المقالات

قيادة لا حدود لها


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

[ وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلَاةِ وَ إِيتَاء الزَّكَاةِ وَ كَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ]

في المـراحـل الصعبة و الأحوال القاسية و الظروف المظلـمة للأمــة تنبـثــق القيـادة الربانية الرشـيدة لأنّ مـن سـنن الله تعالى  أن يبعث عبر التاريخ عموماً ، وفي هذه الأمة خصوصاً ، قيادة ربانية راشدة تقوم بوظيفة الأنبياء المتعلقة بسياسة الناس و إخراجهم من ظلمات الشرك و الظلم و الجهل إلى نور الإسلام و العدل والمعرفة.

محل الشاهد :

يجب على الامة الواعية ان تفرق بين القيادة السياسية المنبثقة من القوانين الوضعية و المقيدة بالحدود المرسومة للدولة ، علما ان تلك الحدود كانت ضمن اهداف و خطط الاحتلال غاية الامر منها هو  تجزئة الامة الواحدة ،  و بذلك تكون هناك امكانية السيطرة سواء على الصعيد الاقتصادي او العسكري او السياسي .

و بين القيادة الإلهية و التي في  واقعها الحقيقي لا ترى لتلك الحدود و المطلق عليها ( بالحدود الدولية ) اي اعتبار يذكر .

 لان الحدود الدولية في الواقعها المرسوم اليوم ، لا وجود لها  ضمن المبادئ و القوانين الإلهية .

 و بالنتيجة ترى نفسها اي القيادة الإلهية و كذلك ادواتها  غير ملزمة الاخذ بها و تحديد حدود تحركاتها و توجهاتها و انطلاقتها بتلك الحدود .

و طبعا عدم الاعتراف ليس المقصود منه سلب خيرات الاخر تحت هذه الذريعة او سلب ارادة الشعب ، بل معناه ان هناك  هدف مصيري  واحد و هو البقاء في السلام و الامان و حفظ بيضة الاسلام و الانسانية ، ولن تكون تلك  الحدود ذريعة التخلي عن ذلك الهدف و المصير، وان  الوقوف لمساعدة الطرف الاخر ضروري من هذه الناحية .

تلك القيادة و نقصد بها الإلهية ، كانت ترى ان المسلمين و المؤمنين ضمن الحدود الإلهية هم على حد سواء فلا يختلف المؤمن الساكن في الدولة ( س ) ، عن المؤمن الساكن في الدولة ( ص ) ،  فاينما وقع الشر و المتمثل بالاحتلال وجب التدخل بل قد يصل ذلك الى  حد الوجوب  المؤكد عليه و المسمى بالواجب الكفائي او غير ذلك من الواجبات و الاذونات ، و هذا ما يحدده في وقتنا الحالي في عصر الغيبة الكبرى الفقهاء العدول  حفظهم  الله ، و رحم الله الماضيين منهم .

ان الفوارق بين القيادة السياسية  بمعناه الحالي و القيادة الإلهية ، عديدة سواء  كانت من ناحية : المصدر و القوانين و سعة دائرة العمل و صلاحية التوجيه ، و شخصية الموجه ، مما جعل الاولى تحدد عملها ضمن حد معين و الثانية لا حد لها .

من هنا اعتقد تحل عقدة الاستفهام عن سبب الذي يجعل بعض تصنيفات المقاومة  غير مقيدة بحدود  .

نسال الله حفظ العراق و شعبه

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك