المقالات

العصبيات الموروثة الى متى والى اين؟!

895 2021-01-16

 

 اياد رضا حسين ||

 

ان من المؤسف حقا ان نرى هذة الاصطفافات النابعة اساسا من عصبيات موروثة ، لازالت تعمل عملها في التوجهات والمواقف والتعامل مع الاحداث على الرغم من تسببها لهذة الكوارث والويلات ،،، فعلى سبيل المثال ان اي استعراض للتعليقات التي نشاهدها على صفحات الفيسبوك ولمواضيع كثيرة ومتنوعة تخص الواقع السياسي العراقي والاحداث الجارية ، تجد الاصطفاف الطائفي واضحا عليها ، ومن خلال عبارات واشارات هي في الواقع ابعد عن موضوع البحث والتعليق ، فسلبيات وكوارث النظام الحالي القائم الان كثيرة كما كان الحال في النظام الذي سبقه ويمكن تشخيصها والحديث عنها ،،، ولكن لماذا بلغة هذا الاصطفاف الطائفي البغيض ،،، فمثلا الان

نسمع بالهجمة الصفوية الفارسية للتعبير عن اي توصيف سلبي لاي حالة كانت ،،  او التدخل الايراني والذي هو في الحقيقة امر واقع ، ولكن الذي يثير الاستغراب والتساؤل ان هذا الكلام نفسة سمعناه ابان حكم عبد الكريم قاسم قبل اكثر من ستين سنة وبنفس المعنى والقصد كالهجمه الشعوبية والمد الشعوبي ، والطريف ان هذة المناطق التي اصبحت ساخنة في الايام الاولى للسقوط  على الساحة العراقية والبغدادية باستثناء المناطق التي انشأت حديثا ، هي نفسها كانت ساخنة ابان تلك الفترة التي اشرت اليها ، فهل هذا جاء بمحض الصدفة ام ماذا ؟؟!! واذا كانت الاحزاب والقادة الذين تصدروا المشهد السياسي بعد السقوط هم عملاء ومرتبطين بايران ،، فهل كان عبد الكريم قاسم له علاقة معها ، وانما على العكس ، فقد كانت العلاقات متوترة ووصلت الى حد  الحرب الاعلامية بسبب موضوع شط العرب ، فلماذا نعت بالنظام الشعوبي ؟! هل كان الزعيم افغانيا او هنديا ،، وليس ضابطا كبيرا في الجيش العراقي ؟! ان الحديث عن الشعوبية والصفوية والفرس المجوس ،  تأتي على قاعدة (اليك اعني واسمعي ياجارة) ، وذلك عندما تسقط الانظمة وليس الانقلابات العسكرية ،،، وفي تأريخ العراق الحديث سقط نظامين ، النظام الملكي عام 1958 , ونظام صدام عام 2003 , هذان النظامان عندما سقطا اعقبهما الاصطفاف الطائفي ،ففي الحالة الاولى اخذ هذا الاصطفاف شكل الصراع بين القوميين والشيوعيين على الاعم الاغلب لان الظروف السياسية والثقافية كانت لاتسمح بتسمية هذا الصراع بعنوانه الحقيقي ، اما في الحالة الثانية فقد اصبح الامر على المكشوف ، كما ان هذا الاصطفاف يحدث ، اما بسبب اهتزاز المعادلة السياسية التقليدية في الحكم كما حصل في الحالة الاولى او انقلابها كما حدث في الحالة الثانية ، حيث تظهر مثل هذه الشعارات،،،  وذلك عندما يقترب الشيعة والاكراد من الخط الاحمر التقليدي ،، الا وهو رئاسة السلطة وقيادة الدولة . ان حل المأساة العراقية ليس باطلاق مثل هذة الشعارات والشعارات المضادة وانما بالمصارحة والمكاشفة وقول الحقيقة سيما وان المكونات الرئيسية هي ليست كما كانت عليه قبل سبعين وثمانين سنة ، بعد هذة التطورات والمتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والبشرية وهذا يتطلب من الجميع ان يكونوا اكثر واقعية ، وعليهم الابتعاد عن هذة العصبيات التي دمرت امم وشعوب ، وما حدث في العراق من ماسي وويلات طيلة اربعين سنة ليس عنا ببعيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك