المقالات

درس من الرياضة في السياسة

1705 18:40:00 2007-07-15

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

لم يكن الفوز الكبير الذي حققه المنتخب الوطني العراقي على المنتخب الاسترالي المرشح القوي لخطف البطولة الاسيوية بنسختها الرابعة عشرة بالحدث الرياضي المجرد من محتوياته وحيثياته السياسية والاجتماعية والإعلامية، بل لو كان الأمر كذلك فبالتأكيد فان العراق سيكون عاجزاً ليس عن المشاركة في بطولات قارية كهذه وانما عن تشكيل فريق يحمل اسم وراية هذا البلد الغريب في قوته واصرار أبنائه وشرائحه الاجتماعية المتعددة.لقد لاحظ العالم الدس الاعلامي الكبير الذي راح يُجري محاولات اسقاطية وهمية على هذا الفريق وكيف اراد ان يظهر فريقنا على انه عبارة عن خليط غير متجانس يعاني من التشظيات والانقسامات والاسقاطات التي تزدحم بها الساحة السياسية العراقية حسب وصفهم، وقد امتد هذا السيناريو الى الحدود التي اوجد فيها ذلك الاعلام انقسامات طائفية وعرقية بين لاعبينا الذين ضربوا اروع الامثلة ليس بقدراتهم الفنية فحسب انما في الظهور بالروح العراقية الواحدة التي تسكن الجسد العراقي الشيعي السني الكردي التركماني الاسلامي المسيحي الواحد.

وقد جاءت المباراة بعفويتها الأكيدة لتوفر على خطابنا الاعلامي والسياسي مشقة الدخول في مواجهة لا نعتقد بصحتها وليس لدينا الوقت الزائد لمنعه اياها، فالأداء الوطني ولن اقول البطولي لفريقنا وإصراره على الظهور امام العالم بصورة الكتلة الوطنية الواحدة التي لا هم لها غير العراق قد منح فريقنا شرف تمثيل بلاده في المحافل الدولية، بل ان ربما انه شكل بتلكَ الوجوه ذات التعددية العرقية والمذهبية برلماناً عراقياً حقيقياً لا يوازيه أي برلمان اخر، اظهرَ ليس فقط انماطاً من انماط وحدتنا الوطنية بل وانماطا اخرى من التحدي والاصرار المكمل للارادة العراقية التي لن تقبل بغير التغيير الجذري لكل الانماط السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية التي ظلت جاثمة على صدور العراقيين منذ اكثر من ثمانين عاماً.

العراقي في بانكوك ان كان هوار او يونس او نور او قصي هو نفسه العراقي في بغداد الذي يخوض التجربة العراقية الجديدة والاثنان معاً، هما كل العراق ابتداء من دهوك واربيل والسليمانية مروراً بالموصل والرمادي وتكريت عبوراً الى ديالى وكركوك وبغداد وامتداداً مع بابل والديوانية والسماوة والناصرية والبصرة واستكمالاً مع النجف وكربلاء وواسط وميسان وانتهاء بكل مدينة وقصبة وقرية ومحلة وزقاق وشارع عراقي.

هذه المسيرة العراقية التي انطلقت في التاسع من نيسان عام 2003 ستبقى الحد الفاصل بين زمنين: زمن ولى الى غير رجعة، واخر حاضر وقادم حضور التاريخ العراقي الذي يزداد شموخاً كلما يغادر محطة من محطاته الألفية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك