المقالات

(( فكرة الانقلاب على الحكومة العراقية المنتخبة ... الخطأ القاتل ؟.))

1405 21:32:00 2007-07-30

( بقلم : حميد الشاكر )

الكل او الكثير من العراقيين في داخل الوطن وخارجه قد سمعوا وقرأوا وشاهدو على الفضائيات العربية ، مشاهد من سيناريوهات الحل الانقلابي للمأزق العراقي الراهن ، والحقيقة ان السيناريو والاخراج والاعداد لفلم الانقلاب الكبير في العراق الذي كانت تحضر له بعض دول الجوار وغير الجوار العربية بمساعدة بعض ذيول نظام باد وانتهى من الوجود ومن ثم لطرحه على الادارة الامريكية كمخلص للمأزق الاميركي قد فشل - ولحسن الحظ هنا - فشلا ذريعا على المستوى الفني والسياسي وغيرها من المعاني البشرية الاخرى - وهذا لايعني موت الفكرة بحد ذاتها - ، وسبب الفشل لهذه اللعبة الوسخة التي حاولوا من خلالها القفز على ارادة الامة العراقية واختيارها في الحياة كان ولم يزل هو في رؤية من يريد ان يصور المشهد العراقي برمته وبصورة مزيفة ، ولا علّة لهذه الغيبوبة عن الرؤية العراقية الواقعية سوى ارادة بعض دول الاقليم العراقي وسياسييها في اغراق المشهد العراقي اكثر فاكثر في مأزق الدمّ والفوضى في هذا العراق الصابر والمغلوب على امره !.

ولكن ومن الجانب الاخر للمشهد العراقي هل بالامكان القول ان الخروج من المأزق العراقي الحالي هو وبكل تحديد وصراحة يتبلور في حدوث انقلاب عسكري او مخابراتي دموي يغيّر من المعادلة السياسية القائمة تماما ليطرح نموذج : قتل الفوضى بالفوضى والموت بالموت والعنف بالعنف والارهاب بالارهاب ، ..... لاحداث واقع جديد ترضى عنه دول الجوار العربي وغير العربي ومن ثم تجربة واقع جديد لعراق مختلف عن ماهو قائم الان ؟.والحقيقة ان مثل هذا الجانب الاخر الذي نتحدث عنه لايختلف كثيرا عن الطرح الذي طرحته بعض المنظمات الارهابية في العراق كهيئة علماء المسلمين التي طرحت هدف (( وجوب الاطاحة بالمعادلة السياسية العراقية الجديدة القائمة على انتخاب الشعب والرجوع بالعملية السياسية الى سيرتها الاولى )) وهذا الطرح لايختلف - حقيقة - عن مشروع الانقلاب المراد تنفيذه فيما سبق الا في الاليات والوسائل ، فالمنظمات الارهابية في العراق تسعى وبكل جهد لنفي العملية السياسية الوليدة في العراق وبكل الوسائل الارهابية ، اما فكرة (( الانقلاب )) فهي الوجه الاخر للعملة الارهابية ولكن بغطاء نظم عربية واخرى منظمات صدامية وارهابية هاربة من وجه العدالة العراقية بالاضافة الى كادر سياسي عراقي فاسد يمارس السلطة الان تحت غطاء المخابرات الامريكية في العراق !؟.

اذا ماهو الحلّ للمأزق العراقي القائم ان اردنا ان ندفع فكرة (( الانقلابات )) عن المشهد العراقي الان ؟.الحقيقة ان ليس هناك مأزق في العراق الجديد بمعنى المأزق السياسي ، واسطورة المأزق هذه خلق اعلامي معادي للعراق الديمقراطي بالمطلق ، وانما ماهو موجود بالفعل في العراق اليوم هو موجة ارهاب عنيفة تضرب بالعراق كما انها تضرب في كل ارجاء العالم الاخر ، وليس من المعقول ان نقرر ازالة واستبدال النظم السياسية الديمقراطية القائمة هنا او هناك من دول العالم لمجرد ان موجة الارهاب تستهدف هذا الوطن وهذه الامة ، وانما المعقول والسياسي ايضا ان تعالج ظواهر الارهاب بشكل امني مختلف تقوم به الدولة وتدعم ويوفر لها الدعم المعنوي والمادي والشعبي للقضاء على ظاهرة الارهاب العالمية هذه ، أما ان رأت بعض المنظمات الارهابية ان تتشرنق بشكل تكتلات سياسية لتكون لها مطالب شبه شرعية فهذا لايعني ايضا اضفاء الشرعية السياسية على هذه المنظمات الموغلة بدماء الابرياء في العالم بالعموم وفي العراق بالخصوص !.

صحيح هناك مأزق اميركي لقوى الاحتلال ، تحاول نظم عربية واخرى غير عربية وفضائيات مشبوهة الا انها مؤثرة ، ان تقدم خدماتها للسيد الاميركي وان تلعب على هذا المأزق الامريكي لتصور للادارة الامريكية ان سبب مأزقها في العراق ليس هو ادارتها الفاشلة للملف الامني العراقي وعدم ثقتها بالحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي في ادارة هذا الملف ، وانما سبب مأزق هذه الادارة المترهلة بالفساد هو (( عجز الحكومة العراقية المنتخبة )) عن القيام بواجباتها السياسية في ادرة بعض الملفات العراقية التي تساهم في التخفيف من ازمات الملفات الامريكية تلك ولاسيما ملفات المصالحة مع الصداميين والارهابيين ومكافأتهم بمكاسب سياسية في العهد الجديد بدلا عن محاسبتهم قانونيا ؟.

وهذا - مع الاسف - هو الواقع في العراق ؟.تمام القول ان يقال ان المأزق التي تتحدث عنه الكثير من الفضائيات العربية ، والكثير من نظم الاستبداد العربي هو مأزق اميركي وليس مأزقا عراقيا سياسيا ، والحق انه لو كان هذا المأق المتحدث عنه مأزقا سياسيا وطنيا عراقيا لما شاهدنا هذا الاهتمام المبالغ فيه من قبل وسائل اعلام مشبوهة واخرى نظم فاسدة سياسيا ولاشرعية ، بل لرأينا العكس في التوجه نحو تعميق هذه المآزق ان كان عراقيا وطنيا وليس البحث عن حلّ لهذا المأزق عربيا رسميا او اعلاميا !.

اذا فأن المأزق المتحدث عنه اعلاميا وعربيا رسميا ، والباحث له عن مخارج سياسية في العراق مرّة بشكل مؤامرات لانقلاب عسكري وآخر بشكل ضغط سياسي تمارسه نظم عربية على قوى الاحتلال الاميركي - بطلب وتنسيق من قبل قوى الاحتلال نفسها - للتدخل في صلب العملية السياسية العراقية ونفي بعض ملامحها الشرعية ماهو الا مأزق لقوى محتلة لاتريد التعامل بشفافية مع حكومة عراقية منتخبة وقادرة بكفاءة اكبر على ادارة الملف الامني العراقي ، وعليه ان كانت هذه القوى الامريكية المحتلة لاتنوي ان تتعامل مع الحكومة العراقية الشرعية بشفافية ، فأن ليس من واجب الحكومة العراقية الشرعية ان تتحمل مآزق قوى الاحتلال الاميركي وادارتها الفاشلة للملف الامني العراقي !.

نعم ليس من واجب الحكومة العراقية ان تعمل تحت امرة قوى محتلة لاتريد ان تراعي مصالح الشعب العراقي بصورة متكافئة مع مراعاتها لمصالحها الاستعمارية البغيضة هذه ، كما ان حكومتنا العراقية المنتخبة غير مطلوب منها تماما الخضوع للرغبات الخارجية ومن ثم تحولها الى ورقة مقامرة سياسية لهذا النظام الاقليمي او تلك الادارة الفاشلة في واشنطن ؟.

ان فكرة (( الانقلاب )) على الشرعية العراقية السياسية لحكومتنا المنتخبة ، لم تزل ومازالت ومنذ بدأ العملية السياسية العراقية الجديدة بعد ازهاق روح النظام العفلقي البائد ، هي الورقة التي تلعب عليها قوى الاحتلال الاميركي من جهة ، ونظم عربية تحاول ابتزاز الحكومة العراقية من جانب اخر ، فقوى الاحتلال وكلما وجدت نفسها بين فكي الكونغرس الامريكي من جهة ، وضغوط نظم التحالف العربي معها والممولة للارهاب في العراق بصورة علنية من جهة اخرى لم تجد امامها غير شماعة الحكومة العراقية لتعلق عليها كل اخفاقاتها الامنية والاخرى الادارية للشأن العراقي ، كما ان هذه الادارة كلما ارادت تمرير ابتزاز على حكومة الشعب العراقي حركت ورقة او فكرة (( الانقلاب )) على الشرعية العراقية وغمزت بعين المكر لحلفائها في دول الاقليم ولعملائها في الداخل العراقي من سياسيين عراقيين شهدت التجربة بفسادهم للتحرك وتشكيل نواة ضغط على الحكومة العراقية وهذا مفهوم واصبحت اللعبة واضحة الان !.

نعم ان اللعبة (( فكرة الانقلاب واستخدامها كورقة ابتزاز سياسية للشعب العراقي وحكومته )) اصبحت واضحة المعالم ، لكن هذا لاينفي وجود المغامرة ان تطلب الامر !.بمعنى : صحيح انه الفكرة واردة في قاموس الادارة الامريكية الحالية ، ولكنها فكرة فيها قدر كبير من المغامرة كما تراه الادارة الامريكية الحالية نفسها فللموضوع اكثر من بعد خطر بالنسبة للشعب العراقي من جهة وللادارة الامريكية من جهة اخرى ايضا ، فهذه الادارة مدركة ان لعبة او فكرة (( الانقلاب )) على الشرعية العراقية ، تتطلب تغيير المعادلة السياسية العراقية الحالية الان وهذا شيئ لايقدم عليه عاقل سياسي فضلا عن الادارة الامريكية القائمة الان ، فمثل هذه الخطوة ربما ترتقي الى الخطأ القاتل في حسابات هذه الادارة المشوشة سياسيا اليوم ، فمعنى كون وجود انقلاب على الحكومة العراقية وانفاذه على ارض الواقع العراقي ، هو استفزاز صريح لارادة الامة العراقية بكاملها وقفز على منجزها السياسي الذي دفعت من اجله انهارا من الدم ولم تزل تعطي هذه الامة هذه الدماء يوميا بسبب خيارها السياسي وانتخابها لعراق ديمقراطي جديد يحترم فيه الحاكم المحكوم ويأتي من خلال اختيار الامة لحكومتها و قادتها السياسيون ، ومثل هذا المنجز هو عراقي وطني صميم وليس من حق لا الاحتلال ولا غيره القفز عليه وتغيير منجزاته القائمة الان !.

بمعنى : ان من حق الشعب العراقي وفي حال تهديد منجزه الديمقراطي السياسي وحقوقه السياسية التي ضحى من اجلها كثيرا من حقه ان يعلن الثورة والتمرد على كل قوى تستهدف حقوقه السياسية وتحاول مصادرة وجوده الانساني ، وهذا يعني ان قوى الاحتلال الامريكي ينبغي ان تفكر وبجد وقبل الاقدام على اي فكرة تنال من حق الشعب العراقي السياسي او اللعب بتركيبته السياسية القائمة اليوم او الانقلاب على حكومته الشرعية .....، ان تفكر ان الشعب العراقي سيتحول الى عدو معلن وحقيقي ضد الادارة الامريكية وقواتها المتواجدة في العراق اليوم ، مما يعني وبصورة مباشرة ان وجود قوى الاحتلال في العراق مهدد بكامله وبحرب شعبية لاهوادة فيها ضد قوات الاحتلال على الارض العراقية ، ولعلّ الادارة الامريكية مدركة لهذه النقطة تماما لذالك بالامكان وصف هذه الادارة بالغفلة وعدم المعرفة الكاملة بخيوط اللعبة السياسية العراقية ولكن ليس بالامكان وصفها بالغباء المطلق لتقدم على مثل هذا الخطأ الكبير!

كذالك يقال : ان تلك المغامرة تعني وجوب وجود تحالف سياسي عراقي شعبي جديد غير القائم الان ان ارادت الادارة الامريكية تنفيذ مخططها الانقلابي على الشرعية العراقية ، فاليوم تدرك الادارة الامريكية ان بنود الصفقة - تعاقد غير مكتوب الا انه موجود عقليا - قائمة بين الادارة الامريكية من جهة والشعب العراقي من جهة ، على اساس ان هذه القوى المحتلة لها صفة قوى تحالف صديقة بسبب التزامها السياسي امام الشعب العراقي باحترام ارادته السياسية القائمة وحق انتخابه لحكومته الشرعية ، اما ان ارادت قوى الاحتلال النكث بهذا التعهد او الانقلاب على ارادة الشعب العراقي الممثلة بحكومته المنتخبة فعلى الادارة الامريكية ان تفكر وبجدية وقبل الاقدام على اي خطوة غير مدروسة ضد الشعب العراقي وحكومته عليها التفكير والبحث عن تحالف جديد مع غير الشعب العراقي الموجود الان ، وهذا ايضا مما تدركه الادارة الامريكية مسبقا ، كادراكها ان القوى الصدامية والارهابية والعناصر العراقية السياسية الفاسدة ...الخ ، كل هذه الحثالة المراد لها ان تكون قادة الانقلاب وادوات تحريكه ، كلها غير شعبية ولا هي عراقية ولاتستطيع ان تجزم بأن لها رصيدا من احترام الشعب العراقي لها لذالك هي تفكر بممارسة الانقلاب والاجرام والتسلط ، ولاتفكر مطلقا بالاستناد على شرعية انتخاب الامة العراقية لها ، وعليه فالادارة الامريكية لايمكن لها ان تراهن على حفنة من المجرمين بانقلاب دموي بمقابل تحالف مع شعب يحترم نفسه ويحترم ارادته وتعهداته السياسية ، الا اذا رأت الادارة الامريكية المغامرة العمياء فعندئذ لامفر للادارة الامريكية من تذكر ان الصداميين والعفالقة المجرميم ومن بعدهم العراقيين الفاسدين سياسيا لاعهود لهم ولا التزام باي مبدأ سياسي او اخلاقي فكما انقلبوا على ارادة شعبهم وسفكوا دمه وانتهكوا كرامته فمن السهل عليهم الانقلاب على سواهم سواء كان امريكيا او عربيا او اي شيئ اخر ؟.

نعم تفقد الادارة الامريكية الشيئ الكثير ان لم تحسب الحسابات السياسية الواقعية واقدمت على فكرة الانقلاب ، لاسيما ان الشعب العراقي اعزه الله سبحانه بحوزة دينية تراعي مصالحه وتنظر بشؤونه بعين الرحمة وتنظم من حركته السياسية وتوحد من وجوده القائم ولها الكلمة المقدسة في اقامة الخطوات العملاقة للعراق الجديد كاقامة مشروع الانتخابات البرلمانية والدستورية مما جعلت خطوات الشعب العراقي السياسية هي وبنفس اللحظة خطوات حوزته الدينية المباركة التي انجحت مشروع العراق الجديد برمته ، واي تفكير بالانقلاب على هذه الخطوات السياسية للشعب العراقي هي وبالضرورة انقلاب على ارادة الحوزة الدينية المحترمة والتي قدمت ومازالت تقدم الكثير في سبيل المحافظة على مسيرة الشعب وحقوقه السياسية ، وهذا ايضا تدركه الادارة الامريكية ان فكرت باثارة انقلاب سيحرك من المارد الكبير والهادئ في النجف الاشرف والذي يعلم (( هنري كيسنجر )) مدى ثقل الحوزة الدينية العراقية على الوضع العراقي برمته !.

يبقى اخيرا بالنسبة للابعاد الخطرة لفكرة الانقلاب على الادارة الامريكية ، ادراك هذه الادارة ان التحالفات السياسية العراقية التي خلقت بالعراق الجديد تحالفات معقدة جدا ولاسيما بين مكونات الشعب العراقي الاثنية ولاسيما بين الاخوة الكرد وقوى الاتلاف العراقي اكبر كتلة برلمانية في مجلس النواب العراقي الان ومؤلفة الحكومة الشرعية الحالية ، وهذا التحالف المقدس بين كردستان العراق وجنوبه كفتي الميزان لعراق اليوم واستقراره ، وارادت اللعب بمعادلة العراق السياسي الجديد باحداث انقلاب على الشرعية العراقية يعني وبالضرورة تفكيك العراق وتشضيه الى قطع ليس بالامكان لملمته فيما بعد فليس هناك استعداد لكل مكونات الشعب العراقي بتحالفات مغايرة لما هو قائم اليوم بتركيبة معقدة جدا من الصعب اعادة تركيبها ان حدث الانقلاب المشؤوم والمراد انفاذه من قبل قوى الظلام والاجرام والفساد والحقد الاقليمي في العراق ؟.نعم لادستور ولا عملية سياسية قائمة ولا حكومة ولا عراق .....الخ ، ان فكرت الادارة الامريكية او غيرها بانقلاب على شرعية الشعب العراقي ، وهذا ماتريده قوى الارهاب العالمية والصداميين ، فهل هو نفسه ماتريده الادارة الامريكية الحالية للعراق !.

اما بالنسبة للابعاد الخطرة لفكرة الانقلاب على الشعب العراقي فلا اقل من بعد عودة هذا الشعب المظلوم للعبودية والذل والقهر والحرمان وضياع حقوقه الانسانية ، فالمشكلة في فكرة الانقلاب المراد تمريرها على الشعب العراقي ، انها الفكرة التي دفع الانسان العراقي ثمنها باهضا جدا خلال عقود طويلة من حياته ، وهنا تمثل فكرة الانقلاب بالنسبة للانسان العراقي التالي :اولا : انها الفكرة التي تحاول ان تغتصب حقوقه السياسية التي شيدها بدماء اطفاله وشبابه ونسائه وشيوخه في العراق الجديد ، وتحاول جاهدة ان تستغل معاناته التي خلقها ويخلقها الارهاب كل يوم ، لتوظيفها في استغفال عقله وفكره ومن ثم ايهامه بان لاخلاص له ان باحداث تغيير كبير تعاد فيه عقارب الساعة من جديد لاقامة نصب الاوثان الجديدة التي تعبد كانت من دون الله ليعيش بأمان تحت ظل العبودية والقهر ؟.واعتقد ان من الصعب هنا استغفال العقل العراقي بهذا البساطة هذه المرة ؟.ثانيا : انها الفكرة الاكثر خطرا على منجزه الانساني السياسي العراقي الجديد ، والذي هو لم يزل في طور التأسيس وارساء القواعد المتينة لمستقبله السياسي له ولاطفاله وللاجيال الاتية فيما بعد ؟.نعم فكرة الانقلاب لاتستهدف البنى الفوقية للعملية السياسية العراقية بأن تسقط حكومة للقيام بعملية انتخاب حكومة جديدة للشعب العراقي حسب مقاييس الديمقراطية والدستور ، وانما المراد من فكرة الانقلاب هي الانقلاب على المنجز السياسي العراقي بقواعده السياسية الديمقراطية والدستورية ، وهذا مالاينبغي مطلقا للشعب العراقي ان يقبل بالتفكير به اصلا بل وينبغي التحريم بمجرد مداولته سياسيا !

بمعنى ان فكرة الانقلاب - على كل فرد من افراد الشعب العراقي ان يفهم فكرة الانقلاب بهذه الصورة - يراد لها ان تكون فكرة انقلاب ليس فقط على حرية الشعب العراقي وعنوان اختياره في الحياة ، بل ويراد لها ان تكون عملية نفي لكل ديمقراطية او دستور بناه هذا الشعب بدمائه والاتيان بمنجز جديد يقوم على القهر والاستبداد وحكومة الاجرام التي ان اتت للحكم في العراق مرة اخرى فلن يكون هناك مخلص منها فيما بعد ، وهذا ماتريده النظم العربية السياسية الاقليمية وهذا ماتريده قوى الارهاب والاجرام الصدامي وهذا ماتريده كوادر الفساد السياسي من عراقيي النهب والسرقة والقتل للشعب العراقي ، والتي ترى ان كل ممارسة ديمقراطية هي وبالفعل عدوها الاول والاخير باعتبار ان قوى الاجرام والارهاب والفساد متأكدة ان لاحياة لها في حياة الديمقراطية في العراق لذا هي تدعوا وتسعى من اجل الانقلاب والارهاب ؟.

هنا ربما قد اكتملت الصورة لفكرة الانقلاب المراد تمريرها على الشعب العراقي ، وهنا لابد من الكلمة الاخيرة التي نقول ونؤكد من خلالها ان اي حكومة منتخبة من قبل الشعب العراقي وان كان فيها نوعا من الضعف (( لااعني هنا حكومتنا القائمة الحالية برئاسة المحترم نوري كامل المالكي الرجل الشجاع والسياسي القدير ولكن كفرضية وجود حكومة منتخبة ما )) او كان فيها نوعا من الترهل او الفساد او ..... الخ ، فان اليات الديمقراطية هي الثورة الحقيقية والانقلاب الشعبي المشروع الذي تمارسه الامة عندما لاتعيد انتخاب هذه الحكومة ومن ثم اسقاطها واستبدالها بأخرى ، وهذه هي الثورة السلمية الحقيقية التي تمارس الانقلاب مع الاحتفاظ على قواعد الديمقراطية وقانون الدستور سالما من اذى المجرمين والفاسدين والارهابيين ، فعليك ايها الشعب العراقي ان تدرك ان حياتك في شرعية حقوقك السياسية التي من خلالها انتخبت حكومتك فلا تسمح مطلقا بالانقلاب على الحكومة الشرعية لانه ومن زاوية اخرى انقلاب على اختيارك وشرعيتك وانتخابك ، وانت الحاكم في الحقيقة وخوف الارهاب من حكمك وليس من حكم حكومتك المنتخبة فافهم (( وقفوهم انهم مسؤولون ))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بشرى أمير الخزرجي
2007-07-31
الزمن ليس زمن انقلابات والحقيقة مانراه على الساحة العراقية من تجاذبات سياسية علنية كانت ام خفية هي نتاج فكر قمقمي قومي عربي حاقد على الامة العراقية العصية على أعدائها .. يريدون تجاوز انجازات الحكومة المنتخبة من قبل كافة الشعب ... يريدون قمعنا كما فعل اسلافهم الملعونين في القران والسنه الذين آذوا الرسول( ص ) في ذريته الطاهرة .. والأعجب هو حزب الفضيلة الذي سرق اصواتنا ومن ثم انفرد ولاندري بأي حق؟ واليوم يتهم الحكومة الشرعية بأنها غير شرعية !!.. نقول لهم ولغيرهم ان هذه هي حكومة الشرعية فمن أنتم؟!
علي مشكور
2007-07-31
بسم الله الرحمن الرحيم الانقلاب علي الحكومه المنتخبه يعني بركان لايهدا وسيل من الدم لا يتوقف فحذاري لكل من تسول له نفسه المساس بارداه الشعب العراقي .وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك