اسعد راشد
ماذا يجب ان نفعل كي لا تعود بنا الايام الى عهود البعث السوداء ومقابرهم الجماعية ؟ وكيف السبيل لوقف الهجمة الاعرابية المغولية الاموية الجديدة على شعبنا المسالم وعلى ابناء الامة العراقية الشرفاء ؟لماذا تصاعدت تلك الهجمة الشرسة بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن وتزايدت وتيرة اعمال القتل والابادة ضد شرائح معينة من الشعب العراقي الابي ؟
ولماذا باالتحديد استهدافات اغلبها موجهة ضد الشيعة دون غيرهم في هذه المرحلة وبشراسة غير محدودة وبوحشية لا مثيل لها بحيث تباد قرى وبلدات باكملها عن بكرة ابيها عبر شاحنات الموت المفخخة باكبر كمية من المواد المتفجرة بهدف الحاق اكبر الخسائر وقتل عدد اكبر من الناس الابرياء يقودها افراد معبئين بالحقد والكراهية والعدوانية السادية ؟
ومن الذي يقف خلف هذه التفجيرات؟ هل هي فقط دولة واحدة ونظام واحد ام مجموعة انظمة وباجندة واحدة يجمعها الحقد الاعمى ضد ابناء العراق وبدوافع طائفية ومذهبية وحتى مناطقية لن تجدها في قاموس اي دين من الاديان سوى لدي العربان ؟
في مقال صريح لصحيفة " الانديبندنت" البريطانية كشف عن امر خطير قد لا يكون بجديد الا ان الظروف تتحتم ان يكون في الامر خطورة وتحذير جدي لمكون من مكونات المجتمع العراقي المتجانس والذي لا يتمنى له الاعراب غير الشقاق والفتنة والاقتتال خاصة مع بدأ مرحلة جديدة للعملية السياسية في العراق مع انسحاب القوات الامريكية واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في يناير القادم لانتخاب اول حكومة بعد الانسحاب وبعيدا عن الحراب الامريكي الذي كان حاضرا وبقوة في الفترات السابقة في المشهد السياسي ‘ حيث يتحدث المقال عن ذلك الامر بدراية وبقراءة واقعية للاحداث والتطورات بقوله :
(( مع مغادرة الامريكان للعراق لايزال يوجد العديد من المخاطر ‘ منها ان الدول "السنية" العربية سترفض اول حكومة ذات اغلبية شيعية في العالم العربي ‘ لذا على الارجح فانهم ( الدول العربية ) سيدعمون المقاومة السنية في العراق ))!
بالطبع لسنا هنا بصدد تحليل نوايا صاحب المقال ولا ان ندخل في عمق نظرية المؤامرة ولا لما تتمنى بريطانيا حدوثه في العراق للانتقام من الشيعة من اجل كرامتها التي خدشت في البصرة وفي عدم تمرير البرلمان لمعاهدة الاتفاقية الامنية "بينها وبين الحكومة العراقية" والتي لم يتم التوقيع عليها دون رفضها ايضا ‘ فهذا الامر له شأن اخر الا ان المخاطر التي ذكرتها الصحيفة هي حقيقة بدأ العراقيون بلمسها من خلال تلك الاعمال الاجرامية والوحشية الارهابية وعمليات التفجير الحاقدة والتي خلفت المئات من الضحايا الشهداء .نحن لا نشك ان النظام السعودي هو الممول والمخطط الاول لمشروع ابادة ابناء العراق وهو الذي يقف ايضا اليوم خلف الرئيس اليمني في ابادة شيعة اليمن وزيديها وهو المسؤول الاول ايضا عن حركات التطرف العربية الارهابية المنتشرة في ربوع الارض واخيرا عن جيل جديد من المتطرفين يتم اعداده واخراجه في "كوسوفوا" يوغوسلوفيا السابقة يحملون افكار عدوانية ضد المجتمع والبسة قصيرة ولحى طويلة حديثهم لا يتعدى التحريض على التخريب وقتل الامريكان الذي خلصوا شعب كوسوفوا من نير الصرب وعدوانهم ‘ هذا النظام بدأ اليوم بجمع قواه وصرف الملياراد لتحقيق هدف واحد وهو تفريغ شحنات الحقد الوهابية ومنع اي تقارب وطني بين ابناء الشعب العراقي ولايجاد بؤر ارهابية ضد السنة والشيعة وليس ضد الشيعة فقط والهدف هو واحد تكريس الخراب والدمار ولمنع نهوض العراق وافشال تجربته الديمقراطية ولابعاد اي خطر يهدد عرش ال سعود وحكمهم القبلي الوهابي المتخلف .
والمراقبون يتحدثون عن مخطط سعودي لتكرار التجربة "اللبنانية" الانتخابية في العراق وان السعوديين يخشون من تكريس حكم الاغلبية الشيعية ودوامه وهو امر كما تحدثت عنها "الانديبندنت" يقلق النظام العربي الرسمي الذي لم يتعود على ان يكون العراق ذات الاغلبية الشيعية يحكمه ابناءه وعبر صناديق الاقتراع "لكل عراقي صوت"! ‘ هذا الواقع الجديد لا يريده النظام العربي لهذا تجده يمارس العدوان والارهاب ودعم وتمويل مشاريع القتل والتفجير والابادة في العراق والاصطفاف خلف مشروع النظام السعودي .
في المقابل مالذي يجب ان نفعله لافشال المشروع النظام السعودي الخطير الذي يتسابق الزمن من اجل انجاحه وبالتالي اعادة العراق الى حضيرتهم البائسة المتعفنة ؟ماهي خطط الطرف الاخر اي المستهدف والذي يقدم يوميا المئات من الضحايا دون ان يعرف القائمون على الامر ما يفعلون ؟
نعتقد ان امامنا عدة خيارات استراتيجية مهمة لا بد من الالتفات اليها قبل فوات الاوان من اجل افشال ذلك المشروع وانجاح التجربة الديمقراطية ولمنع حدوث اختراق عربي طائفي للعملية السياسية :
اولا: يجب فتح معسكرات تدريب في كل قرى وقصبات وبلدات و مدن العراق الاوسط والجنوب واقامة مراكز للتطوع من اجل سد الثغور وارسالهم الى حدود العراق الغربية والجنوبية والشمالية ‘ هذا الخيار استراتيجي يدخل ضمن اطار التعبئة الشعبية وليس العسكرة .وفي هذا الخصوص لابد من ايجاد تنسيق بين القوى الامنية والعسكرية في مناطق الشمال وغيرها و التي تاتمر باوامر الحكومة وبين قيادات المعسكرات ومراكز التطوع والابتعاد عن حالات التحزب والفئوية لصالح العراق وابناء المقابر الجماعية.
# اقامة خنادق على طول تلك الحدود ومراكز مراقبة وباعداد كبيرة قوامها المتطوعين بحيث لا يفصل مركز مراقبة عن اخر مسافة 100 متر لمنع تسلل الارهابيين ومفخخاتهم واموالهم.
ثانيا: تشكيل لجان سياسية وارسالها الى عواصم العالم وخاصة الغرب والولايات المتحدة الامريكية لشرح قضايا مظلومية الشعب العراقي واطلاعهم على المشروع السعودي الخطير الذي يهدد في حال نجاحه ليس فقط العراق بل مصالح الكثير من الدول ويفتح الباب مجددا امام عودة الارهاب العربي ونموا التطرف في ابشع صوره ‘ خطره يشمل الانسانية جمعاء .
ثالثا: على الحكومة العراقية تخصيص ميزانية طارئة وعاجلة وبتنسيق مع شركاء الحكم لدعم مقاومة ابناء الجنوب والوسط ضد الارهاب العربي لافشال المشروع السعودي االخطير .
رابعا: يجب اعادة الروح الى الائتلاف العراقي وضخ دماء جديدة من ابناء المقابر الجماعية في الائتلاف لم يشاركوا في السابق فيه والابتعاد عن كل مشاريع التفتيت والتشتيت وبعثرة اصوات الاغلبية .الاعتقاد السائد ان احد اساليب الخصوم والاعداء الارهابيين والوهابيين في الوقت الحاضر هو دق الاسفين في جبهة الائتلاف والتشجيع على "القوائم المستقلة" واغراء بعض اخوتنا بـ"مكاسب" وهمية لهدف بعثرة الصوت االشيعي وعندما يفلحوا في مشروعهم يبدأو بتطبيق "التجربة اللبنانية" التي هي قد تكون في نظر الدوائر الاقليمية و الدولية ناجحة للبنان ولكن ليس بالضرورة ان تكون مفيدة للعراق ان لم نقل انها مدمرة وخطيرة وذلك لموقع العراق الاستراتيجي والاجندات الارهابية العربية ولاختلاف المشهدين .
لا بد من التذكير هنا هو بعامل التنسيق والتحالف مع اخوتنا الكورد فهم يبقون حلفائنا وشركائنا في النضال وفي مقاومة الارهاب العربي ولا ننسى ان الاعلام العربي يحاول ابعاد الشبهة عن دور النظام السعودي في التفجيرات الاخيرة والتركيز على عوامل "عرقية وقومية" في التصعيد الامني الاخير في محافظة الموصل والحال ان اعمال الارهاب والتفجير في المحافظة تصاعدت مباشرة بعد سيطرة البعث وقائمتهم الحدباء على مجلسها .
https://telegram.me/buratha