المقالات

تحذير.. في بيتنا طابور خامس!!

2191 19:49:00 2006-07-19

( بقلم نضير الخزرجي )

 شهدت المدن العراقية الآمنة البعيدة عن خط الارهاب، التي تسمى بالمدن (البيضاء) عند البعض و(الخضراء) عند البعض الآخر، وعند الجميع بأرض (السواد)، موجة من الهجمات بالسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية البائسة واليائسة، رغم ان حراس هذه المدن من أهلها، وبتنا نسمع في كل عملية ارهابية بمصطلح الطابور الخامس، يرد في طي البيانات الرسمية او على لسان المسؤولين المحليين، والمصطلح اشارة الى عملاء وجواسيس واجراء من داخل المدينة وعلى أبوابها، من حراس المدينة او من سكانها، وظيفتهم السماح واحتضان الارهابيين، او المشاركة في اعمالهم وفق اجندة لجهات من خارج المدينة.

وبالطبع من الصعوبة على اجهزة الامن والشرطة والمخابرات، رصد اعضاء هذا الطابور، بخاصة اذا كانوا نافذين في اجهزة الدولة ومفاصلها الأمنية، ولا سيما وان العراق شهد تشرذما في اجهزة الشرطة، فتح الأبواب والسدود حتى لأصحاب الجنح للالتحاق بمراكز الشرطة والجيش، ناهيك عن جلادي النظام السابق، الذين يجيدون تبادل الأدوار، على ان حل الجيش بقرار الحاكم المدني بول بريمر رغم تشرذم الجيش وتمزقه من ذاته لهروب قياداته الى مخادع ازواجهم او حفرهم، وبالملابس الداخلية كما صورته عدسات الصحافيين على اطراف نهر دجلة، كان خطأ كبيرا، ترقص له طربا، الكثير من حاضنات الارهاب، اليوم، رغم صراخهم بخطل قرار حل الجيش، لان حل الجيش اوجد فرق الموت والاغتيال والارهاب المتوزعة في العراق، وشكل اذرعا عسكرية لهذه الحاضنات.

ورغم الصعوبة في كشف اعضاء هذا الطابور المتوزع في كل مدينة من مدن العراق الوسطى والجنوبية اضافة الى بغداد، لكنه وبالعودة الى احداث انتفاضة شعبان العام 1991م، يكون بالامكان الامساك ببعض الخيوط وملاحقة هذا الطابور، فكل مدينة من مدن العراق المنتفضة انذاك، والتي تعرضت الى الدمار بعد ايام من الثورة الجماهيرية، تدرك من الذي خان الانتفاضة، وتعرف الجهة او الجهات او الاشخاص من داخل المدينة او اطرافها، والذين استفاد منها الحرس الجمهوري في دك مدن العراق على اهلها، وكانوا أدلاء النظام على قادة الانتفاضة وابنائها، والذين ساقوهم الى معسكرات الاعتقال في سجن الرضوانية في بغداد.

واعتقد ان ادلاء اليوم هم أبناء ادلاء الامس الذين ساهموا مع قوات النظام واجهزته القمعية في زرع المقابر الجماعية في كل مدينة عراقية بيضاء او خضراء لا فرق!، كما ان ارهابيي اليوم هم ابناء قتلة الشعب العراقي وجلاديهم بالامس، رغم قصر المسافة الزمنية بين اليوم والأمس، وهؤلاء يريدون اعادة الكرة من جديد، لاعادة النظام الى سدة الحكم.

وبالطبع فان للقاعدة شذوذا، فهناك من الابناء من يساهم عن اخلاص في خدمة ابناء مدينته، والعراق ككل، وان كانت اللعنة تلحق بابائهم، حيث يخرج الله الطيب من الخبيث، فلا يؤخذ الطيبون من الابناء بذنب الخبيثين من الاباء.

فاحذورا ادلاء الأمس تأمنوا شر الطابور الخامس وشر الرياح الغربية والغربية الشمالية.

نضير الخزرجي- لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك