المقالات

النصر الكروي سفّهَ أحدوثة عراقيي الداخل والخارج!

1517 02:23:00 2007-07-31

( بقلم : نضير الخزرجي- لندن )

تشكل صحيفة الديلي تلغراف وصحيفة التايمز وصحيفة الأندبندت وصحيفة الغارديان أعمدة الصحافة اليومية المقروءة التي يطل منها المواطن البريطاني على الأخبار المحلية والأوروبية والعالمية، ولكن المواطن البريطاني لاحظ من صحافته الصادرة يوم الأثنين 30/7/2007 ما لم يعتد عليه طيلة حياته وعلى مدى عمر الصحافة البريطانية.

لأول مرة في تاريخ الصحافة البريطانية تتربع على كامل الصفحة الأولى من جريدة التايمز (THE TIMES) صورة لعراقيين وسط شوارع لندن يعبرون عن فرحتهم بفوز فريق كرة القدم العراقي بكأس أمم آسيا، وفي ذيلها مانشيت عريض يقول: "لندن أفضل مكان آمن للعراقيين للإحتفال بالكأس"، وتصدرت الصفحة الأولى من جريدة الديلي تلغراف (The Daily Telegraph) صورة صبي عراقي في واشنطن يعبر عن فرحته بالنصر الكروي وعلى رأسها عبارة بالفونت العريض تقول: "النصر الكروي وحّد العراقيين"، في حين غطت افتتاحيتا الأندبندنت (THE INDEPENDENT) والغارديان (Guardian) وبأقلام كتابها، الحدث الكروي والسياسي على حد سواء.

كثيرة هي النقاط المستخلصة من هذه التغطية الإعلامية البريطانية لحدث رياضي غير محلي ولا أوروبي، ولكن ما اعتقده أن حركة الجاليات العراقية في بريطانيا وفي أنحاء العالم للاحتفال العفوي والمنقطع النظير بفوز الفريق العراقي هو الذي حمل الإعلام الدولي على تسليط الضوء على الحدث الرياضي في العراق، وعلى صدر صفحاته الأولى ونشراته الإخبارية الأولى.

فالعراقيون في خارج العراق صوتوا للسلام ونبذ الإرهاب في العراق، والعراقيون في داخل العراق صوتوا للسلام ورفض العنف المترشح عن بقايا صدأ النظام البائد، والعنف القادم من خارج الحدود، فالاحتفالات في داخل العراق مثّلت استفتاءاً حقيقيا دون اللجوء الى صناديق الاقتراع، من أجل عراق جديد خال من الإرهاب والعنف الطائفي. كما أن العراقيين في خارج العراقي أثبتوا المرة تلو الأخرى خطل الأصوات النشاز التي تتحدث عن ثنائية عراقيي الداخل وعراقيي الخارج، بل إن العراقيين في خارج العراق الذي تركوا العراق قسرا أو اجبروا على تركه مرغمين، أو أبعدوا بقرارات جائرة، يعود لهم الفضل في تحريك الماكنة الإعلامية الدولية وتوجيه الأنظار الى العراق، بخاصة في هذا الوقت حيث تتعمد الماكنة الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية العربية والإسلامية الى تشويه الحقائق في داخل العراق، كما كانوا قبل السقوط العين التي تنظر منها المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية الى واقع العراق المرير، فتتعاطف مع الشعب العراقي بالضد من نظام صدام البائد.

نتمنى على من يحمل مثل هذه الأفكار الرمادية ان ينظر بعين الوطنية الى ألوان الطيف العراقي الذين شكلوا لوحة فنية من الوحدة والتوحد، وشّحت جدار الكرة الأرضية، فكما أن لا شرعية للثنائية الظالمة: "اللّفوّة وإبن الولاية"، فلا شرعية للثنائية الزائفة: "عراقيو الداخل وعراقيو الخارج"!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعر ابو ميعاد الاسدي
2007-07-31
وهي الحقيقه التي تحدثت بها تلكم الصحافه عن اسود الرافدين الذين انتزعوا النصر بجداره وهنا في كندا وتحديدا في العاصمه اوتاوا تصدرت الاخبار في الصحافه الكنديه في الوسائل الاعلاميه المقروءه منها والمسموعه والمرئيه فوز العراق بكاس اسيا الا ان الجاليه العراقيه في اوتاوا لها عتب على السفاره العراقيه التي امتنعت عن تزويد رعاياها في الاعلام العراقيه لتبتهج الجماهير هنا في اوتاوا برفع العلم العراقي وسط كندا لماذا لاادري نرجو الاجابه من وزارة الخارجيه العراقيه والمسؤولين عن هكذا امر وتحياتي لك اخي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك