المقالات

لمحات اجتماعية ـ الشبوط والشابندر وحديث الزعامة

1890 20:45:00 2007-07-14

( بقلم : باسم العوادي )

طالعت باهتمام بالغ مقالين مهمين لاستاذي العزيزين محمد عبد الجبار الشبوط وغالب الشابندر حول شخصية الزعيم المفترضة التي يمكن ان تقود العراق و تحلحل الوضع العراقي والمقالان منشوران على صدر موقع الملف في قسم حوار ساخن

الاستاذ الشبوط يؤكد عدم وجود زعامة في الوقت الحالي باعتبار انه لايوجد استطلاعات محايدة يمكن من خلالها تثبت اسم زعيم عراقي من خلال حصوله على غالبية الأصوات وأكد على عدم وجود حتى زعيم موحد في داخل المذهب الواحد او القومية الواحدة وان العراقيين يبحثون عن حلول وليس عن زعامات ، وانكر وجود الزعيم الوطني في الوقت الحالي وبالمحصلة فهو يعتبر ان من يقدم حلا فسيكون زعيما لكنه للأسف لم يحدد نوعية الحل هل هو الحل السياسي ام الاقتصادي ام الاجتماعي ام الحل الطائفي ويبقى السؤال من يستطيع ان يقدم حلا كاملا وشاملا وجامعا ومانعا للوضع العراقي الحالي انا اعقتد ان الاستاذ الشبوط يبحث عن زعيم اشبه بسوبرمان او سابيدر مان او بات مان حيث يـأتي كل واحد من هؤلاء لينقذ امريكا او احد ولاياتها من خطر داهم حسب افلام هوليود وبما ان هناك فارق بين الافلام والواقع وعليه لايوجد في العالم كله شيء يسمى زعيم يملك حلا لان الانبياء لم يستطيعوا ان يحلوا المشلكة فكيف بالبشر ؟؟؟!!!

الاستاذ الشابندر ايضا وضع شروط وصفات للزعيم الذي يجب ان يكون متخرجا من مدرسة الواقع ، الشعب ، الأزمة ، الأمة ، وانه الزعيم الجماعة وليس الفرد الزعيم الذي يحيط نفسه بأهل الفكر والثقافة والعلم والابداع وانه الزعيم المثقف والزعيم الموضوعي والزعيم الجامع للكل وليس للجزء سواء المذهب او القومية.وعندما حاولت ان اطبق الموصفات اعلاه التي سطرها الشابندر لم استطع تطبيقها حتى على علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يعتبر بعرفنا الشيعي هو القمة طبعا بعد الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكن الرسول دائما يستثنى نظرا لميزة النبوة التي حباه الله تبارك وتعالى بها . كذلك الشابندر قدم اصل وجود الزعيم على اصل وجود الحل فقال الزعيم ثم الحل وانا أؤيد هذا الرأي والاستاذ الشبوط أكد ان اعطني حالا اعطيك زعيما بل اعطني حلا ولا اريد زعيما كما فهمت من تلميحه .

وردا على المقالين اريد ان اثبت راي آخر بخصوص قضية الحل والزعيم لعله متعلق بجذور الواقع الاجتماعي العراقي وهو ان الأمة العراقية امة ولود زاخرة بالقيادات لكنها لم تنتج زعيما وهناك فارق كبير بين ان تكون الأمة ولودة ولكنها غير منتجه للزعامة ، ودعوني اتحدث هنا عن التاريخ العراقي الحديث ابتداء من تأسيس المملكة العراقية وانتهاء باليوم الحالي ، فمن هو الزعيم الذي حصل على قبول ورضا واستحسان الشعب العراقي عامة وبالخصوص اثناء حياته ، ومن هو الزعيم الذي سانده الشعب العراقي ووقف الى جنبة في السراء والضراء وحين البأس الى حين ايصاله الى مرتبة الزعامة الخالدة في السياسية او في الثقافة او في الأدب او الفنون او الرياضة او غيرها ، والسؤال الجوهري هو من هو الزعيم الذي انتجته الأمة العراقية ؟؟؟

معروف لدينا نحن العراقيين اننا نتذكر الزعامة ونبلورها ونبدأ باعادة صياغتها وانتاجها بعد الموت حيث تبدأ مرحلة الزعامة للافراد والاشخاص في العرف العراقي بعد طمرهم بالتراب آنذاك تدبج بهم اعظم المقلات وتبدأ قصائد المدح والرثاء تنهال عليهم وتظهر الكثير من حسناتهم التي كانت في ايام حياتهم سيئات ينالون من اجلها ابشع انواع القذف والسب والشتائم فلم يكن محمد باقر الصدر زعيما حتى قتل ولم يكن محمد باقر الحكيم زعيما حتى قطع ولم يكن عبد الكريم قاسم زعيما حتى اغتيل ولم يكن نوري السعيد زعيما حتى سحل ولم يكن الجواهري زعيما ادبيا حتى رفعته المهاجر ولم يكن الوردي زعيما اجتماعيا حتى مات وهو يقاسي الذل والهوان ،فمن هو الزعيم الذي خلقناه ودعمناه ووقفنا معه في الظروف العادية لكي نكتب عن الزعيم في الظروف الصعبة حاليا ، نعم العقلية العراقية بالخصوص الشيعية منها عقلية صعبة ومعقدة في مسألة النظر للزعامة ، فالعقل الفردي الشيعي يحاول ان يطبق ما يسمعه من الخطاب الحسيني وما يقرأة عن عظمة علي بن ابي طالب عليه السلام وعن مميزات أهل بيت النبوة عليهم السلام وخلص اصحابهم من معجزات وكرامات ومآثر على الزعيم الذي يراد له ان يكون زعيما وهنا تبدأ المشكلة لانه لايوجد من في الكون وليس في العراق من يمتلك جزء من مواصفات علي و الحسين عليهما السلام لكي يوجد في العراق من يكون مثلهم او جزءا منهم وعليه تسقط الزعامة لدى شيعة العراق بعد فترة عندما يريد شيعة العراق ان يكون زعيمهم نسخة طبق الأصل او مطبقا لكي ما سمعوة او قرأوه او يتوقعوه عن علي ابن ابي طالب وبما ان الزعيم انسان يختلف عنا انه يتقدم للقيادة السياسية او الاجتماعية او الثقافية وهذا يعني انه يخطى ويصب يأكل ويشرب ويتفاعل قد يغضب ويسب ويشتم وقد يعفو ويصفح ويتنازل ويكرم وقد يبخل ويزجر وهذا لايجوز في العرف العراقي عموما مع اختلاف بسيط مع السنة العراقيين الذي بصورة غالبة وقفوا مع اغلب القيادات التي حكمت العراق باعتبارها منهم وبهم بذلك يتقدمون على الشخصية الشيعة بهذه الخصلة.

الذي يريد ان يكون زعيما في العراق بحسب نظرة الشبوط والشابندر هو الذي يرضي الشيعة السنة والاكراد والتركمان والصابئة والمسيح ويرضي امريكا وبريطانيا والاتحاد الأوربي والصين وروسيا ويرضي السعودية ودول الخليج ومصر والمغرب العربي ويرضى القاعدة وجماعات التكفير والجماعات المسلحة و المليشيات والاعلام والفضائيات ويرضي العامة والخاصة ويقدم الحل فيكون زعيما وعكسه فلا زعيم و الحال ان الله تبارك وتعالى لم يرض هؤلاء فكيف الزعيم.

المشكلة يا استاذي الكريمين الشبوط والشابندر ان الزعيم لايخلق نفسه بنفسه ولكن الجماهير تخلقه وتقف الى جنبة واذا كانت استطلاعات الراي لم تسند او تأيد اي زعيم عراقي حالي فأنها لم تخلق ولم تسند ولم تأيد اي زعيم قبله على الاطلاق لأن المشكلة متجذرة ومرتبطة بالثقافة والوعي قد يكون هذا الكلام قاسيا لكن هذه حقائق اجتماعية قد ينكرها البعض ولكنها اوضح من ان يعلق عليها بالنكران ، ان لم نخلق زعامة فليس لان الزعامة غير موجودة او ان الجماهير تريد حلا قبل الزعامة بل لان المشلكة اننا لانملك قابلية خلق الزعيم ان لم نكن متفننين في تفتيت قوة الزعيم ان كان موجودا وهو ما يحصل اليوم في العراق وبالخصوص داخل اطار الوضع الشيعي العام ،

لقد وقف الايرانيون مع الخميني رحمه الله حتى النفس الآخير لدرجة كانوا يلقون بانفسهم على حقول اللغام لكي يفتحوا ثغرة في الحرب العراقية الأيرانية وقد خلقت الأمة الايرانية عشرات الزعامات لانها تمتلك خاصية خلق الزعيم وتأييده بل احيانا يبالغ الايرانيون في صفات زعيمهم لدرجة قريبة من العصمة وقد خلق الاتراك من اتاتورك زعيما خالدا وخلق المصريون من جمال عبد الناصر زعيما مخلدا وخلق الاكراد من مصطفى البارزاني زعيما عملاقا وخلق الهنود من غاندي زعيما كونيا وخلق الروس من ستالين زعيما بطوليا وخلق الباكتسانيون من محمد علي جناح زعميا محررا وخلق الافارقة من مانديلا زعيما اسطوريا وخلق الامريكيون جورج واشنطن والبريطانيون تشرشل والشيوعيون جيفارا والحال ان عندنا في الوسط الشيعي والعراقي الآن من يضاهي هؤلاء سابقا والآن لكن لم تكن لدينا اليد الطولى ولا النفس الطويل لنخلق من احدهم زعيما او رمزا والقضية متعلقة بالمقتضى والمانع الاجتماعي.

الأمة العراقية في الوقت الحالي فيها الكثير من الزعماء وبالخصوص في الائتلاف طبعا هذا مع التأكيد على ان نتعامل معهم كبشر في الصفات و الافعال لكن اذا اردنا ان نبحث في زوايا متبنياتنا اللاشعورية ونطبق مفاهيم معصومية ونظرية شمولية وشبة مستحيلة ونحاول ان نقيس عليها طول وعرض الزعيم فسوف لن نحصل على زعيم الآن ومستقبلا مثلما لم نحصل على زعيم سابقا ، والزعيم لا يمكن ان يكون زعيما مالم يقف معه الشبوط والشابندر والعوادي وجميع الواعين لانتاجه ونصحه ونقده والوقوف خلفه وغظ النظر احيانا كثيره عن اخطائه لكي يمتلك الثقة بنفسه ويتحول الى زعيم ، أما الأمة التي تحاسب الزعيم على النفس والنظرة والكلمة وتريده معصوما من الخطأ والزلل والعثرة وهو ما تفعله الأمة العراقية مطلقا والطبقة المثقفة العراقية خصوصا فهذه الامة وهذه الطبقة لن تتمكن من ان تخلق زعيما على الاطلاق ودليلي الثمانون سنة الماضية فأتوني بدليلكم .

باسم العوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ماجد السراي
2007-07-14
السلام عليكم لقد احسنت كثيرا وانا أضيف ان هولاء لو كان لهم منصب في الحكومة الحالية لما كان هذا رايهم ولو كانو يعيشون المأساة التي يعانيها الشعب وعندهم ذرة من الغيره لما تكلموا هكذا
عباس لطيف الادريسي
2007-07-14
انا اشد على يديك واقول انك اصبت كبد الحقيقة نعم ان العراق بلد الرجالات والزعامة والتاريخ العراقي زاخر بالكثير من القادة في جميع المجالات السياسيه والاجتماعية والثقا فيه والعسكريه ولكن من هو الذي يخلق الزعيم الشعب ام الظروف والتجربه والموهبه اكيد ان اي شخص في العالم لايمكن ان يرضى عنه جميع الناس فرضا الناس غاية لاتدرك نعم القادةفي العراق موجودون فماذا نريدنحن من القادة وبين اظهرنا سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني والسيد الحكيم والمالكي والطلباني والكثير من القادة في جميع المجالات المهمه
عماد العوادي
2007-07-14
احسنت اخي باسم العوادي لقد وضعت يدك على الجرح. فالزعيم يصنعه الشعب الشعب الواعي المثقف المحصن من كل الأختراقات الذي يطيع ويصبر حتى تنمو وتزدهر هذه الزعامة وتأتي أكلها . حيث قال الأمام جعفر الصادق (ع) لارأي لمن لايطاع.
ابو البنين
2007-07-13
سيدي الجليل لست بناقد ولابمحلل سياسي ولاحتى بمطلع على خفايا مايدور ماوراء كواليس السياسة وهو لايعد ولا يحصى تجاه ماينشر الا انه ما كتبه ويكتبه الاساتذة الفاضلين الشابندر والشبوط نابع من وطنية عراقية وحرص لايقل عما يحمله رئيس الوزراء المحترم ان لم يكن اكبر وما طلبهم بمواصفات الزعيم التي تدعي انها لاتوجد الا بالانبياء انما هو الطموح الذي لابد ان يعمل عليه كل من ارتقى المسؤلية الرئاسية واول ماتبدأ بالحاشية ولاأظن ان السيد المالكي قد وفق بها اضافة الى تشكيلة الحكومة الغير موفقة وماذا بعد ذالك ياسيدي
سلام السعيدي/بغداد / مدينة الصدر
2007-07-13
احسنت اخي الكريم العوادي في تحليلك المنطقي وسبرك غور الواقع الاجتماعي العراقي حول الزعامه وحقيقة كان ولازال لدينا من الزعماء الافذاذ كالملك الحازم فيصل الاول ونوري باشا السعيد والزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم والامام الشهيد محمد باقر الصدر والملا مصطفى البرزاني وقائد جهاد الشعب شهيد المحراب والعراق الامام الحكيم والان الامام السيستاني و السيد عبد العزيز الحكيم والاستاذ المالكي ومام جلال والاستاذ البرزاني فهل حقا ليس لدينا زعماء مع وجود كل هذي القامات الباسقه !!!!ودمت اخي العوادي موفقا ومسددا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك