المقالات

كربلاء أخطر منعطف تأريخي


 

قال الحسين عليه السلام, مناديا جيش يزيد:" ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان، إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم, إن كنتم عرباً كما تزعمون". 

جاء في تعريف كلمة منعطف, "أنها انحناء أو ثني او التواء", حسب موقع تلك الكلمة ونوع الحدث, وفي كربلاء انعطف التاريخ الإنساني, انعطافه هي من أخطر الانعطافات, في تأريخ الإسلام, فقد كان نداء الجيش الأموي, "أن اقتلوا أهل هذا البيت, ولا تُبقوا لهم من باقية". 

كانت الوصايا للجيوش الإسلامية, منذ أوائل حروب العصر الإسلامي, أن لا يُجهَزَ على جريح, ولا يُرَوَّعَ شَيخٌ أو امرأة, ولا يُقتَل طِفل, كما كان من أصول القتال, أن يقابِلَ الفارس المُبارز فارسٌ, ولم يكن الغدر, من أخلاق فرسان الإسلام, إلا أنَّ واقعة كربلاء, كانت فاقدة لكل أصول الحروب, إضافة للمبادئ الإسلامية والإنسانية, فبقت تلك المعركة خالدة, رغم مرور كل تلك القرون. 

واقعة كربلاء كان مخططاً لها, حسب التحضيرات المسبقة, ان لا تبقي ولا تذر, لآل بيت النبوة, أحَدٌ على وجه الأرض, فهي إبادة جماعية, بكل ما تحمله الكلمة من معنى, فقوام الجيش الأموي, حسب أقل الروايات 14000مقاتل, يملكون مقومات جيش دولة, يقابلها 73 مقاتل مع الحسين عليه السلام, بأسلحة شخصية لا تتعدى, السيف والرمح وقوس السهام, وقد مُنعوا عن الماء, مما جعل الحليب, يجف في صدور النساء المُرضعات, في أقسى حصارٍ تأريخي. 

كانت معركة الطف, حسب المقاييس العسكرية, غير متكافئة عدة وعدداً, مع عزلة عن العالم, حيث حوصِر الحسين عليه السلام وعياله, مع القلة من أنصاره, بذلك الجيش الرهيب, إلا أن خروج الحسين الى العراق, الذي وصفه عليه السلام, أنه خروجٌ لإصلاحِ ما فسد, من أمور الأمة, فهو لم يخرج أشراً ولا بطراً, بل خرج لآجل هدفٍ, من أسمى الأهداف, وهو إصلاح تلك المنعطفة الفاسدة, التي أحدثها بنو أمية. 

لم يكن استشهاد الحسين عليه السلام, مفاجئاٍ بالنسبة له, ولا لمن رافقه, من أهل بيته, فقد أُخبر عن مصيره, في إحدى خُطبه, أنه قال:" شاء الله أن يراني قتيلاً, ويراهن سبايا", وفي قول آخر له عليه السلام:" خير مصرع لي أنا لاقيه", وقد أخبر أصحابه مراراً, بين البقاء والاستشهاد معه, أو الابتعاد عن أرض المعركة. 

وما أشبه ما يمر به العراق, من ساسة فاسدين, سيطروا على مفاصل مهمة بالدولة, ما سمح لتغلغل من يحمل الفِكر الظلامي؛ المتشعب من الفِكر الأموي, في قتل المصلحين, ومن ينادي بالإصلاح, إضافة لباقي الممارسات, التي تطال المعارضين للفساد والإرهاب. 

لا أرى في شأن الإصلاح, إلا طريقٌ واحد, هو أن يظهر مُصلحٌ, مؤمن بحِكمَة الإصلاح, يلتف حوله غالبية الشعب, متخذين من استشهاد الحسين عليه السلام, مناراً للحرية وتعديل المسار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك