المقالات

تفعيل مشروع تقسيم السعودية للتخلص من خطر الارهاب الوهابي

2110 19:29:00 2007-07-29

( بقلم : اسعد راشد )

لا يمكن ان يستقر الوضع السياسي في منطقة الشرق الاوسط بل وفي كثير من دول العالم مع استمرار السيطرة الوهابية على الحكم والجغرافيا السياسية التي تسمى السعودية حيث ان تلك الدولة اللقيطة وجودها قائم على الفتن ونشر الفوضى والخراب والقتل في كل مكان ‘ الوهابيون السعوديون ومن خلال مداخيل الثروة الهائلة التي في حوزتهم وتحت سيطرتهم يستطيعون قلب دول واحراق بلدان ومنع قيام اي نظام ديمقراطي حر في المنطقة .

تاريخيا اثبتت الارقام والاحصائيات ان المملكة الوهابية صرفت ما يقارب الـ100 مليارد دولار خلال السنوات الماضية لنشر فكر التطرف وزعزعة الاستقرار الاهلي في كثير من دول العالم وهذا الامر اكده عدد من الديبلوماسيين المخضرمين في العالم منهم السفير الامريكي الاسبق في لبنان وفي الكويت وهي ارقام تم الوتوصل اليها من خلال قنوات رسمية واخرى غير حكومية‘ وعادة يلجأ الوهابيون الرسميون الى "سلاح التكفير" وتجريد الاخرين من الشعور المعنوي او الابماني اي اخراجهم من الدين والملة والصاق صفة الارتداد والكفر بهم للتغلغل في المجتعات وهي اساليب اشبه بالوسائل النازية لزرع الحقد والكراهية في اتباعهم كي يكونوا على استعداد تام لتنفيذ مشروع الهدم البنيوي من اجل بقاء الحكم السلطوي الوهابي .

واليوم كل الدلائل والقرائن تتحدث عن الدور الخطير التي تلعبه الدولة الوهابية في نشر التطرف وعدم الاستقرار في المنطقة ولعل التقرير الذي نشرته اخيرا صحفية نيويورك تايمز حول الدور السعودي الوهابي في زعزعة امن العراق وارسال الارهابيين السعوديين عبر حدود الدولة الوهابية الى العراق يكشف تطورا مهما وعميقا في التوجه العالمي تجاه الدور السلبي والخطير الذي تقوم به الدولة الوهابية تزامنا مع التصعيد الاعلامي والاحتجاجي الذي يقوم به عرقيوا المهجر من خلال المسيرات والمظاهرات العارمة امام سفارات التكفيريين الوهابيين في مختلف بلدان العالم .

تقول مصادر صحفية نقلا عن ابرز الصحف الامريكية والبريطانية ان ادارة بوش تعيش صحوة هادئة ولكن حقيقية باتجاه فهم دقيق لسياسة الخداع التي تمارسها الدولة الوهابية واستغلالها لمنظومة العلاقات والبروتكولات الديبلوماسية لنشر الفوضى والتطرف والكراهية ولزعزعة استقرار دول عديدة في العالم ومن هنا ايضا رفعت الصحف البريطانية وكذلك الامريكية وعلى رأسها الغارديان ونيويورك تايمز تقارير مهمة ولاول مرة عن الدور السعودي الرسمي في ارسال الارهابيين الى العراق وتمويل الميليشيات الارهابية بالمال الكثير لزعزعة استقرار العراق وكتبت بوضوح عن اجندة رياض الخفية لاسقاط الحكومة المنتخبة في العراق .

ثمة تقارير اخرى تتحدث عن ان النظام الوهابي ينطلق في كراهيته لشعوب العالم بخلفية مذهبية متطرفة وحتى النقرير الذي تحدثت فيه صحيفة نيويورك تايمز حول محاولات النظام الوهابي لاسقاط المالكي وكراهيته له وعدم الاعتراف بشرعيته لم يتطرق الى الدافع الحقيقي لمثل تلك الكراهية والذي له صلة وثيقة باالعقيدة التكفيرية للنظام الوهابي وهو ما كشفه حقيقة احد الكتاب المرموقين في معرض حديثه عن دور ذلك النظام في تدمير الحكومة الشرعية في العراق واصفا المسعى الوهابي بانه طائفي وينطلق من عقيدة ثابتة لدي الوهابيين بانهم يرفضون ان يكون الحاكم العراقي شيعيا مستدلا بحديث لاحد اصدقاء الملك الوهابي فيصل عندما سأله الاخير عن مذهب "عبد الكريم قاسم هل "رافضي " ـ اي شيعي ـ ام من "اهل السنة والجماعة" ولما علم بانه غير "رافضي قال "اذن فلنتعامل معه"! هذا الامر ينطبق اليوم على الموقف الرسمي للملك الحالي الذي يرفض لحد هذه اللحظة الاعتراف بحكومة المالكي وقد رفض في وقت سابق استقباله ويسعى بكل الوسائل والطرق تشويه سمعته وحتى اللجوء الى الوثائق المزورة لالصاق تهمة العمالة بالسيد المالكي وفقا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز وكذلك الغارديان .

وقد ذهبت صحف مهمة اخرى غير تلك الصحف الى ابعد من تلك التقارير عندما اتهمت "جورنال استريت" اهم مصرف تجاري في الدولة الوهابية وهو مصرف "الراجحي" بدعم الارهاب وتقديم التسهيلات المالية لجماعات العنف والارهاب تحت عناوين "المساعدات الخيرية" والتي تذهب في معظمها الى التنظيمات المتطرفة الوهابية السلفية وتمول بها عجلة الارهاب في العالم وخاصة في العراق ويعتبر المصرف المذكور في نظر الصحيفة ووفقا لمصادر استخباراتية امريكية اهم مصادر التمويل للاارهابيين والمعروف ان مصرف الراجحي لديه اكثر من 500 فرع في مملكة ال سعود كاكبر مصرف من حيث الحجم والسيولة المالية التي يملكها ‘ ويرى العديد من المراقبين ان الدولة الوهابية تستغل ثروة البلاد الهائلة والضخمة والناتجة عن بيع النفط كاكبر منتج له لتثبيت سلطتها وهو ما يمكنها من لعب اكبر دور في عملية تمويل الارهاب وتنفيذ الاجندة الخاصة بها والمتعارضة مع شرعة حقوق الانسان .

من هنا فان الحلول المطروحة للتخلص من اخطر واكبر دولة مارس حلفاءها واتباعها الارهاب ونشر افكار الحقد والكراهية والتكفير في العالم لا تتمثل في مجاملة تلك الدولة ووضع الاعتبارات المختلفة لموقعها "الديني" او حتى السياسي في المنطقة بل في التصدي لها ووضع نهاية لدورها السياسي وكذلك الديني الارهابي وهو لا يتأتى عبر الغزو الخارجي ولا با التهديد والوعيد بل من خلال تفعيل دور المعارضة الداخلية وتقديم الدعم الكامل لها على كل الاصعدة وقد ثبت تاريخيا ان وحدة "الدولة الوهابية" كانت عنوانا سياسيا جوهره عقائدي راديكالي يحمل الكثير من المخاطر على دول الجوار والعالم واستقراره وان تلك الوحدة غدت مدخلا لنشر التطرف والعنف والارهاب في المنطقة وهو ما دفع بعدد من الخبراء في الشؤون الاستراتيجية الى التفكير مليا حول جدوى استمرار الدولة الوهابية كنظام موحد واثاروا عددا من التسائلات حول هذا الامر وقد جاءت فكرة التقسيم كأحد الحلول الرئيسية المساعدة على تجفيف مصادر الارهاب وقبره في موطنه ولعل بروز الاتجاهات المناطقية في الجزيرة العربية الداعية الى اقامة كيانها المستقل يعتبر مؤشر جيد وايجابي باتجاه ازالة الدولة الوهابية اللقيطة والتخلص نهائيا من احد ابرز واهم مصانع التفريخ للارهاب .

وقد لفت انتباه الكثيرين وخاصة المراقبين السياسيين بروز خطاب مناطقي عبرت عنه عناوين اعلامية تحمل بعدا مهما من حيث الرغبة العارمة في اقامة كياناته على خارطة ما يسمى "المملكة" ولعل اهمها هي "دولة الحجاز" وهي تضم المناطق الغربية وشمالها كمكة والمدنية وتبوك و"دولة العسير ونجران" المحاذية ليمن و"دول نجد" وسط تلك "المملكة" واخيرا دولة "الاحساء والقطيف" شرقها تلك الكيانات تجد لها اليوم صدى وسط الشعوب داخل الجزيرة العربية وهي بحاجة الى تفعيل لمشاريعها الاستقلالية وهو ما يمكن تحقيقه من خلال الامور التالية :

اولا: دعم التحرك الشعبي عبر ايصال المساعدات المالية للفعاليات النشطة التي تسعى نحو الاستقلال .

ثانيا: المعروف ان الدولة الوهابية قامت على العنف والقتل وهي مستمرة في النهج ذاته من اجل البقاء كما انها تغذي الارهاب وعمليات العنف والفتن في المنطقة من اجل الهدف نفسه ومن الصعوبة بمكان مواجهة دولة ذات قدرات مالية وتسليحية هائلة فقط ببضعة منشورات اعلامية وهو ما يطرح جديا مشروع العمل المسلح ودعمه دوليا واقليميا خاصة من قبل الدول اللاعبة الرئيسية كامريكا وحليفتها في العراق‘ وهما ابرز المتضررين من الارهاب الوهابي‘ واستغلال طول الحدود بين الطرفين لمد خطوط الامداد والتواصل مع المعارضة في داخل اراضي الجزيرة العربية .

ثالثا :دعوة لعقد مؤتمر كبير للمعارضة "السعودية" بكافة اطيافها وطوائفها لوضع برنامج سياسي متكامل من اجل اقامة البدائل للدولة الوهابية .

رابعا: تحريك الشارع شعبيا من خلال المظاهرات والاحتجاجات ونشر الخطب المحرضة على العصيان الشعبي وطرد المحتلين الوهابيين .

خامسا: التحرك سياسيا على الصعيد الدولي واقامة منظومة علاقات استراتيجية مع القوى الدولية وخاصة امريكا وبريطانيا ومطالبتها بضرورة الوقوف في صف مشاريع الاستقلال ووقف الدعم العسكري والفني للدولة الوهابية .

ويرى المراقبون ان مشروع التقسيم سوف يجرد الارهاب الوهابي من احد دعاماته الرئيسية وهي الثروة النفطية وذلك من خلال فصل تلك المنطقة والحاقها بالدولة المنشودة "الاحساء والقطيف" او الشرقية وتسليمها ادارة الامور النفطية ووضع قانون خاص بالنفط يكون مشابها بقانون النفط العراقي الجديد الذي وافقت عليه مؤخرا الحكومة العراقية وقدمته للبرلمان لاقراره .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سلام شهربان
2007-07-30
طبعا تقسيم نجد والحجاز واسقاط النظام الملكي هو شيء غير بعيد وخاصتا اذا انتهى عمر النفط .وحصر المذهب الوهابي في منطقه محدده ليسهل القظاء عليهم لأن الأرهاب في في كل العالم هو من افكار الوهابيه وفتاوي ابن تيميه ومحمد عبد الوهاب لعنت الله عليهم وعلى من والاهم والا لايمكن للغرب ان يستقر وينعم بالامن والوهابيه يتغلغلون اليه من كل مكان وباسناد مالي سعودي
hadi
2007-07-29
dear ased,the problem here should be sold be get the independency of mekka and almadenah from their kingdom
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك