الدكتور مصعب الجوراني
أن الدم والنفس الإنسانية قد حرمهما الله وهذا الأمر لا إنكار عليه وان كل دول الملتزمة بالتعاليم السماوية أو غير الملتزمة تحترم هذه القضية وتقدسها وان قضية مقتل إنسان كائن من يكون تعتبر الجريمة العظمى التي يعاقب عليه القانون وقد تتعدى القضية أكثر من ذلك حينما يرافقها غموض في كشف مرتكبي الجريمة حتى تصل إلى التدخل الدولي وتشكيل محاكم دولية مختصة فمن اجل معرفة الحقيقة وهذا ما جرى فعلا بعدما قتل الرئيس اللبناني رفيق الحريري إذ قامت الدنيا ولم تقعد وشكلت محكمة دولية خاصة للكشف عن حيثيات الجريمة ومع تقديسنا واحترامنا لدم الحريري وتأييدنا للكشف عن مرتكبي جريمة مقتله التي أدخلت لبنان في سلسلة إحداث مروعة ألا أن هذه القضية لا ترتقي أن تكون جزء من ما يقدم عليه الإرهاب في العراق من جرائم فضيعة أهولت العقول وجعلتنا نسأل لماذا لم يشعر الرأي العالمي بمسؤوليته اتجاه هذه الجرائم التي يذهب نتيجتها الآلاف من الأبرياء في العراق وتخلف مثلها جرحى ومعاقين وقد دخلت العراق في دوامة القتل غير المبرر.
أن دم الحريري طاهر وفي الحقيقة لم يكن اطهر من دماء العراقيين ولا أزكى منها ولكن هناك أسباب تقع خلف الاهتمام الكبير بقضية مقتله لذا يقع على العراقيين في الحكومة والبرلمان مسؤولية الخروج بالنتائج الحقيقية من وراء استهداف الأبرياء واستباحة دماءهم أن سفك دماء العراقيين أصبحت ثقافة عامة خلفتها الأنظمة والحكومات السابقة فمنذ استيلاء القوميين والعسكريين عام 1958 على الحكم أراقوا دماء الأسرة المالكة وكانت تلك انطلاقة لأراقت الدماء وبعدها جرت إحداث الموصل وكركوك من اجل البقاء في الحكم حتى جاء البعث عام 1963 - 2003 الذي انتهك كل الحرمات وتجاوز على كل المقدسات إذ أصبح القتل وبالطرق المتعددة أمر طبيعي.
أن سكوت الرأي العام الدولي حيال ما يجري في العراق ليس بجديد فقد كان نظام الطاغية صدام يتوغل ويستهتر في أباحة دماء الملايين بدون أدنى رادع أنما كان مسنود وهناك دعم كبير يقدم له من قبل الدول المتهمة اليوم بإراقتها لدماء العراقيين حيث نجد اليوم تأثير فتاوى التكفير والدعم البشري والمادي الكبيرين من اجل تدمير العراق ومحاولات لإرجاع شرذمة البعث للحكم وفي مقابل هذا هناك تناغم من إطراف حكومية لا تريد أن تكشف حقائق ما يجري وتعترف بالقائمين عليها وتكتفي بتوجيه التهم لهذه جهة أو تلك فالقول لوزيري الدفاع والداخلية وإطراف من جبهة التوافق فلتأتوا بالأدلة لإدانة من تتهموا وإذا كانت السعودية وحلفائها من البعث والقاعدة هم المتهمين فالأدلة لإدانتهم متوفرة والمجرمون المتورطون بإحداث الأربعاء الدامي 18/8/2009 هم خير دليل وبهذه الحالة فالسكوت الدولي عن ما يجري في العراق من مذابح ومجازر شاهد على أن السعودية هي المتهم الرئيسي في تصدر الإرهاب للعراق من خلال الفتاوى التكفيرية ودعم الجماعات الإرهابية كما وهي من تسيطر على الرأي العام العالمي والعربي اتجاه عدم إدانتهم لما يحدث في العراق وان العراقيين حينما يذبحون عبر هذه المجازر فهذا بإرادة السعودية وتنفيذا لرغباتها وتدخل سافر منها في الشأن الداخلي العراقي وان تخبط بعض الإطراف لاسيما أذناب البعث أمثال حارث الضاري وصالح المطلك ومن يريد التحالف معهم لا ينفع حينما يصدر الشعب العراقي أرادته في التخلص من هذه الزمر الإجرامية.
https://telegram.me/buratha