المقالات

مقارنة بين فريقنا الكروي وفريقنا السياسي

1372 16:47:00 2007-07-30

"الفريق الكروي يسعى لتسجيل هدف في مرمى خصومه بينما فريقنا السياسي يسعى لافشال فريقنا امام خصومه"........... ( بقلم : كريم النوري )

تتويج المنتخب العراقي بطلاً لاسياد آسيا حدث تأريخي سوف يسجل للعراق في تأريخه الكروي وهو اول حدث عراقي حيث لم يحصل العراق على هذه البطولة من انطلاقتها قبل اكثر من نصف قرن.اهمية الحدث لم تأت بمجرد فوز المنتخب العراقي في بطولة امم اسيا وتجاوزه على اقوى الفرق المدعومة كالسعودية واليابان وايران وكوريا الجنوبية واستراليا وغيرها.اهمية الحدث تأتي من اسباب عديدة يمكن الاشارة العابرة اليها:1- ظروف العراق الاستثنائية قد لا تسمح للعراق بمجرد المشاركة بالبطولة فضلاً عن الفوز فيها، ولو اعتذر العراق عن المشاركة لكان معذوراً بسبب وضعه الامني والسياسي المعروف، وجميع الدول التي تعتذر عن المشاركة ربما وضعها افضل بكثير من العراق ولكنها قد لا تكون مستعدة بشكل جيد للمشاركة التي تحفظ ماء وجه بلدانها.2- بالاضافة الى الظروف التي اشرنا اليها فان استعدادات المنتخب الوطني للمشاركة في امم اسيا غير مشجعة ولاعبيه غير حاضرين لتشكيل المنتخب الوطني وغياب المدرب المجرب قبل استدعاء المدرب البرازيلي فييرا وفترة شهرين غير كافية لاستدعاء اللاعبين العراقيين الذين بعضهم محترفون في اندية عربية واوربية.3- تجربة العراق الدولية على المستوى الرياضي لا تمنحنا مؤشرات ايجابية على الحضور والانتصار فحرمان العراق من اللعب في بلده منذ الحرب العراقية المفروضة على ايران عام 1980 واستمرارها ثمان سنوات وغزو الكويت وما ترتب عليه من حصار منعت المنتخب العراقي في اللعب في العراق، فاغلب مباريات العراق كانت خارج بلاده بل حتى التصفيات الاسيوية كانت مباراة الذهاب والاياب خارج العراق.4 - غياب الاهتمام الحكومي بالرياضة في العهد البائد والتوظيف الخاطىء للرياضة من قبل اركان النظام البائد وهيمنة عدي نجل صدام المقبورين، والضغط النفسي على اللاعبين اثناء المباراة وبعدها من ارهاب ورعب ازلام النظام السابق ضد اللاعبين.5-الوضع والدعم المادي والمعنوي للمنتخب العراقي كان سيئاً للغاية فجميع البلدان خصصت مكآفئات وهدايا لمنتخباتها حتى في حالات التعادل كما حصل لمنتخب قطر والامارات بينما تأهل المنتخب العراقي الى المربع الذهبي دون ان يتلقى مكآفئة واحدة.معطيات الفوز العراقي الكبير تمنحنا رؤية متبصرة وتزيد الامال في نفوسنا كما تزيل الالام عنا.واهم هذه المعطيات ان الارادة هي التي تصنع المستحيل ومهما بلغت الصعوبات والتحديات فاننا قادرون الوصول الى اهدافنا.وهو اهم دروس النصر العراقي الكروي فان الارهاب بكل اشكاله غير قادر على اضعاف ارادتنا وعزيمتنا ونحن قادرون على بلوغ اهدافنا مهما بلغت التضحيات.وبعيداً عن تسييس الرياضة وترييض السياسية فان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو كيف استطاع المنتخب العراقي الكروي من تحقيق ما عجزت عنه السياسة مع اننا نتحفظ على هذه المقولة التي يرددها البسطاء لاعتقادنا بان الانفتاح السياسي الجديد وعدم تأميم الرياضة او توظيفها لاسباب حزبية او فئوية كما يصنع صبيان النظام البعثي البائد.فان تحرر العراق من العصابة البعثية في التاسع من نيسان عام 2003 حرر ارادة الرياضة العراقية ايضاً ونزل اللاعبون العراقيون الى الملعب دون ان يفكروا بتداعيات الخسارة او الفوز او ما تنتظرهم من عقوبة واهانة تصدر من النزق المقبور عدي نجل الطاغية صدام المقبور.ويمكن الاجابة عن السؤال المطروح في اذهان العراقيين والمتابعين عما حققت الرياضة وعجزت عنه السياسة وباختصار شديد يمكن الاجابة عن هذا السؤال عبر المقارنة السريعة بين الفريق العراقي الكروي والفريق العراقي السياسي الذي يشارك في العملية السياسية.والفارق واضح جداً فان الفريق العراقي الكروي المتعدد الاطياف والمتنوع لكل مكونات العراق سنة وشيعة وعرب وكرد وتركمان ومسلمين ومسيحيين يتحرك وراء الكرة من اجل تحقيق الهدف لاجل العراق وامام هدف واحد وخصم واحد ويقاتل من اجل زرع البسمة والفرح في نفوس العراقيين وشجعه الحماس الوطني والحضور الجماهيري للاستبسال والقتال من اجل انتزاع الفوز مع اصعب واقوى الفرق.بينما الفريق السياسي العراقي فهو متنوع الاطياف والطوائف ولكنه مختلف في تحقيق اهدافه فكل جهة في الحكومة لها هدف يختلف ويتخلف عن اهداف الكتلة الثانية كما حصل من موقف التوافق ومحاولاته في اسقاط الحكومة فكيف تتصور حال فريق يعمل حارسه مرماه على ادخال اهداف الخصوم في مرماه ويسعى بعض مدافعيه الى السماح الى مهاجمي الخصوم من تسجيل الهدف على فريقهم ويحاول هجومه ان يتعثر ويتردد في تسجيل الهدف في مرمى خصومه!ان الفريق السياسي سجل اهم الملاحم في اصعب الظروف واخطر المؤامرات ومازال صامداً في مواجهة اعتى القوى الظلامية المدعومة اقليمياً وعربياً وانتصاراته بحسب ظروفه الراهنة لا تختلف كثيراً عن انتصارات فريقنا الكروي.المشكلة الحقيقة التي تواجه فريقنا السياسي ان لاعبيه يختلفون في اهدافهم ويحاول بعضهم من افشاله وعرقلته بل يقف في اغلب الاحيان موقف المتفرج وليس المتفرج المشجع بل المتفرج الند والخصم الذي يتربص بفريقنا الدوائر ويخطط لتسجيل الاهداف ضد مرمانا من خلال دعم القوى الارهابية وعرقلة دور وجهد الحكومة.وفريقنا السياسي مع وجود مخربين ومتآمرين في صفوفه يحاولون افشاله فانه مازال يتقدم ويتجاوز كل الصعوبات والتحديات وهذا بحد ذاته انتصاراً كبيراً لا يختلف عن انتصار الفريق الكروي.ويبقى الاهم في كل هذه المقاربات والمقارنات فان الفريقين السياسي والرياضي هما المستهدفان من القوى الارهابية الظلامية التي استهدف الجماهير المحتفلة بفوزه في بطولة امم اسيا كما حصل في تفجير الجماهير المحتشدة في الغدير والزيونة والمنصور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك