البصرة / إدريس الحساني
هكذا وجدناهم وهكذا كانوا من ذي قبل إنهم أسرة آل الحكيم الذين عرفهم التأريخ الإسلامي في العراق وغيره بالدعاة والرواد وأصحاب الجهاد ، كما أنهم مصداق للآية الكريمة لا يخشون في الله لومة لائم وهم من القلة القليلة الذين انطبق عليهم قوله تعالى : الذين يبلغون رسالات الله ولا يخشون أحد إلا الله ، وقد إنبرى الإمام الحكيم (قده) ليقول كلمته بالوحدة والنضال والدفاع عن المظلومين أينما كانوا مفنداً في الوقت ذاته كل الأفكار الدخيلة التي حاولت أن تفرق بين المسلمين على حساب القومية وكونه عالماً مجتهداً ومرجعاً للعالم الإسلامي فقد تصدى للفتوى بحرمة قتال الأكراد بالرغم من الخطر الذي يحدق به جراء هذه الفتوى
ولكنه كما أسلفنا لا تأخذه في الله لومة لائم وقد استمرت المسيرة مسيرة الجهاد المقدس ليقدم الإمام الحكيم القربان تلو القربان في سبيل الله دماء زاكية تروي شجرة الإسلام فقد استهدف النظام المقبور أفراد هذه الأسرة باعتبارها منبعاً حقيقياً للثورة والوقوف بوجه مخططاته ومؤامراته وشخص النظام البائد أن هذا الفكر من شأنه ان يهد عرشه ويهدد مصالحه العامة فلم يعبأ بتصفية تلك الأسرة العلمية جسدياً شأنه في ذلك شأن الطغاة الذين حاولوا أن يتخلصوا من الأئمة الأطهار عن طريق التصفية الجسدية ،
وقد شمخت هذه الأسرة عالياً بشخوصها ورموزها المرموقة أمثال السيد مهدي الحكيم الذي اغتالته العصابات البعثية في السودان وأمثال المجاهد السيد محمد باقر الحكيم الذي اغتالته يد البعث وزمره الخبيثة عند ضريحه جده أمير المؤمنين (ع) وقد تحمل سماحة حجة الأسلام والمسلمين المجاهد السيد عبد العزيز الحكيم عبأ المسؤولية وأخذ على عاتقه الاستمرار بالمسيرة السياسية والجهادية حتى تحقيق آخر الأهداف المقدسة وبالرغم من ثقل المسؤولية ألا إن سماحته يمتاز بعقلية فذ وفكر عميق أهله ذلك لأن يكون رجل التوحيد ورجل السياسة ورجل الوئام والسلام
وقد دأب الحجة الثبت على الإصرار بأخذ الحقوق من منطلق أن الحقوق تأخذ ولا تعطى وتبنى الكثير من المبادرات التي يعتبرها المحللون وأصحاب السياسة والمؤسسات الدينية بأنها من أكمل الوسائل لوحدة الصف العراقي وبناء لحمته ولم توقفه حالته الصحية الخطيرة عن مواصلة هذا المشروع حتى بادر سماحته في مشروع الإئتلاف الوطني الجديد الذي يحفظ وحدة العراق وقواه المخلصة ويبني كتلة قوية مقابل القوى الظلامية وأعداء الشعب العراقي وأكثريته الساحقة إن سماحته (عافاه الله ) لم يبق جهداً إلا وبذله في سبيل الأهداف الكبرى للشعب العراقي وما جهوده المبذولة وهو يتلقى العلاج الكيمياوي إلا اسطورة في تأريخ الرجالات المجاهدة على طوال التأريخ الإسلامي وهو إن دل على شيء فإنما يدل على حرص سماحته على الحفاظ على المبادىء والمكتسبات التي تحققت لصالح الشعب العراقي وهو من جهة أخرى دلالة على إيمانه بتبليغ الرسالة حتى آخر المطاف .
https://telegram.me/buratha