عمار البياتي
حين شرعت التيارات السياسية بالاسراع باعادة تشكيل الائتلاف الوطني العراقي وبنظام مختلف تماما عما كان عليه في السابق من حيث التطوير والتوسيع والاليات الجديدة التي رسمت بها المعالم الخارجية له , بعد ان وجدت تلك التيارات الضرورة المحلة والرغبات الشعبية الجامحة المطالبة بذلك ما جعلها تنضوي تحت عنوان واحد يساهم في توحيد الموقف والقرار السياسي ولملمة الجهود وتظافرها والحفاظ عليها من التشتت والضياع , هذا كان من ابرز سمات واساسيات تشكيل الائتلاف , ولكن ما يؤسفنا هو سماع اصوات من هنا وهناك تعكر صفو الاجواء التي يتم فيها تشكيل الائتلاف والذي يثير استغرابنا تلك الاصوات تصدر من تيارات كانت فاعلة داخل الائتلاف فما حدا مما بدا , حيث كان من المؤمل ان تزف بشرى تشكيل الائتلاف في غضون هذه الايام الا ان بعض التيارات السياسية مثل حزب الدعوة بادر بموقف كان بمثابة حجر عثرة في طريق تشكيله في حين هو كان يعد قطبا مهما في تركيبة الائتلاف ,
فيا ترى ما هي الاسباب هل هي مجرد عراقيل تحول دون الاعلان عنه وهل الظرف الراهن والتحديات الصعبة التي تحيط بالمشهد العراقي تسمح بان يتملص البعض عن تلك المسؤولية ويبدي موقف المعارض عن مثل هكذا مشروع ويعمد الى تشكيل تكتلات اخرى لاتجدي نفعا قياسا بالتحديات التي تهدد امن العراق وشعبه مستقبلا , وهنا سؤال نوجهه الى قيادات حزب الدعوة وغيره ممن اصبح سببا في تاجيل الاعلان عن تشكيل الائتلاف هل من المعقول تتركون الاصل المتمثل بـ( الائتلاف ) وهوالدرع الحصين لحفظ مقدراتكم واستحقاقاتكم السياسية ولولا خيمة الائتلاف فبكل تاكيد لم تحصلوا على شيء وتلجئون الى الفتات , تارة تعقدون المؤتمرات وتعلنون عن تشكيل كتل وبمسميات مختلفة واخرى تلقون باللائمة على تيارات اخرى وتتهمونها سببا في تعطيل سير عملية تشكيل الائتلاف .
على حزب الدعوة اعادة النظر في كيل المعادلات السياسية ولا يعتقدوا بان ما حصلوا عليه في انتخابات مجالس المحافظات سيكون هو نصيبهم في الانتخابات المقبلة لان المرحلة المقبلة اصعب مما يتصورون بعد ان عدت الكتل الاخرى - المدعومة من هنا هناك - العدة الكاملة لدخول المعترك وخوض الانتخابات وهيئت كافة السبل وسخرت كال ما تملك من امكانات لقلب المعادلة السياسية والهيمنة على مقدرات الحكومة العراقية .
نحن نشدد على عدم التهاون في مواصلة الجهود لتشكيل الائتلاف الذي يعتبر القوة الواحدة التي يمكن من خلاله الحفاظ على حقوق المظلومين من ابناء ذلك البلد وحزب الدعوة امامه خيارين اما ان يكون او لايكون ونامل ان يرجع الى رشده ويتعامل بحكمة وروية وان يضعوا المصلحة العامة فوق جميع الاعتبارات الشخصية وان يتذكروا بان ارادة الشعب اقوى من ارداة السياسيين .
https://telegram.me/buratha