محمد حسين الابراهيمي
1. ان هذا النوع من التفجيرات المنظم والمنّسق بشكل عالي الدقة يدلل على وجود ايادي منظمة مدعومة من قبل مخابرات دولية بالمال والانفس والتخطيط الدقيق فهكذا مستوى من التفجيرات تذكرنا بالتفجير الذي تم من خلاله اغتيال الامام محمد باقر الحكيم قدس سره وتفجير الامم المتحدة وغيرها من التفجيرات التي تركت اثراً واضحا للفاعل .
2. كان تلك التفجيرات تحدياً واضحا للحكومة ولقوى الامن العراقي بعد انسحاب القوات الامريكية من الشارع العراقي واختباراً لكفائتها وخططها الامنية التي تحتاج الى معالجة شاملة علما ان طول المدة التي تعاملت بها القوات الامنية استمرت سنين من لحظة بدأ عمليات فرض القانون وهذا يعني اكتساب خبرة عالية ببسط الامن وكشف المريبين لكننا لانجد هذه الخبرة في التفجيرات الاخيرة .
3. لو لاحظنا جيدا فان سلسلة التفجيرات بدأت تحديدا بعد خطاب عزوز ابو الثلج وهو مؤشر كبير بثقة التحالف البعثي والقاعدة بمقدرتها على اداء سلسلة تفجيرات بدون فشل بوجود تنسيق كبير بينهم وبين جهات متواطئة مسؤولة عن حماية الشعب العراقي سواء كانوا ضباطاً او سياسيين متنفذين بالداخل وهنا اثبتت ان القائمين على خطة فرض القانون ليس لهم خبرة كبيرة وليس لهم دعم استخباراتي متين فعندما يظهر على سبيل المثال الملعون اسامة بن لادن على احد القنوات باعثاً رسالة ما فان الجهات الاستخباراتية تسهر ليالي وايام لتحليل فحوى الكلام بل حتى الاشارات كونهم يعتبرون هذا نوع من انواع اعطاء الاذن لخلايا نائمة او يقظة بساعة الصفر وحتى لو كانت خالية من اشارة ما فهي دعم معنوي للارهابيين بالتحرك وعدم التقاعس لانهم سمعوا صوته الخانع الذليل وهذا ما حصل مع عزوز ابو الثلج فلقد اثبت البعثووهابية مقدرتهم وقوتهم حتى على اسقاط حكومة والا ما معنى الذي حصل يوم الاربعاء وقبله في خزنة تبه وبعدها في بابل وغدا الله العالم .
4. كلما اشتدت شراسة التفجيرات وكلما وقع شهداء اكثر كلما زاد الكره للارهاب وفاعليه وازدادت النقمة من قبل الشعب العراقي على فاعليه من البعثوهابي وازداد تماسك الشعب الصابر والامل بالله سبحانه وتعالى بالخلاص من القتلة المنحرفون ولينعم عراقنا الحبيب باهله بالخير والبركة .
5. المتتبع للمواقع الالكترونية الخبيثة والقنوات الصفراء نراهم يتكلون بلهجة واحدة وبنَفَس واحد متهمين جهات اخرى لتشتيت الراي العام ومحاولة افقاد ثقة الشعب بحكومته وهذا يذكرني بخطباء الجمعة في العالم الاسلامي عندما يستلمون موضوع الخطبة من الاوقاف بدون زيادة والا سوف يتعرضون للفصل او قطع التمويل وهذا نفس الشئ حاصل مع تلك الجهات الرخيصة ذو التمويل المشبوه .
6. لو امعنا النظر جيدا فاننا نجد هذه الايام شبيهة جدا بايام تناقل السلطة ووجود فراغ للحكومة لانها منشغلة بجمع الاصوات وانشاء قوائم وسَجَل وجدال حول انسحاب وخروج وانضمام قوائم وارضاء قوائم اخرى لها تاريخها الاسود ورحلات مكوكية لكسب ثقة حكومات لم ولن ترضى عنا حتى يحكمنا الزعيم الاوحد فانا اذكر تماما عندما تم استبدال السيد الجعفري مع المالكي حصلت تفجيرات كبيرة جدا راح فيها العشرات وجُرح وتشوه المئات وسنبقى هكذا كلما تبدلت حكومة لتعمل من جديد بتغيير الوجوه في القيادات الامنية وخلال فترة التغيير توجد دائما نسبة ضحايا مخصصة لهولاء لتثبيت كراسيهم ومناصبهم فالله الله بنا فارخاء الحبل في هذه الفترة يسيل لها دم كثير وهذا لايرضي رب العزة عزوجل فلاتتحملوا مسؤولية عظيمة في الدنيا والاخرة .
7. انخراط عناصر في الجيش والشرطة ودمجها مع هذه الجهات ونحن نعلم علم اليقين ان اغلبهم كان ممن يقطع الاعناق ويرميها في الشارع والمزابل فهل تترجى خيرا من هكذا مخلوق بان يعطف عليك او يعمل على ضبط الامن والا من سمح لشاحنة بهذا الحجم ان تمر مر الكرام عبر سيطرات تفتيش عديدة وهذا يعني الكثير منها وجود تنظيمات معادية داخل هذه الجهات تبدأ من اصغر شرطي او عسكري الى اكبر رتبة ضابط مسئوول .
هذا قليل مما فرزه التفجير الاخير لنعلم ان عدونا ليس سهلا ومتربص لنا بكل قوة فله وجوه عديدة فمواقع الانترنت المنحطة وقنوات الشر الفضائية ودس النفوس المريضة وشراء الذمم وغض العين عن تهريب الاجساد عبر الحدود انما احد اوجه العدو المتربص بعراقنا العزيز .
https://telegram.me/buratha