية والفكرية والسياسية ما يجعل الاطمئنان على مسيرة المجلس الاعلى راسخاً.

السيد الراحل حكيم العراق يمتلك تجربة كبيرة عاشها في ظل اخيه شهيد المحراب وقبله مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر كذلك ما عاشه في ظلال اكبر مرجعية دينية في العالم والعراق في مطلع الخمسينيات والستينيات وهي مرجعية الامام السيد محسن الحكيم. وضلوعه في العمل السياسي المعارض بعد خروجه من العراق في بداية العقد الثمانيني واشرافه المباشر على حركة المجاهدين تلك الحركة الجهادية السياسية التي كان له الدور الاكبر في مواجهة النظام السابق عسكرياً وسياسياً بعد ان قطع النظام على المعارضة كل الخيارات الاخرى واضطرها الى اللجوء الى العمل المسلح كخيار اضطراري لا تمتلك المعارضة سواه في مواجهة نظام لا يقفه الا منطق القتل والابادة والرصاص.اهم العمليات التي نفذتها حركة المجاهدين العمليات الاستشهادية التي طالت وزارة التخطيط الصدامية وتوجيه ضربات نوعية الى مرافق القصر الجمهوري وهي تلك العمليات التي ادت الى تأجيل عقد مؤتمر عدم الانحياز المزمع عقده في بغداد وتم نقله الى نيودلهي العاصمة الهندية آنذاك.

وبالاضافة الى هذا الجهد العسكري والسياسي والاعلامي الذي اضطلع به الراحل الكبير السيد الحكيم بقيادته لحركة المجاهدين اشرف بشكل مباشر على المركز الوثائقي لحقوق الانسان وسعيه المستمر على تعرية النظام امام المحافل الدولية وكشف جرائم وممارسات النظام الصدامي في السجون والمعتقلات امام العالم كله وهو ما ازعج النظام كثيراً وقد قدم هذا المركز الاف الوثائق للامم المتحدة عن جرائم صدام المقبور ضد الشعب العراقي. وادارته بعد ذلك لجنة عمل الداخل اثناء وبعد انتفاضة شعبان المباركة ونجاحه في ادارة هذا الملف وكان خلال هذه الفترة لا يحب الظهور ولا يرغب بالاضواء بل كان يعمل بصمت وربما كان معولاً على شهيد المحراب في تصديه للعمل السياسي والجهادي وقد اكتفى اعلامياً بظهور شهيد المحراب امام الفضائيات وقنوات التلفزة والمنابر السياسية والاعلامية.

وبعد هذا كله كان حضوره المبكر في قيادة العملية السياسية والمجلس الاعلى في اصعب ظروف العراق حساسية واعقدها امنياً ونجح في توجيه مسارات العملية السياسية بالاتجاه الصحيح. وقدرته العالية على التوازن وفك الاختناقات الطائفية ونجاحه على المسير في حقل الالغام والاسلاك الشائكة التي افرزتها طبيعة التجاذبات والصراعات الدولية على الساحة العراقية. وكان انفتاحه الواعي وتوازنه المعتدل لا يؤثر على ثوابته التى دعا ونادى اليها فقد حافظ على علاقاته مع كل الاطراف المتنازعة والقوى الدولية المتصارعة دون ان يفرط بثوابته الوطنية والدينية. ولكن ما سعى اليه الراحل الكبير السيد الحكيم بالحفاظ على الاطار العام للمجلس الاعلى واستمراره بعد غيابه المؤقت بفعل اشتداد المرض او غيابه الابدي بعد رحيله الى ربه وترسيخ مرتكزاته واركانه ادى الى تماسك المجلس الاعلى وقوته بعد رحيل السيد الحكيم.

ظاهرة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الفريدة بعد غياب السيد الحكيم وحفاظه على ادائه واطاره العام دون انشطار او انهيار لبناه يعزز الرؤية المتبصرة التي سعى اليها الفقيد الراحل. ولذا بدا المجلس الاعلى الاكثر تماسكاً وتفاهماً بعد غياب رئيسه وقائده وانتخاب السيد عمار الحكيم رئيساً له باجماع مركز صنع القرار والشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي في واحدة من اعظم الملاحم السياسية في تأريخ العراق المعاصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك