المقالات

هل اصبح الرد على العدوان الصهيوني ضرورة ؟


عبدالله الجزائري

 

وهل اطلق العجز الاميركي يد العدوان الاسرائيلي ؟

وما سر هذا التراخي من قبل روسيا ومحور الممانعة ؟

تتصاعد وتيرة وحدّة الاعتداءات الاسرائيلية على طول جغرافية المنطقة في سوريا وامتدت للعراق بعد قرار الانسحاب الاميركي من سوريا وبعد العجز الاستراتيجي في تحقيق منجز ضد ايران وكوريا وروسيا وفنزويلا والصين ، ولقد صدق ظننا في حينها من ان تل ابيب تلقت الوحي الاميركي وفهمت الرسالة على ان اعلان قرار الانسحاب الاميركي من سوريا يعطيها هامش حرية اكبر وحركة اوسع ويطلق يدها الآثمة للمزيد من الاعتداءات تطال مزيد من الاهداف لا تقتصر على الحدود السورية فحسب بل تستوعب محيطها الجيوسياسي بأعتبارها تهديد لامنها القومي ، ويندرج في هذا الاطار ما لوحت به او سربته قبل اشهر بعض المصادر الاسرائيلية والغربية من انباء باستهداف فصائل الحشد الشعبي في العراق لجس النبض وقياس وحساب رد الفعل ، وبذريعة الحضور او الميل الايراني ، فوقع القول علينا اليوم وتجرأت اسرائيل وكسرت حاجز الخوف لحاجز صمت العراقيين ،

بهذه الوتيرة المتصاعدة من الاعتداءات وبهذه الموجات من الهجمات وعمليات التمويه التي رافقتها وبحجم المعلومات الاستخبارية التي استحصلتها وبنك الاهداف التي استهدفتها ، نستطيع القول ان تل ابيب وجهت صفعة لروسيا وتحدت منظومة الدفاع الروسية في سوريا S300 التي ظن الجميع - عدا واشنطن وتل ابيب - انها رسمت خطوط حمراء جديدة وغيرت قواعد الاشتباك وفرضت معادلة ردع مختلفة ، الا ان هذا العدوان المتكرر والموسع برهن ان ذلك الظن اثم وضلال مبين واضغاث احلام واوهام ، وان روسيا وضعت فيتو صريح او ضمني او تقني  على استخدام سوريا للمنظومة ضد تل ابييب ، وان المنظومة لاتعدو كونها فزاعة ، وأضهرت التجربة الايرانية واليمنية مثلاً نجاحاً وإعجاباً في مواجهة الاهداف الجوية المعادية،

اذا كانت العقلانية المفرطة والصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتهما روسيا وتبعها محور المقاومة في ذلك ، اذا كانت تلك الاستراتيجية قد آتت اُكلها اثناء المراحل الاخيرة من مواجهات المجاميع الارهابية في سوريا لناحية التفرغ للعدو الارهابي وتجنب فتح جبهات اخرى ، فنجحت وحققت المنجز الميداني كما يحدث الان في جنوب ادلب وريف حماة وفرضت الحل السياسي واقعاً لا مفر منه ، فالمطلوب امام هذا العدوان الاسرائيلي المتصاعد والموسع اعادة النظر واعادة الحسابات ، لان العدو بدء يعتبرها على انها عقيدة واولوية غير قابلة للتبدل ويفسر الصمت وعدم الرد  انها دليل قبول ورضا او دليل ضعف وانهاك واستنزاف ، وان اعتراف واشنطن بالهزيمة وقرار الانسحاب جاء بمثابة هبة ورحمة وفرصة لمحور المقاومة لالتقاط الانفاس ومعالجة الجراح وكأن ثمة هزيمة منتظرة استحالت انتصاراً ، فتجرأ وتجسر الكيان الصهيوني فكرر ووسع ضرباته ،

العدو الصهيوني لا يعرف غير لغة ومنطق القوة ويحسب الف حساب لابسط الخسائر في صفوفه والرعب في سكان مستوطانته ، وقد استثمر ذلك حزب الله في لبنان وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ، فوضعوا قواعد اشتباك صارمة ومعادلة ردع ورعب واتبعوا اسلوب الرد بالمثل اذا سولت له نفسه التمادي اكثر او اغراه التراخي من جانب المقاومة في العدوان ، ومثال آخر نضربه في اسلوب الردع وهو الاعجاز العسكري الذي يقدمه الحوثيون واللجان والجيش في الميدان اليمني الذي يشهد معركة الايمان كله ضد الكفر كله ، ورغم اختلاف وتباين موازيين القوى هناك لصالح تحالف الكفر والرجعية ، الا ان الصمود والصبر والردع اليمني اجبر العالم على البحث على سبل  وحلول تسوية وانهاء الحرب ، وخلق انشقاق في التحالف العربي العبري بقيادة السعودية ،

ينبغي  على محور المقاومة - صاحب الانتصار الحقيقي في ايران سوريا والعراق واليمن - ، ان لا يدع نتنياهو يخرج بمكاسب سياسية وعسكرية على حساب المنجزات الميدانية والسياسية ، ولا يُسمح له باتخاذ الاعتداءات المتكررة طوق نجاة من الاتهامات والفضائح والهزائم التي مني بها ، وان لا تكون العلاقات الروسية الاسرائيلية الاستراتيجية سبباً في اضعاف العلاقات وضرب التحالفات الاستراتيجية بين اطراف محور المقاومة ، فربما توجد وجهات نظر متطابقة بين موسكو وتل ابيب في ان روسيا تتفق مع اسرائيل في ضرورة اخراج القوات الايرانية وحزب الله وفصائل اخرى من سوريا وتحاول اقناع الاسد بذلك الا انها ترى الضربات الاسرائيلية وسيلة تكفيها مؤونة الطلب وحراجة السؤال ، اللهم الا اذا كان ذلك رغبة الجميع ،

 

وخلاصة القول يجب الحفاظ على مقومات وعوامل الاقتدار و الانتصار بنفس الدرجة التي يجب فيها ادامة هذا المنجز  وسحبه على المستوى السياسي والدبلوماسي ، وفوق ذلك كله المحافظة على الجهوزية والمبادأة وعلى معادلة الردع والرعب لانها كفيلة يحفظ حالة اللا حرب واللا سلم ومسار التسوية في ازمات المنطقة  ، والقول المشهور في ذلك اذا اردت السلام فاستعد للحرب ،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك