المقالات

صورة من صور الصراع بين الامس واليوم

1458 2020-12-03

 

 

اياد رضا حسين ||

 

 تعقيبا لما ورد في احدى صفحات الفيسبوك ، (حول الى متى تستمر لغة العنف والعنف المضاد ، والتهديد بالقتل والسحق وتضييع لغة الحوار والتفاهم لحل المعضلات ، وكأن البلد مسير نحو الدمار ؟!) ، وقد عقبت على ذلك بمايلي :- هل اننا الان بانتظار الدمار والخراب ؟؟!! ام اننا وقعنا فية وقضي الامر.

 والا ماذا نسمي هذا الوضع المأساوي والكارثي الذي نعيش فيه  ،،، انني لازلت اتذكر الصراع الذي حدث في العراق بعد ثورة  ١٤ تموز عام ١٩٥٨ ، اي صراع القوميين والشيوعيين ابان حكم عبد الكريم قاسم ، لقد كان من صور هذا الصراع هو حصول اعمال عنف ، الا انها لم تتجاوز المشادات الكلامية بين الطرفين او التشابك بالايدي واحيانا اصابة البعض بالكسور او الجروح نتيجة ذلك وفي حالات محدودة ، ومن صور ذلك ان يجري الاصطدام بين الطرفين عندما يكونوا في قاعة او دار للسينما حيث يجري التراشق بالكراسي وزجاجات المياه الغازية (حيث لم يكن معروف في ذلك الوقت اوعية معدنية او بلاستيكية تعبأ بها هذه المياه) ، اما حوادث القتل فقد كانت نادرة ،،، فلماذا الان هذا القتل والذبح لاتفة الاسباب وبهذه القسوة والشدة والوحشية.

 ان السبب الحقيقي هو اختلاف ادوات الصراع ، ففي تلك الفترة كان طرفي الصراع هم من اهل المدن او ابناء العاصمة من سكانها الاصليين ،،، كمجتمع الاعظمية ،،، او الكاظمية ، او غيرها من مناطق بغداد القديمة ، لان الصراع والعنف الاشد كان لا يتعدى هذا الاطار الذي ذكرتة.

 اما الصراع الان فادواته الناشطة والفاعلة هم مجتمعات البداوة والتعرب ، ان كان جناح الاعراب في حزب البعث ، او النظام الحالي وهذا واضح من الانتماء المجتمعي للقاعدة وداعش والمليشيات الاخرى او الاحزاب والحركات والتكتلات التي معظم قياداتها وقواعدها من هذة الاوساط ، فهؤلاء لايعرفون مشادة كلامية ولا تشابك بالايدي ، وانما القتل والذبح على اتفة الاسباب ، كخلاف على سقي المزروعات او رعي الماشية.

 فكيف ، عندما يصل الامر الى السلطة والمنصب والكرسي ، والاستحواذ على الاف وملايين الدولارات . وهذه في الواقع صورة من صور الانهيار الحضاري والخراب الذي اطال العراق ، عندما مكنت هذة الانظمة لان يصبح اهل الحل والعقد فيها اهل الذبح والقتل والسرقة والنهب .

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك