محمود خطار
لا نختلف في ان موقع كتابات يضم الكثير من الاقلام الجيدة والتي تدافع عما تتبناه من مواقف باحترام وتختلف بود وتتبادل الردود وحتى النقد باسلوب قمة في الرقي والتحضر وفق ضوابط اخلاقية ومهنية عالية في الكتابة والكتابة المضادة وبترفع عال عن الانغماس في حمى التهريج والالفاظ النابية .. ولكن هذا الموقع يشهد احيانا موجات من الكتابة البربرية التي تحتاج الى خبير في سوق الهرج ليفك شفرتها والى متبحر في عالم اللفظة السيئة ليتعرف على مدلولاتها او ليفضل الانزواء بعيدا عنها في الاعم الاغلب ..وهذا بحد ذاته يحرمنا متعة البحث والتفتيش عن ما تحويه مقالات واراء الكتاب ومدوناتهم خاصة في الاوقات التي يصبح فيها مد الالفاظ النابية طاغيا الى الدرجة التي تهرب فيها اشرعة الخلق بعيدا جدا ..
فهذا الموقع يتحول احيانا الى مرتع تفوح منه روائح المؤامرة والى تكية يتسكع فيها دراويش الكلام المبهم النابي المفسق والمفكر والمخون للاخرين بشكل مطلق جدا لا يمكن ان يصدر الا عن مرضى ..هنا يدب احيانا جيش من المتقاعدين عقليا والعاطلين وطنيا الذين لا يمكن ان تغمض لهم اجفان الا على قعقعة المشاكل وزوابع الشتائم وكانهم ولدوا في مشرحة للموتى .. بعض كتاب كتابات وعذرا للبعض الاخر المحترم يبدو وكانهم تعلموا القراءة والكتابة في حلبة لبيع السمك فظلت تطاردهم رائحة ( الزفر ) كلما وضعوا اقلامهم على الورق ...
فلا يطيب لهم ان يكتبوا مقالا ليس فيه سباب ولا يمكن ان يوردوا نقدا ليس فيه تخوين ولا يذكروا من يختلفون معه الا واعتبروه ملعونا في الدنيا والاخرة ...كانما هم لوحدهم النمزهون من اي زلل والمعصومون من الوقوع في الخطيئة او كانما المسيح لم يقل عبارته المعهودة فعليهم فلتلقى الاحجار لانهم شياطين في الحياة الدنيا وحصب جهنم في الاخرة .. كتابات الذي لا يخلو كما اشرت في البداية من كتاب جيدين تحول من مجرد موقع للمدونات والاراء والافكار التي تختلف وتتباين منتجة الرقي والتطور والتقدم في شتى الاتجاهات الى مجرد نقطة عبور نحو الطعن بالاخرين والنيل منهم والالقاء بكل الثوابت في المزابل ..وكم يعشق البعض منهم تلك المزابل .!
فسحة الحرية التي فتحت على مصراعيها في عراق مابعد الخلاص من استاذهم الاكبر الذي علمهم كيف يصبحون بهذا الشكل وكيف يتحولون الى مجرد رعاة للفتنة وموقدين لنار الحرب على كل بعيد وقريب لم يتعلموا كيف يحسنون التعامل معها ظانين انهم لا زالوا في الثمانينات والتسعينات ومعتقدين انهم يصولون ويجولون في الجمهورية والثورة وتلفزيون واذاعة بغداد .. لقد تغير الزمن ايها الظالون وعجلته لن تعود بنا الى الوراء ويجب عليكم ان تعيشوا اليوم وتدركوا ان هذه الاساليب ليست صحية ولا تقود الى مناخات وطنية ولغة الشتائم ولهجة التخوين وتسقيط الاخرين بطرق بعيدة عن الذوق والخلق والصدق لاتقود في النتيجة الا الى خيبتكم ..
من المفترض بموقع كتابات حتى وان تبنى افكارا وميولا بعثية او قومية او معارضة ان يسعى الى طي سجل الماضي العفن وان يحاول اقناع الجماهير ان تنسى تلك الاساليب المقيتة التي كانت تستخدم يوميا في وسائل الاعلام البعثية لان الناس تشعر بالرغبة بالتقيؤ كلما تذكرت تلك الاصوات المزعجة وكلما قرات العبارات الدميمة في اعلام الماضي .. ولهذا السبب انصح كتاب البعث ان يتوقفوا عن الكتابة بهذه الطريقة والا سيصيب من يقرا كتابات الجفاف والمرض السريع ..
https://telegram.me/buratha