كل نفس لابد وان تذقه ولابد للنفس من ان ترضخ لسطوته مهما علت همتها او وَضِعـَتْ ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ..رحل رمز من رموز العراق والامة تسلق الى ذرى القمة عبر سلم الافذاذ اجداده وآبائه وخيرة عمالقة الامة وباني مجد شرفها ومرسخي افضل القيم والايمان في كل العصور .. جده علم واباه علم واساتذته علم واخاه علم فكيف يكون هو اذن ؟
لن اقول في سيرته الذاتية شئ فهي متاحة للجميع ولكن لي قولة في امر اهم وهي التركة التي تركها لنا هذا الرمز الراحل تلك التركة الامانة التي يجب ان توضع في موضعها الحق ومكانها الصحيح كما كان يسعى هو واجداده من قبل ..ان ينجو العراق من مهاوي الردى وينتقل بابنائه الى حيث الامان والاستقرار وامتلاك زمام امره واستقلاله يمارس ابنائه معتقداتهم وخياراتهم بحرية دستورية وقانون اخلاقي قيمي تلك هي مساعيه وخلاصة جهاده وجهده رحل ولما يزل العراق في دائرة الخطر وهو احوج مايكون اليه ..
رحيل موجع كنت هناك حينما نالت ايادي الغدر والرذيلة من اخاه السيد الطاهر محمد باقر الحكيم وشهدت كيف زحفت الملايين الى حيث مثواه تودعه وداع الوفاء ووقتها سمعت صرخات الملايين بعنفوان ايضا تنادي مبايعة لهذا الرجل القريب من مركز القيادة قربا هو اعرف بما فيها والاخبر باسرارها والاجدر بقيادة الدفة ..ايها الراحل الحكيم قل لي من عدوك اقل لك من انت وقل لي من يشتمك اقول لك من انت وقل لي من يحاربك اقول لك من انت وقل لي من يبغضك اقول لك من انت وقل لي من يتمنى زوالك من الوجود اقول لك من انت وقل لي من شانئك اقل لك من انت ...
تصفحوا اليوم وبالامس شاتميه ومحاربيه واعدائه وباغضيه ومتمنين زواله من الساحة والوجود ومن هو شانئه ستعرفون من هو الحكيم الراحل ومن هو هذا الفذ السعيد ويكفيه فخرا وعزا ورفعة ان عدوه زنيم وشاتمه رذيل وباغضه وضيع وشانئه سقط المتاع وامة ضلت وبغت فتاهت في ويلات الشرور ومتاهات الغرور .. ان لمن حسن حظ المرئ العظيم والحكيم ان تناله الاقزام بالسوء تعتقد انها تنال من قيمته وجهاده وتاريخه وما درت انها حينما تفعل ذلك فانها من يزكيه ويعزز من ترسيخ قيمته التي ماوصل اليها الا من خلال ايصال هذا السقوط القيمي والاخلاقي والانساني الى ماهم عليه من هزيمة لايمتلكون الى الشماتة والشتم والغدر والخسة وسيلة للتنفيس عن الاحقاد ..
بوركت ابا محبيك يوم ولدت من الارحام الطاهرة والاصلاب الشامخة وبروكت يوم كنت حيا مجاهدا منافحا مكافحا من اجل تحرير الوطن والانسان من ربقة العبودية الصدامية البغيضية وبوركت يوم رحلت عنا وانت من يبغضك ارذل الخلق في العالمين .. انادي ابناء وطننا العزيز واخص منهم الشرفاء الاطايب ووفاءا لقيم وضعها الله لنا سار على خطاها الافذاذ وانتصرو ووفاءاً لهذا الراحل العزيز علينا بتحقيق امله بوحدة الصف ودعوته لتصحيح المسيرة ووضع الامور في نصابها الحقيقي السليم والسعي الجاد لتحرير الوطن الذي لازال محتلا من قبل الاوباش وايتام الطغيان والجهل والتخلف والفساد والرهاب والاجرام ولان العدو اقذر مما نتصور ونعتقد وهو متكالب علينا من كل حدب وصوب ينتظر خلو الساحة من قياداتها وتمترس الاهواء الضيقة بتشرذمها وتسترها بساتر ضعيف لايقيها اهون الشرور وان نكون كما اراد الله كالبنيان المرصوص يشد بعضنا ازر بعض ..
رحيلك ياحكيم موجع ومؤلم ولكن حولنا وقوتنا هي بالله العلي العظيم ناصر المؤمنين هو مدبر الامور وهو القائم بالقسط والعدل يؤتي الملك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويرفع من يشاء ويضع من يشاء مبير الظالمين وناصر عباده المخلصين سيد الاولين والاخرين رب العالمين ولن نعزي فيك الا العراق وانفسنا ومحبيك وابنائك وتلامذتك ومراجعنا العظام وانا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha