المقالات

سكة البرلماني

1753 23:10:00 2007-07-12

ونحن نعيش في عالم متحضر صار فيه الاعلام مصدراً أساسياً لبث المعلومات والاخبار والترويج لافكار ومفاهيم مستحدثة والقاء الضوء على المعتقدات وبلدان من خلال فضايات تبث لكل انحاء العالم مختلف البرامج من مسلسلات ومنوعات وتقارير وأخبار وما الى ذلك في تنافس غدا في تطور مذهل ،ومن ضمن هذا الكم الهائل والمزيج المختلف المكونات بين سيء طاغ وجيد قليل نجد تميزاً واضحا لبعض الخطوط والتي للاسف الشديد لا اجد للخط العراقي شيئاً يذكر منها والكلام بشكل محدد يدور حول المسلسلات التلفازية والتي تجمع مجتمعاً وافكار ومعتقدات وهموم ومشاكل اجتماعية في حلقات تطرحها محاولة معالجتها وهي على اقل تقدير تكسبنا معرفة للشخوص المطروحة وكم من مرة شبهناها وتصرفتها بشخصيات ضمن حياتنا اليومية ولنستفيد منها في واقعنا وهذا غاية النجاح بالنسبة للمجموعة التي تقدم هكذا عمل يخدم المجتمع العربي بشكل عام .

ومن الشخصيات العربية التي اجدها قد ابدعت في السنين الاخيرة هو الدكتور يحيى الفخراني والذي ترك الطب لايمانه بأن رسالته ستصل لمساحة اكبر ان كان ممثلاً والذي له تعاون مشترك مع الكاتب جلال عبد القوي الذي يتميز بخط واضح في اغلب كتاباته وهو خط العدل الالهي وخط الحق الذي لابد ان يظهره الكاتب في نهاية اغلب مسلسلاته ويرينا نهاية كل شخصية بحسب اعمالها وبشكل واقعي فهو يقدم الانسان انساناً بأخطائه ومحاسنه بأطار جميل واسلوب رائع جدا ومميز في الحوار ، ومن ضمن المسلسلات التي بـُثت في السنين الاخيرة (الليل وأخره) و( المرسى والبحار) وسكة الهلالي والتي لست متاكدة ان كانت للكاتب ذاته ام لغيره الا انها للممثل يحيى الفخراني .

ولما كانت الانتاجات رائعة كان للمتلقي حق المتابعة فما ان اعرف ان المسلسل من بطولة هذا الشخص أو انها للكاتب المذكور حتى اجد متنفساً من الوقت لمتابعتها لمعرفتي المسبقة من كم المفردات الراقية التي سيتداولها الممثلون في الحوار ناهيك عن الاداء المميز والافكار الجيدة المطروحة من الكاتب وفي حالة التقاء الشخصين فاعلم ان شيئا مميز سيبث ضمن سيل من التفاهات .

وما مسلسل سكة الهلالي الا مثال بسيط نسلط الضوء عليه هذا المسلسل تم بثه في رمضان هذا الشهر الكريم الذي يجتهد فيه ابليس والناس لشد المؤمن عن درب الله عن طريق بث كم هائل وخرافي من البرامج بحجة انه شهر كريم حتى في الانتاج !!! الا القلة القليلة من النوادر الرصينة والتي تجدها اغلب الاحيان في القنوات الدينية وان كنا نجد ان لبعض المسلسلات افكار هادفة الا ان السلبيات موجودة غير اننا نتجاوزها لوجود كم معرفي وفكري فيها على امل تجاوز التأثر بالسلبي منها والذي يظهر من اجل تحقيق المصداقية فالمسلسل تعبير عن واقع عربي غاب فيه الخط الديني مع فائق الاسف ، وبالرجوع الى المسلسل المذكور نجده يسلط الضوء على استاذ جامعي راقي ومحبوب وصاحب اسرة محترمة ولديه شعبية كبيرة بين الشباب استحصلها من برنامج تلفازي له بأسم الطريق الوحيد وقد قرر هذا الاستاذ ان يتقدم لمجلس الشعب وهنا تبدأ الاحداث .

هذا الرجل انقلبت حياته رأساً على عقب بمجرد تصديه للسياسة فلقد بدأ التنافس اللاشريف بين المنتخبين من الاصطياد في الماء العكر وتقليب صفحات الماضي وتشكيك الانسان حتى بنفسه وزرع الشك باقرب المقربين منه عائلته واصدقاءه ولمن تابع الاحداث رأى كم الاهوال التي المت بهذا الاستاذ الذي خسر كل شيء نتيجة محاربته وليخسر نفسه نتيجة التشتت والصدمات وليجد نفسه متورطاً ومرتشياً في احداث لم اركز عليها كون الانقطاعات في التيار الكهربائي منعي من التواصل بعمق معها ! وليسجن الرجل في نهاية الامر وليرجع الى صوابه وينتظر ساعة خروجه ليبدأ من جديد .

ومن الجدير بالذكر ان توقيت المسلسل جاء بنسق مع احداث العراق الجديد من حيث التصدي للعملية السياسية لشخصيات تمثل خطوط متقاطعة اكثر من كونها متكاملة وبالتالي تولد نزاعات عنيفة تؤدي بالفرد السياسي الى استهلاك كم كبير من وقته في تحصين نفسه والدفاع عنها وحماية حياته ودراسة المقابل وعدم الغفلة والقلق على ذويه والتحصن بالدبلوماسية العالية وهذا كله على حساب عمله الذي لا اتوقع ان يكون بالمستوى الذي نتمناه مع كل هذه الضغوط وان كانت هناك شخصيات وضع فيها الله من القدرة ما يقف الانسان اجلالاً له الا اننا نتكلم بشكل عام وهناك جانب مظلم لمن يحفر ماضي الاخرين ويزور حقائق ويظهر اخرى لا تمت بصلة للعملية السياسية بقدر ماهي شخصية وينافق ويبتسم ويطعن بالظهر ويخرب عملية هو جزء فيها !!!

واجد ثلاث نقاط مهمة جدا استنتجتها بعد متابعة هذا المسلسل ، النقطة الاولى ان الضغوط ممكن ان تاتي بسلبيات جسام على الشخصيات المميزة في البرلمان بعملها الرصين فالتشكيك المركز ربما يدفع هذا الشخص للوقوع في الخطأ والتعثر لشدة تسليط الاضواء عليه ليس هذا فحسب فما ان يهفو هفوة وليس خطأ حتى يظهره الاعلام كانه وحش كاسر وان كان لابد من الاشارة للخطأ وهذا عين الديمقراطية لكنني ابحث في محور اقلام قاسية والسن جارحة لا تتناسب وقيمة الحدث ذاته بل انها تستغل هذا الامر للتهويل وتعكس في نفس المقابل الماً اكاد اجزم انه يفقده الكثير من الاقدام والشجاعة مستقبلاً ليقف بصف طويل من المتفرجين وهم في قلب العملية السياسية كرد فعل منه .

أما النقطة الثانية والتي لاجلها اخترت اسم المقالة واشرت لاكثر من مرة على البرلمانين رغم ان العملية السياسية تشمل الحكومة والبرلمان وكافة الشعب وانما تعمدت ذلك لان البرلماني هو ممثل الشعب فكل برلماني يمثل كذا الف من المواطنين الذين انتخبوه ولما كنت مواطنة اخطأ وأصيب أقسو وأجفو وأظلم وأنصر وأعتذر وأندم وأدور في حلقة من الصواب والخطأ وصولاً الى خط يكون فيه الصواب ورضا الله اكبر من كم الاخطاء غير انني لا يمكن ان اجعلها صفراً مطلقا لكوني ببساطة بشر ومن هذا المنطلق لابد ان ارى من يمثلني بالبرلمان من كونه بشر وليس ملاك وان كان هذا البشر قد اخترته ليمثلني كونه مميز بدين وعلم وثقافة تجعل من ايجابياته بنسبة تحقق لي الامان في تمثيلي غير انه من الخطأ ان اجعل منه معصوماً لا يخطأ وبالتالي فاني أما ان اجعل منه طاغية من صنع يدي أو انني لن اتفهم هفوة أو خطا لربما يصدر منه ليغيب نجمه ونخسره كلياً وهذا قمة الظلم والكلام طبعا عن الثقاة منهم اما الجانب المظلم فحدث ولا حرج من كونهم مضرين يمثلون مضرين اخرين انتخبوهم واساءوا الاختيار ليضروا بالبلد باجمعه لكنهم عندما يحاولون ترتيب الصفوف لابد من فرصة نمنحها لهم وان كانت على حذر غير ان التفهم لكل الاطراف مطلوب والادبية في التعامل مع الخطأ مطلوب ايضاً .

وبالانتقالة للنقطة الثالثة والمهمة اجد الاعلام العراقي فاشل جدا فكل هذه الاحداث والمشاكل الاجتماعية ولا تجد مسلسلاً واحد يمثل هذا الواقع ويطرحه ويجد له حلول باسلوب راقي فيما خلا بعض المسلسلات التي تعتمد الطرح فقط للهموم لتزيد الطين بلة كما يقال من قنوات ليس لها شغل شاغل سوى النحيب على الوطن ويداها تذبح المواطن العراقي اما قتلاً او بهذه المسلسلات امثال ال 18 التي لم اشاهد منها سوى حلقة واحدة لتشمئز نفسي من الطرح واسلوب الحوار المتردي ناهيك عن مسلسل اخر يتكلم عن خطف طالبات والذي يبدأ وينتهي بالصراخ فقط الذي اسمعه من بيت الجيران وعندما اسائلهم يقولون انهم يتابعون مسلسل عراقي !!!!!! وطبعا تشرفت الشرقية ببث المسلسلان الرديئان وحتى مسلسل حب وحرب وان لم اشاهد منه سوى بعض الحلقات فضولا مني بعد ان التفت الى كم المتكلمين عن المسلسل الا انني لم اجد فيه سوى كوميدية لطيفة بعض الشيء ومواقف انسانية لمواطن ظهرت شخصيته على انه بائس ومغلوب على امره في تعمد لجعل الشاب العراقي على هذه الشاكلة بدل زرع روح التفائل والامل لديه وليس بهدف المطالبة بتزييف واقع مؤلم بقدر المطالبة بايجابية الطرح لهذا الواقع.

نتمنى ان نرى اعمالاً جيدة للعراقين المبدعين فليس هذا بالبعيد عنهم وان يبتعدوا عن التعامل مع من اثبت وبالدليل القاطع انه اعلام سلبي ومجرم ومضر مهما كانت المغريات ونتمنى من المسؤولين ايضاً ان يدعموا حركة جديدة في الاعلام حتى لا تجذب هكذا قنوات شخوص مفيدة في مجال الاعلام وفقنا الله لما فيه الخير لهذا الوطن الجريح واخر دعوانا ان يصبرنا الله ويقوينا على ما نحن فيه من محن افرزتها سلطة مجرمة حكمت لعقود ولنأمل بغد جديد مشرق نبنيه معاً بمحبة والفة وان نسير بطريق وحيد هو طريق الحق والحب والبناء في سكة هي سكة خير ووفاء .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متيٌم بحب العراق
2007-07-13
عفوا اختنا المهندسة بغداد الظاهر ان تعليقنا ازعج الاخ محسن الجابري فامتنع عن نشره ونتمنى من الاخ محسن ان يملي علينا ان نكتب مايريد فلربما ينشر التعليق ... عجبي .... بارك الله بكم اختنا الكريمة وموفقة ان شاء الله من الوكالة: ـــــــــــــ السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله عزيزي المتيم مسكين محسن الجابري فهو لم ير لك تعليقا حتى يتدخل بالمنع او ما شاكل، لو كنت رأيت لكم تعليقا لكان بالإمكان التحدث عنه سلبا او ايجابا، ولكن يا عزيزي لم يصلني منك أي تعليق، وعموما ضوابط النشر مشار إليها في مقال هوية الموقع نأمل مراجعته، وإلا فالوكالة هي للنشر وليس لمنع النشر... واسلم لأخيك محسن
بشرى امير الخزرجي
2007-07-13
اتفق معكي اختي العزيزة .. انه لشئ محزن ان نجد أعلامنا يسير في اتجاه واحد غالبآ الاتجاه السلبي التضخيمي لبعض هفوات البرلمانيين العراقيين ،او اخفاقات في الجانب الامني وما الى ذالك ، مع ان المراقب للساحة العراقية لايستشف من كل هذا التخبط سواء الامني او الاعلامي سوى نوع من قلة الخبرة والامسؤولية لدى القسم الاعظم من ممثلينا الكرام ، لم تكن هذه الصورة القائمة الان هدفنا او املنا يومآ ما فما نتمناه بالتأكيد غير الذي نعيشة وتتلمسوه انتم عن قرب قطعآ .
بنت العراق
2007-07-13
العجيب بأن اغلب العراقيين يتابعون قناة الشرقية احيانا فضولا واحيانا محبه وخاصة في مصر مع اني لا اجد منها الا قناة بعثية وتحرض على الطائفية ولكن مشكلتنا اصبحت اننا لا نفرق بين الحق والباطل وربما لان المأساة التي مررنا به او ربما الشعور بالاحباط بعد انتخاب حكومتنا المنتخبة ووجدنا انها اعتمدت المصالحة على الامان في بلدنا مع ان المفروض ان تأمن الامنوالامان لشعب عاش ظلما لسنوات طويلة وبعدها تقوم بالمصالحة .. لم يبق لنا الا ان ننتظر الفرج بظهور امام عادل يملآ الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا.
النجفي_مو مهندس_
2007-07-12
السلام عليكم اعتقد ان الخلل الاكبر في المتلقي و الدليل على ذلك كم المشاهدين الذين لا يعمل جهاز التلفزيون لديهم الا على قناة الشرقية و من لف لفها من قنوات البعث و اتمنى ان اكون مخطئا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك