عباس المرياني
يعتقد معظم المهتمين بالشأن السياسي العراقي أن المرحلة القادمة هي مرحلة الاصطفاف الكبيرة لذلك تسعى معظم الكيانات السياسية والأحزاب والتيارات إلى تشكيل تحالفاتها وفق رؤية جديدة بعيدا عن أخطاء المرحلة السابقة ووفق متطلبات المرحلة الحالية .لهذا يسعى الائتلاف العراقي إلى إعادة صياغة تحالفاته الوطنية المستقبلية استعدادا للانتخابات البرلمانية في السادس عشر من كانون الثاني مطلع عام ألفين وعشرة وفق رؤية أملتها ظروف المرحلة ورؤية جمهوره وقياداته الدينية والسياسية وكذلك طبيعة التحالفات الموجودة في الساحة السياسية العراقية.
أن انبثاق الائتلاف الوطني العراقي بحلته الجديدة وهو يجمع كل ألوان الطيف العراقي تحت عباءته في هذه الحقبة الزمنية المفصلية مكسب كبير للعملية السياسية العراقية الفتية كونه اللاعب الأساسي الذي جذر وقوى الصياغات الدستورية والقانونية في انتقال السلطة بهذه الطريقة الحضارية المتطورة ومن حقه مواصلة العمل وتثبيت النجاحات السابقة والتي شاركه فيها الآخرين من قبيل النجاحات الأمنية الكبيرة والتشريعات القانونية التي رسخت دولة المؤسسات الدستورية والانفتاح على المجتمع العربي والإقليمي والدولي وإسقاط معظم الديون التي ابتلى بها الشعب العراقي من سياسات البعث المتهورة وتبقى الدول العربية استثناء هذه القاعدة.
وكذلك العمل على إخراج العراق من البند السابع وتوقيع اتفاقية الجلاء الكامل للقوات الأجنبية من العراق مطلع عام ألفين واحد عشر ويبقى النجاح الأكبر هو تجاوز مرحلة الحرب الطائفية التي حاول الأشقاء وأبناء العمومة جرنا إليها مع الذكر الجميل للمرجعية المباركة التي وقفت سندا للقوى السياسية الخيرة وسدا منيعا بوجه هذه المؤامرات.ومن حق الائتلاف الوطني العراقي الجديد مواصلة ما بدأه والسعي إلى توفير الخدمات وإعادة أعمار البنى التحتية والقضاء على البطالة والتسريع في تشريع القوانين التي لها علاقة بحياة المواطن اليومية وتوفير الحياة الحرة الكريمة له.
وبكل تأكيد فان الائتلاف الوطني العراقي قادر على تجاوز أخطاء المرحلة السابقة والتي أملتها ظروف مرحلة عصيبة وحساسة شارك فيها الجميع وصاغتها استحقاقات مرحلة انتهت إرهاصاتها بانتهاء ظروف زمنها.ولن يكون غائب عن ذهنية قيادات الائتلاف الوطني العراقي حجم الحملة الشرسة المضادة من دول مجاورة مدعومة بعشرات المليارات من الدولارات والتي تستهدف هذا الكيان الشامخ من اجل الوقوف بوجهه وخلق معادلة جديدة تتماشى مع أجندات هذه الدول . ولن يكون الإعلام المضاد غائب بكل تأكيد عن كيل التهم لهذا الائتلاف المبارك واتهامه بالطائفية والتبعية وهي اتهامات معدة مسبقا لا تستحق البحث وإضاعة الوقت في الاستماع إليها.بعد ايام سيكون العراقيين الشرفاء على موعد مع إعلان الائتلاف الوطني العراقي الجديد يقوده رجال مخلصون همتهم خدمة ابناء وطنهم وبناء العراق الجديد بعيدا عن المحاصصة والتخندقات الضيقة يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات
https://telegram.me/buratha