المقالات

القوة الثالثة..!

2004 2018-12-05

سجاد العسكري

 

ان تحقيق نتيجة مايبغى اليه هي قوة التوازن والتاثير والتغيير ,فمفهوم القوة كثيرة متنوعة فمنها بمعنى الطاقة كما في العلوم الطبيعية , ومنها مايقصد بالقوة سيطرة النفوذ على الاخرين , ومنها العنف او الاستبداد او التاثير ؛ فعموم الدول لها عدة قوى في السياسة منها قوة الحكومة من جانب , وقوة الاحزاب والكتل من جانب اخر , نعم كلامنا عن القوة التي توثر وتغير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , وهذه القوى عادة يمكن حصرها بقوة (سلطة الحكومة , الاحزاب او الكتل) مع حضور قوى اخرى قد تكون مؤثرة او منتفعة .

فقوة الحكومة عادة ماتكون خاضعة للقانون ,بل هي من يطبق القانون, ويسعى الى فرضه بطرق عدة منها التثقيف و التوعية الجميع بلا استثناء ليتساوى الجميع امامه , وهو مايجنب الوقوع في اشكالات ومشاكل مابين الحكومة والمواطن , وتعد من ايجابيات هذه القوة ؛ اما ان تكون القوة بجانبها السلبي عندما تطبق القانون على الاخرين وتستثني نفسها , وبالتالي ستكون اول من يخرق العقد المبرم الذي وضع لخدمة الشعب واستثمار موارده من اجل توفير الضروريات له , واحترامه ؛لتهيمن سلطة الحكومة وتتغلغل في الفساد لتتحول الى اداة بيد الفاسدين والمنتفعين !

اما الاحزاب او الكتل المتواجدة في الساحة السياسية في الدول التي تتمتع بالحرية يكون حضورها من الحالات الصحية ضمن حدود القانون , ولكن عندما تتدخل في تقريب البعيد وابعاد القريب , وتجاوزها على القوانين ستخرج عن حكمة تشكيلها , فالاحزاب هي تكتلات تمثل تطلعات شريحة ما يتم تنظيم عملها تحت مظلة القانون ,وتهدف الى تحقيق تلك التطلعات وفق المصلحة العامة وعادة ما تدفع بالسلطة الى الاستماع او تغيير المواقف و القرارات , فهي بهذا المعنى تمارس دورها الايجابي وهو شيء جيد لتطوير عمل السلطة وتقدمها حضور احزاب مراقبة لعمل الحكومة وتقويمها ؛ اما اذا عمقت علاقاتها بالسلطة وعادة ما تكون جزء وليس معارضة للحكومة ,فهنا علينا ان نشعر بالخوف على بلادنا وعلى موارده ,لأنها ستكون ذات نفوذ وقوة فوق القانون ! وهو مايستدعي الانجرار شيأ فشيء للوقوع في المخالفات المحضورة , وتبتعد عن ادائها المقرر في الرقابة والتقويم.

فالشعور بالاحباط تتركزعلى اسغلال سلطة الحكومة ونفوذ الاحزاب ؛ لتضرب القانون والقرارات عرض الحائط , وتسعى فقط في خدمة مصالحها الشخصية , وهي من يقرر سياسات البلد وخصوصا الاقتصادية او الخدمية فتأمل الحال والله المستعان؟! وهنا بحاجة الى التميز بين الصالح والطالح اعتمادا على القوة الثالثة ,لأنها اليد والقوة الضاربة والمؤثرة في المعادلة السياسية .

فمفهوم القوة السياسية عليه ان يرتبط بالقدرة على التغير والتاثير السياسي والاقتصادي والاجتماعي ,فاذا فقدت هذه القوى , فيجب حينئذ ان تتحرك القوة الثالثة وهي (الجماهير الواعية) لما يحدث! واجبار نفوذ الحكومة والاحزاب بالانصياع , ومحاربة مكامن الفساد وتلكىء الخدمات الضرورية للعيش , فحكومة عبد المهدي مابين صراع وتنافس مرة واخرى ضغوط الكتل , والنتيجة متى ينفذ البرنامج الحكومي؟ فالمعوقات موجودة وتفرض نفسها على الواقع , وعمر الحكومة يتضائل ووو... , والخطر مازال قائما فداعش واخوته يتربصون بنا الفرص في الداخل والخارج , اذن على الجماهير ان تعي ولاتغفل ,وعليها ان تنطلق ولا تركب, وعليها ان تقود ولا تجر , فهي القوة الثالثة التي يجب ان تميز وتعي ما يدور وتشارك بقوة وعيها الجماهيري في صنع التغيير والتاثير على الواقع العراقي الخطر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك