المقالات

مفتاحُ البوَّابة الدولية وليس كُوَّةَ كُوخ(شيعة العراق)

1168 2021-03-18

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    نحن نقول (شيعة العراق)، ولسنا نؤمن بالتجزئة الجغرافية للشيعة، إلا أنَّ قومنا كونهم يمثلون الحلقة الضعيفة في شيعة غرب آسيا؛ أُرغِمْنا لهذا الاستعمال المناطقي!.

    شيعة العراق، ما لم يقرأوا خارطة التوازنات والمتغيرات في غرب آسيا؛ فإننا لا نعتقد أنهم سوف يقفون على البداية الصحيحة لوضع الحلول، ونقل البندقية إلى الكتف المناسب.

    اللهجة السياسية العالمية بدأت تتغير، ونقصد بذلك: أميركا بصفتها قائدة معسكر الغرب المتطرف المستبد، روسيا والصين بصفتهما معسكر الشرق المعتدل، ومظلة القانون الدولي.

محطات:

١- في عام 2011 أي: بداية الحرب الأميركية على سورية، السيد المالكي (رئيس الوزراء السابق) رفض تلك الحرب رفضًا قاطعًا، وأبلغ الجانب الأميركي بأنه مستعد لقيادة الجيش العراقي والقتال مع الجيش السوري ضد الجيش الأميركي؛ لمنع إسقاط الدولة السورية.

    والخطوة الذكية التي أقدم عليها السيد المالكي أنه طلب من روسيا استخدام (حق الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد أي قرار من شأنه إسقاط الدولة السورية أو ضرب شرعيتها، وروسيا كانت قد تلقت الرسالة بالإيجاب.

٢- قبل بضعة أشهر كانت روسيا قد أرسلت بدعوة للسيد المالكي لأجل زيارتها، أي: في أثناء حكومة الكاظمي، وهذا مؤشر على جديَّة روسيا برغبة حقيقية أن تتعامل مع (عراق مستقر)؛ تستطيع تشبيك مصالحها الاقتصادية والسياسية معه، وليس عراقًا أميركيا.

٣- السيد المالكي، كذلك قبل أكثر من شهرين طلب من روسيا التدخل في مجلس الأمن الدولي لمنع أي قرار يفوِّض الأمم المتحدة أن (تُشرِف) على الانتخابات العراقية، حتى وإن تطلَّب ذلك استخدام (حق الفيتو) بواسطة روسيا، وكذلك كانت روسيا تلقت الطلب بالإيجاب.

    اليوم مع الضعف الأميركي في داخل أميركا، وفي غرب آسيا، وفي العالم؛ نجد بأنَّ الشيعة (الإسلام السياسي) بحاجة إلى:

(تنظيم لجنة تنبثق من الإطار التنسيقي للتواصل مع دولتَي روسيا والصين)؛ لضمان الحماية القانونية الدولية، من أي قرارات تُفرَض من قِبَل دول الاستكبار: أميركا، بريطانيا، فرنسا، ضد العراق وشعبه، وهذه الخطوة ليست مجانية من طرف واحد، لكنها تُبنى على أساس المصلحة المشتركة:

أولًا: الصين وطريق الحرير الذي يمر خلال العراق، والاتفاقية الصينية مع العراق والجمهورية الإسلامية، التي يمكن تفعيلها وربط الاتفاقيتين بمشاريع إستراتيجية مشتركة.

ثانيًا: روسيا ورسوخها الاقتصادي في سورية، ومصلحتها ومستقبلها على المتوسط، وخطوط النفط العراقي: كركوك - بانياس، كركوك - طرابلس، سورية ولبنان، كذلك عقود التسليح العسكري الروسي التي يحتاجها العراق، وخطوط الاستثمار والطاقة التي تمر عبر الجمهورية الإسلامية والعراق إلى سورية ولبنان، أي: البحر المتوسط.

    وما يحتاجه الإسلام الشيعي السياسي اليوم هو مغادرة الجبهة الأميركية والبريطانية، والتوجّه قطعًا نحو هذا الثلاثي الصاعد أصلًا في مواجهة أميركا، يحتاج الإسلام السياسي في العراق الخروج من مفهوم (كُوَّة الكوخ) إلى (مفتاح البوابة الدولية).

    التوازنات اليوم صار يرسمها محور المقاومة؛ وهذا باعتراف روسيا بعد الضربة الإيرانية المدمرة لقاعدة عين الأسد، ولأجل ذلك فإنّ المطلوب من شيعة العراق هو النظر إلى: التفوق لأنصار الله في اليمن، حزب الله في لبنان، التقدم الكبير للدولة السورية ضد المحور الأميركي، حتى غزة - فلسطين فرضت حظرًا جويًا على المُسيَّرات الإسرائيلية في سماء غزة، أمّا الحديث عن تقدم الجمهورية الإسلامية فهو فوق مستوى هذا المقال؛ لأن الجمهورية الإسلامية هي أساس هذه المتغيرات كلها.

    المقاومة في العراق قوة ضاربة، وهي في حسابات سماحة سيد المقاومة (نصر الله) تعادل جيوش دول الخليج كلها؛ عندما خاطب الخليج وقال لهم: لو لا الحشد الشعبي لكانت (داعش) في قصوركم الآن!.

    ولهذا فإنّ (الإسلام الشيعي السياسي) يُغيِّر من آلياته القديمة في العراق، ويبدأ بحركة عالمية نحو تلك الأقطاب الثلاثة، ويفرض على الأميركي والخليجي مفاوضات تحت الضربات الموجعة، وليس في ظروف الراحة التي لا تنتج غير التراجع والخذلان والكذب.

    هذه خارطة التوازنات، ومن يخرج عليها يخرج من دائرة التأثير إلى دائرة الوهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك