المقالات

عندما يرحل القادة

970 19:54:00 2009-08-26

احمد عبد الرحمن

خسارة كبرى بكل المقاييس والاعتبارات والمعايير حينما يفقد مجتمع ما احد قادته ورموزه وصانعي حاضره ومستقبله، وفقدان القائد المجاهد سماحة السيد عبد العزيز الحكيم "رحمه الله"، الذي وافاه الاجل المحتوم يوم امس الاربعاء، الخامس من شهر رمضان المبارك، يعد مثالا ومصداقا للخسارة الكبرى التي مني بها الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والمذهبية والطائفية والدينية.لم يكن الفقيد القائد زعيما لكيان سياسي فحسب.. ولم يكن حاملا لهموم وتطلعات وطموحات فئة اجتماعية معينة دون اخرى.. ولم يكن صاحب مشروع سياسي محدود في اهدافه ومضامينه.. ولم يكن نتاج مرحلة سياسية عابرة..لقد كان القائد السيد عبد العزيز الحكيم زعيما وطنيا، ورمزا لجميع العراقيين.. لقد كان حاملا لهموم وتطلعات وطموحات كل ابناء شعبه، من دون ان يفرق بين هذا وذاك على اساس هذا العنوان او ذاك.. وكان صاحب مشروع شامل يتحرك في افاق رحبة وفضاءات واسعة تستوعب الجميع.. وكان مصداقا وتعبيرا لمسيرة جهاد وتضحية ونكران ذات وشجاعة واقدام في مواجهة الظلم والطغيان والاستبداد بكل اشكاله وصوره، ولم تأخذه في ذلك لومة لائم.

كانت كل محطات حياته عبارة عن مواقف بطولية ومشرفة، في اطار مسيرة طويلة انطلقت منذ عهد المرجع الديني الكبير الامام محسن الحكيم (قدس سره) لتتواصل مع اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، ومع شهيد المحراب اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم.. لتنطلق تلك المسيرة في مواجهة الانظمة الاستبدادية القمعية وابرزها نظام البعث الصدامي ولتتواصل بعد سقوط ذلك النظام من اجل بناء الدولة العراقية على اسس صحيحة، وكان للدور الذي اضطلع به الفقيد السيد عبد العزيز الحكيم اثرا كبيرا في التأسيس للعراق الجديد القائم على مباديء الحرية والعدالة والاستقلال والمساواة، وتداول السلطة والاحتكام الى الدستور، وكان لذلك الدور المحوري اثرا كبيرا في رسم وصياغة مستقبل العراق.واذا كان سماحة السيد عبد العزيز الحكيم قد غادرنا الى الرفيق الاعلى، فأن منهجه سيبقى حاضرا وفاعلا ومؤثرا، والارث السياسي والجهادي الكبير الذي تركه، والذي يعد مكملا ومتمما للارث السياسي والجهادي لقادة ورموز كبار اخرين، سيبقى هو الاخر حاضرا وفاعلا ومؤثرا وموجها.ان الكبار يرحلون بأجسادهم، ولكنهم لايرحلون بمبادئهم ومناهجهم وافكارهم وسلوكهم.. وسماحة السيد عبد العزيز واحدا من هؤلاء الكبار الذين قدموا كل ما لديهم لدينهم وامتهم ووطنهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك