المقالات

العوض على الله والمولدات الاهلية يا وحيد

993 21:30:00 2010-06-19

عباس المرياني

صيف لاهب وحزيران عاد بكل قسوته ليطرق الأبواب ومن بعده تموز وأب اللهاب ولن تنجلي غبرتهما الابعد المرور على الجسد العراقي البالي معهما الطبيعة بكل خبثها وكأنها نذر يبشر أهل بابل بالحريق.في جميع دول العالم (المتقدم والمتخلف) هناك التزامات متبادلة بين الدولة وشريكها والمواطن.. يحترم قوانينها وتحترم كلمتها وتمنحه سبل العيش والحياة بكرامة ...والعراق لازال استثناء رغم انف الزمن.تعلن حالة التأهب القصوى في دول العالم إذا وصلت درجة الحرارة حد معين وتستنفر كل الجهود والطاقات وتوضع المؤسسات الصحية والخدمية في حالة إنذار من الدرجة فوق البنفسجية وتعد برامج خاصة توجيهية وينصح كبار السن والصغار بالبقاء في المنازل وعدم التسكع في الشوارع مع ضرورة الإكثار من تناول السوائل والمرطبات الخالية من الكوليرا والتيفوئيد خشية أن تتسبب الحرارة في حالات لايحمد عقباها.أما في العراق فان الناس تهرب من بيوتها إلى الشوارع غير ابهة بكل المخاطر لان الآخرة قد انتقلت إلى دنيا العراق وفتحت جهنم أبوابها ولا فرق بين الاثنين طالما أن العذاب من جنس واحد. عشرات المليارات صرفت وأهدرت وسرقت ومثلها من اتفاقيات الربط الثنائي والثلاثي....والسباعي والأمبير لازال يعاني السهاد وعن قريب يرقد .سقطت ذريعة الإرهاب بعدما تم دحره.. ومن قبل كان عكازه تتو كأ عليها وزاراتنا في فشلها والاتهامات لازالت متبادلة بين وزارة الكهرباء من جهة ووزارة النفط من جهة أخرى .ووحيد هو المنتصر الوحيد لانه حافظ على رباطة جأشه في الصمود اما النقد والتجريح مستعينا بسماحة وجهه وخيبة مجلس النواب المنتهية ولايته في اداء دوره الرقابي. تصريحات رنانة ومؤتمرات صحفية وناطق إعلامي يطل عليك بعنتريات وفتوحات جوفاء ومشاريع استثمارية وطاقة إنتاجية كافية كاذبة تجعل صيف العراق ليل باريس الندي وتجعل شتاءه حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة ولكن ما أن يدرك شهريار الصباح حتى تسقط كل الأقنعة وتتهرأ المواقف والتصريحات أمام عذاب الأطفال وحسرة الشيوخ وقلق وخوف المرضى. سبع سنوات ونيف عمر التغيير.. اربعة منها انقضت معها حكومة السيد المالكي ووزيرها الهمام وحيد وهي فترة كافية من الزمن للقيام بالشيء الكثير والكبير لغرض رفع المعانات عن أبناء هذا البلد خاصة مع كل الدعم والصبر والتحمل لكن المشاريع والانجازات بقيت حبر على ورق مكتب الوزير وناطقه الاعلامي.لم يملك وزير الكهرباء شجاعة وعزة الرجال ويقدم استقالته ويعلل الاسباب الحقيقية الفعلية التي تعاني منها المنظومة الكهربائية في العراق ولم يكن مجلس النواب المنقضية ولايته بمستوى التحدي والاخلاص والشعور بالمسؤولية والخوف من الله بل كان مجلسا للحسابات السرية والمنافع الشخصية وتقاسم المغانم الحزبية وواحدة من هذه المأسي هو بقاء وحيد كوزير للكهرباء طوال تلك الفترة التي انقضت من عمر العراقيين باسوء ماتكون وهذا ليس هو المهم طالما ان البعض قد صفى حساباته مع الاخر ونعمة امبير المولد فيها عزاء للمغفلين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مسلم
2010-06-20
ان مقال الكاتب عباس المرياني يتصف بالحكمة ودراية كاملة بمعاناة الشعب العراقي وهو أمر طبيعي لانه ابن هذا الشعب المحروم من ابسط حقوقه الانسانسة . ليس فقط الكهرباء ومعاناتها الازلية التي بدات منذ استلام الحكومات الدكتورية والثورية والتي تتصف بالعنف واراقة الدماء وحتى هذا اليوم . مع العلم ان العراق ليس فقيرا حتى يتحمل تلك المعاناة الصعبة في ظل عصر التطور والتكنلوجية المتقدمة لكن السبب هو انه هناك رجالات تمتلك كل زمام الامور ولا تستطيع ان تقدم شي لهذا الشعب المحروم واهتمامهم الواسع بممصالحهم الشخصية
محمد الشمري
2010-06-20
السلام عليكم عاشت ايدك اخي الفاضل على هذا المقال الراااااااااائع...وفقك الله.
علي عبد الرضا
2010-06-20
في الماضي القريب الذي اعقب التغير وسقوط الصنم كان اي انتقاد يوجه لاي مشترك في العملية السياسية الجديدة يثير امتعاضي واستهجاني بحجة ان الدولة فتية وعلينا الصبر والمساندة والمناصرة ولكن بعد ان بلغ عمر هذه الدولة سبع سنوات والحال من سيئ الى اسؤاوالسرقات واستغفال البسطاء تجري على قدم وساق ان للالسن والاقلام الشريفة ان تنطلق وتصدح وتجهر بكل ما من شأنه فضح ما يجري في دهاليز الوزارات والمؤسسات الحكومية من مؤامرات ودسائس هدفها النيل من الشعب الذي رحب بتغير الصنم لكي يوصلوننا الى حالة الترحم على ايامه..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك