المقالات

أزمة الكهرباء مسؤولية من؟!

717 16:43:00 2010-06-26

حسن الهاشمي

ألا يعلم المسؤول في الدولة العراقية الديمقراطية إن مسألة الكهرباء باتت اليوم تشكل عصب الحياة؟! وإنها الأولى في الخدمات ويجب أن تقدم على ما سواها، وإن صلحت صلح ما سواها وإن فسدت فسد ما سواها، لاسيما أن العراق بلد غني وبلد نفطي تفوق ميزانيته السنوية ميزانيات ومخصصات الكهرباء لدول جوار عديدة. والمسؤول نسمعه منذ عدة سنوات يبرر عدم تحسن وضع الكهرباء تارة بضرب أبراج الطاقة الكهربائية ومحطات الكهرباء من قبل الجماعات الإرهابية وتارة أخرى بنقص الوقود وتارة ثالثة بأعمال الصيانة .. ويبقى المواطن وسط هذه التبريرات المستمرة تزداد معاناته يوماً بعد يوم، وفي الواقع فان بقاء هذه المشكلة وعدم اكتراث المسؤولين بوضع حلّ لها وعدم اهتمامهم الكافي والمطلوب سيفقد الثقة بهم، وإن المعاناة في الجانب الكهربائي إذا ما استمرت على هذا المنوال ربما تتفاقم الأمور وتصل إلى ما لا تحمد عقباها. وإذا ما عزمت الحكومة على تقديم الأهم على المهم، وإذا ما كانت لديها همة ومصداقية في انجاز هذا الملف الشائك وطنيا أم استثماريا لكان بمقدورها ذلك، ولكننا وحسبما يقول الخبراء الاقتصاديون إن ما ينقصنا هو التخطيط السليم والبرنامج الواضح والقوانين المساندة للاستثمار وتشجيع الشركات الأجنبية على المجيء للعراق والمباشرة بنصب المحطات ولاسيما في المحافظات الآمنة، إضافة إلى حالات الفساد والروتين التي بحاجة إلى وقفة جادة من قبل المسؤول لمعالجتها والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه اللعب بمقدرات الشعب العراقي الصابر إرهابا أو تخريبا أو اختلاسا لا فرق في ذلك. ولترسيخ الثقة بين المسؤول والمواطن في النظام الديمقراطي الذي نعيش جميعا في كنفه المبارك، فإن وزارة الكهرباء مطالبة بالعمل الجاد لرفع معاناة المواطن جراء ما يعانيه من تردي خدمة الكهرباء، وبلغت معاناة المواطنين حداً لم يعد يطاق مع استمرار الوعود من المسؤول بتحسين خدمة الكهرباء من دون أن يجد الناس لها أي مصداقية وتحقق!! والمواطن قبل التحرك الجماهيري السلمي المكفول دستوريا كان يتم إعطاؤه في الحر اللاهب خمس ساعات قطع وساعة ونصف مقطعة تزويد، ولكن هذه الزيادة الطفيفة ترقيعية وجاءت على حساب بعض الدوائر والمصانع المهمة، والفرصة ما زالت سانحة حاليا لإزالة المعرقلات وانجاز ما يمكن انجازه في الفترة المقبلة، ولكننا بحاجة إلى همة مضاعفة وتضافر جميع الجهود للتغلب على هذه المشكلة.وكان الأولى بالحكومة المنتخبة إن لم تغط مخصصات الكهرباء احتياجات الشبكة الكهربائية المتهالكة بالرغم من ضخامتها، أن تهتم خلال السنوات المنصرمة بدعم الاستثمار وتهيئة الأرضية المناسبة لمشاريعه مثلما هو حاصل في إقليم كردستان، حيث أنه استطاع أن يوفر للمواطن الكردستاني 22 ساعة تزويد يوميا وأعلن المسؤولون هناك أن نهاية العام الحالي سوف يشهد التغلب على مشكلة أسمها الكهرباء في الإقليم نهائيا، ولو اتبعت الحكومة الاتحادية هذه السياسة في المحافظات الآمنة وهي كثيرة، لاستطاعت أن تتغلب على مشكلة الكهرباء وتوفير الطاقة للمواطن بمبالغ أقل بكثير من المبالغ المصروفة على مولدات الوزارات والدوائر والمناطق والبيوت وما يعقبها من ضجيج وصرفيات إزاء ما تحتاجه من الوقود والتصليح وما شابهها.بالرغم مما قيل فإن مشكلة الكهرباء تبقى معقدة ونحن نثمن الجهود المخلصة التي صبت في اتجاه إبرام العقود مع الشركات العالمية لنصب محطات ضخمة تغطي احتياجات العراق من الطاقة وإن كانت تجرى ببطأ، ولا ندري ما هو سبب ذلك هل إن ملف الكهرباء بيد دول كبرى أو تتأرجح بين تجاذبات سياسية بين الكتل، وإنها بالضد من إصلاحه مادامت لها أجندات ترغب بتنفيذها على يد المنقذ المدّخر الذي على يديه تنفرج الأزمة حتى يصبح بطلا وطنيا في أعين الناس ولو كان ذلك على حساب معاناة المواطن!!! وإذا كان كذلك ولتبرئة ساحة المسؤول المنتخب والوطني الشريف، عليه أن يعلن للملأ حقيقة ما يجري من ضغوطات في هذا الشأن، إلا إذا كان ذلك يؤثر على حياته!! فليستقيل إذن المسؤول المعني بالأزمة - طبعا - ولا يتحمل وزر أمر مهم كهذا ليس له فيه ناقة ولا جمل... وذلك أضعف الإيمان، وليفسح المجال أمام وطني آخر - وما أكثرهم في عراقنا الحبيب - قادرا على حفظ المكتسبات الديمقراطية وفي الوقت نفسه ملبيا لطموحات المواطن بتوفير الخدمات وعلى رأسها الكهرباء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك