سعد الكاتب
حين يمنح الله المال او السلطة او كلاهما فانه في الواقع يضع الانسان في اعسر اختبار لاكتشاف مدى قدرته على ضبط النفس وشكر الله على النعمة بان يصنها ولا ينفقها الا في مورادها ..فهما من اشد الاسباب التي تقود الانسان لان يرد موارد التهلكة بل ان دولا وامبراطوريات عظيمة صارت جزءا من حكايات الامس المنسي بعد ان تجبر عظمائها وهالهم ما وقع في ايديهم من المال والجاه والسلطة ظانين انه خالد بين ايديهم وانهم مخلدون في الارض او معجزي الله سبحانه عن اذلالهم وسلب ما وهبهم اياه فطغوا فيه .. وال سعود كانوا ومازالوا يمثلون المثال السيء لاستخدام المال والسلطة وهما اللذان سيقودان في النهاية الى جعل ذلك النظام الوحشي في خبر كان بعد ان اصبحت فضائحه لا تكاد تعد او تحصى ..
فبجانب استهتاره باطهر بقعة في الارض تلك التي تضم رفات رسول الامة الطاهر الامين وبيت الله الحرام واستخفافهم بمشاعر المسلمين باظهار وادعاء انهم خدم للحرمين المطهرين في حين انهم يسعون في الارض فسادا ويرتكبون من الفواحش والاثم والبغي ما ظهر منها ومابطن في اسوا استغلال للمنصب والجاه والسلطة التي حصلوا عليها بالدم والخديعة ودعم الانكليز والمؤامرات ورفع راية الاسلام وهم منها براء ..السلطة التي يتمتع بها ال سعود امراء وحاشية ومقربين جعلت الشعب السعودي اشبه مايكون بخلية من العبيد التي تدور وتدور بلا هدف بل ويعاني ذلك الشعب من الكثير من المشاكل الاقتصادية رغم انه يصدر 12 مليون برميل يوميا في رقم يغذي قارة باكملها ..ورغم كل هذا فشعب الاحساء والقطيف مثلا يعاني الكثير من سكانه شظف العيش او يعيشون دون المستوى الذي يفترض ان يكون عليه شعب تدر ارضه هذه الثروات الطائلة التي سخرها ال سعود لملذاتهم واهوائهم وللفساد في الارض ..
وليت الامر توقف عند هذا الحد واكتفت تلك العائلة المتسلطة على العباد بالبذخ والاسراف والملذات وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ولكنها تمادت وطغت فصار هذا المال السحت الذي تغترفه من بيوت مال المسلمين سيوفا تقطع به رقاب الجيران ونيرانا تشوي بها جلودهم ورصاصات تقتل بها الطفل الرضيع والشيخ الكبير والمراة وكل ما يدب على الارض من دابة على الله رزقها ..ولهذا تحترق الارض تحت اقدام العراقيين وتفجر اسواقهم وساحاتهم وكنائسهم ومدارسهم وحسينياتهم وجوامعهم من غير تفريق بين مسلم او غير مسلم وبين سني او شيعي او عربي او كردي .. كل ما يهم ال سعود ان تتحقق لهم غايات دنئية ومصالح دنيوية شريرة ومكاسب ليسوا في حاجة اليها مع ما جعل الله من خيرات في ذلك الواد الغير ذي زرع والذي استولوا عليه في غفلة من الزمن وتواطؤ من الدول..وليس بعيدا عن العراق يلعب المال السعودي لعبته في اليمن ليحرق حتى الحجر ويذيب الصخور نكاية بالحوثيين وامعانا في الظلم وتشويها لصورة الرزق الذي كان يجب عليهم انفاقه وتوزيعه على الشعب السعودي وعلى اقلياته التي تحرم حتى من حق التوظيف في الدوائر الحكومية بدلا من صبه نارا محرقة على رؤوس المساكين والعزل الذين لا ذنب لهم ولا جريرة الا ان قالوا ربنا الله ثم استقاموا على غير ملة ال سعود ونهجم الذي لا هو بمنهج الاسلام ولا ملة اليهود ولا ديدن الالحاد ولكن بين هؤلاء واولئك بل هم اظل سبيلا .
وعلى هذه الشاكلة يتبعثر المال السعودي في الصومال الجائعة المسكينة ليتحول الى فئات وامراء وقراصنة ومافيات في ارض لا تنبت سوى القحط والرصاص ...وفي افغانستان وفي غزة وفي لبنان وفي الشيشان وفي اي ارض تسفك فيها الدماء ويحلل فيها الحرام وتسمع ان ثمة راس قد قطع وان ثمة بطون قد بقرت وان الطفولة تشوى كما يشوى الصيد البري فاعلم ان رائحة الدولار المخضب بالبترول هي التي تقود رعاع الارض وشذاذ الافاق ليفسقوا فيها ..
https://telegram.me/buratha