المقالات

المشروع الوطني بين الوعي السياسي واللاوعي

717 12:45:00 2010-06-09

عمار العامري

أن المشروع الوطني العراقي لم يكن نتاج ظرف معين أو هو محصلة جهد أحادي لجهة محددة أنما هو حالة تراكمية لمجموعة ظروف إذا ما توغلنا في عشرات القرون من التاريخ ويمكن القول أنها نتاج لظروف العراق المعاصر منذ ثورة العشرين وما اتبعها وهي محصلة دماء أبناء الشعب العراقي على مختلف التوجهات والانتماءات العرقية والاثنية والإيديولوجية وكما ان التغيير الذي حدث في العراق بعد الاجتياح العسكري للبلد عام 2003 لم يكن حالة استثنائية أو رغبة أمريكية بدخول العراق أنما جاء نتيجة للدماء التي امتزجت مع الجهود والتضحيات والحركة المكوكية للمعارضة العراقية بكل توجهاتها وان اعتبار ما حدث هو لطف خارجي على العراق يعتبر هراء أو استثار فئة مقابل بقية أبناء الشعب العراقي ويعتبر سرقة لجهود الباقين أي كما حدث بعد ثورة العشرين عند تأسيس الحكم الوطني فان الثورة لم تكن وليدة ظرف معين أو تفكير وجهود جهة معينة أنما كانت هناك أوضاع دعت الجميع للتفكير بمخرج أو إيجاد الحلول المناسبة للنهوض بالواقع العراقي ولذلك فان جهود المرجعية الدينية والعشائر العراقية والحركة الوطنية متمثلة بالمثقفين في مدن العراقية كان نتاجها الثورة العراقية الكبرى التي أجبرت المحتل بقبول فكرة الحكم الوطني ألا أن ثقافة وحدود الرؤيا السياسية للفئة المتنفذة آنذاك هي من أوصلت عبد الرحمن النقيب ليصبح رئيس أول حكومة عراقية مع انه لم يكن له أي دور في الثورة ألا أن السياسة لعبت دورها.أن ما يحدث اليوم في العراق من ظروف تشابه إلى حد معين ما حدث بعد الثورة العراقية التي أتت بالنقيب رئيسا للوزراء فان استثار أي جهة وهيمنتها على الأوضاع في العراق تعتبر سرقة لجهود كل الذي ساهموا في بناء الوضع السياسي الجديد أو ما يطلق عليه (العراق الجديد) فان الشعب العراقي ورغم الوعي السياسي الموجود ألا انه لم يعي التجربة ولم يستفيد من التاريخ وما أكرره دائما هو ((أن الذين حاربوا الإمام الحسين في كربلاء عام 61هـ كانوا مسلمين ويمارسون جميع الشعائر الدينية ألا أنهم لم يمتلكوا أي وعي سياسي اتجاه سياسة بني سفيان وممارساتهم لكسب المعركة سياسيا لذلك انطلت عليهم خديعة الرافضية كذلك واقعة رفع المصاحف التي يؤكد التاريخ أن معسكر الإمام علي كان جله من المواظبين على قراءة القران والتمسك بالشعائر الإسلامية ألا أن بني سفيان لعبوا المعركة بالدهاء والمكر وكسبوها)) ولكن لا اعتقد أن الشعب العراقي وبعد أربعة عشر قرن باقي على نفس حالة التفكير السياسي التي تجعله غير قادر على التمييز والتشخيص من هو الأحسن والأفضل في الحفاظ على هيبة الإسلام وتحقيق مصالحه فالمشروع الوطني في العراق يحتاج على تمعن كبير من قبل الجميع لدرايتي بان اغلب العراقيون أصبحوا ذو خبرة كافية بالشؤون السياسية ولديهم من التجارب خلال السنوات الماضية ما يجعلهم أكثر وضوح في المطالبة بحقوقهم واختيار من هو صاحب التضحيات والجهود ويمتلك مشروع سياسيا واقعيا مبني على الأسس المتينة التي تنهض بالواقع العراقي والذي لم يلتمس منه المواطن أي نتيجة وقد ينذر البقاء على هذا الحال للحاجة لثورة عراقية كبرى أو تغيير للواقع بشكل كامل لترجع الأمور إلى النصاب الأول ألا أن التماسك وترك الشعارات الكاذبة التي تجر البلاد إلى وضع مأساوي هو الخيار الأفضل في تبني ودعم الجهة السياسية التي أصبحت دائرة للحراك السياسي من خلال طرحها للبرامج السياسية وجمعها لكافة الجهات بدون إقصاء والساعية إلى توحيد الخطاب السياسي عبر جمع الفرقاء على طاولة مستديرة ولم تسعى إلى ما يسعى له بعض الشركاء خلف الستار أو ما يفعله البعض من تطبيق لسياسة فرق تسد والتي لا يجني منها العراق ألا التأخير والنفع لأصحاب المصالح الضيقة والغايات الحزبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك