محمد يونس
في الوقت الذي اعلن فيه الائتلاف الوطني عن تشكيلته التي سيشارك فيها في الانتخابات المقبلة وهي تشكيلة قوية واعلن ايضا عن مباديء وثوابت الائتلاف ككتلة تسعى ضمن ما تسعى اليه الى ان يكون العراق واحدا مستقلا بعيدا عن اشكال التهميش او اللجوء الى العنف باي شكل من الاشكال لحل الخلافات بين الطوائف والمكونات والقوى والاحزاب ..وفي الوقت الذي تخلف فيه حزب الدعوة عن المشاركة في الاتئلاف على الاقل في الوقت الحاضر ..تدهشنا تصريحات مسؤولين في الحزب والتي تدعي استغراب حزب الدعوة من الاعلان عن الائتلاف الوطني في هذا الموعد..
لاندري مالسر في دهشتهم وقد اعلن قبل ايام ان الرابع والعشرين هو موعد نهائي لاعلان المباديء العامة للائتلاف مع ابقاء الباب مفتوحة امام القوى والتيارات والاحزاب التي تروم الخول تحت مظلته والمشاركة فيه ..ولماذا يصر حزب الدعوة على تحميل الامور من التفسيرات والنقائض ما لايمكنها احتماله .. ام انهم يريدون ان تظل قوى الائتلاف معطلة وغير قادرة على ان تخطو خطوة واحدة الى الامام بسبب تغيب الاخوة في الدعوة واصرارهم على شروط تعجيزية غير قابلة للتفاوض .. فاذا كان لهذا الحزب النية في الدخول في البيت الائتلافي فليس هناك مانع بالتاكيد ولا يوجد حرج طالما ان ذلك الحزب كان في طليعة الاحزاب والقوى التي تمت مفاتحتها بشان التشكيلة الائتلافية والمباديء الاساس التي يجب ان تقوم عليها تلك التشكيلة .. واذا كان لحزب الدعوة المصلحة في ركوب سفينة الائتلاف التي ركبها سابقا ونجح في احراز مواقع متقدمة فيها فمالذي يضيره دون ان يركبها من جديد علها تكون سفينة النجاة التي نبحث عنها خاصة مع ما تحتويه من رموز وشخصيات وقوى مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والقدرة على ادارة الامور في البلد ..
اما الاستغراب فهو غريب بحد ذاته ..لانه لا يحمل اي معنى مفهوم ..فتوقيت الاعلان عن الائتلاف الذي تغير لاكثر من مرة رضوخا لطلب حزب الدعوة اعلن عن انه نهائي واخطر الاخوة في الحزب بذلك فلم يبالوا بذلك بل قدموا مقترحا بديلا وهو تاجيل الاعلان الى مابعد شهر رمضان المبارك في تاجيل طويل وبعيد المدى لا يمكن ان له اسباب منطقية ومعقولة ولا يمكن ان يقود سوى الى مزيد من التسيوف واضاعة الوقت وتبديد الجهد مع صلب الشارع على جدار الانتظار بلا معنى ولا طائلة ترتجى مادامت النوايا نفسها ومادامت الاشتراطات هي ذاتها ..اما اعلان الاستغراب فلا يعدو عن كونه جزءا من مسلسل رمي الاخرين بالحجارة والتظاهر ثم التباكي عليهم ..واعتقد ان العسكري والاديب والمجموعة التي تتبرع دائما باطلاق التصريحات المتناقضة والمتارجحة والمستفزة حتى للشارع في الكثير من الاحيان فلا يمكن ان تقود بالدعوة سوى ان يظل حزبا يتيما فقيرا اذا لم يراجع بسرعة حساباته ويهرع لالتقاط اخر اطواق النجاة قبل ان يضيع في عباب الهزيمة ..
https://telegram.me/buratha