المقالات

ماذا لو قاد المالكي المعارضة البرلمانية

902 13:44:00 2010-06-08

أحمد عبد الأمير

كثيرة هي إدعاءات الأحقية بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فهناك حق قائمة ائتلاف العراقية بقيادة رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، مستندين بذلك إلى نص مثير للجدل ورد في الدستور الدائم لجمهورية العراق، باعتبارها الكتلة الفائزة بأكثرية مقاعد مجلس النواب الجديد، علاوة على حق قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بعدما تندمج مع الائتلاف الوطني العراقي لتشكل الكتلة الأكبر في البرلمان الجديد.ومع بقاء الصراعات قائمة بين الكتل الفائزة على منصب رئيس الوزراء، ومع حض العراقية، على لسان القيادي فيها طارق الهاشمي، الكتل الأخرى على تسنم المناصب السيادية الأخرى في الدولة العراقية، كمنصب رئيس المجلس الاتحادي و رئيس مجلس القضاء، مبينا "لدينا متسع من المناصب لاستيعاب الجميع"، إلا أن التكالب لازال وسيبقى قائما على منصب رئيس الوزراء لما له من صلاحيات واسعة في إدارة الحكم، ما لم تكن هناك رغبة صادقة بين جميع القوى السياسية العراقية في إنهاء ذلك عن طريق إجراء تعديل دستوري يقلل من صلاحيات رئيس الوزراء بما يقابلها من زيادة فيها فيما يتعلق بتلك الخاصة برئيس الجمهورية وفق مبدأ تقاسم السلطات.ولو ابتعدنا قليلا عن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهل أن علاوي أم المالكي له الحق في تشكيل الحكومة، نجد أن السيد نوري المالكي يصلح لقيادة المعارضة البرلمانية أكثر مما لو تسلم رئاسة الوزراء ولأسباب عديدة يمكن إيجازها بما يلي:- أن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء وإعمار واستثمار، وتستوجب وجود شخصية لها دراية بأمور المال والأعمال والمشاريع الصناعية والزراعية وغيرها، ولا اعتقد أنها بحاجة إلى شخصية قوية كشخصية المالكي الذي كان الأنسب في الفترة الماضية، أي مرحلة فرض الأمن، حيث حقق المالكي نوعا من النجاح في إدارة الملف الأمني في البلاد، وخلالها تضاءلت قدرات التنظيمات الإرهابية وضعفت مثل تنظيم القاعدة وشاكلته، إضافة إلى المجاميع الخارجة عن القانون، حسب تصريح الجنرال أوديرنو الأخير الذي قال فيه "حيدنا قادة القاعدة في العراق"، مؤكدا قتل أو أسر 34 من أصل 42 من قيادات التنظيم، إلا أن المالكي لم يحقق نجاحا على صعيد الخدمات المقدمة للمواطنين يوازي نجاحه في مجال الأمن، إنما المكان الأنسب له في السنين الأربع المقبلة هو قيادة المعارضة في مجلس النواب ومراقبة الأداء الحكومي والكشف عن مواطن الضعف والفساد الذي من الممكن أن يرافق هذه المرحلة. - أن المالكي وخلال فتره حكمه ربما استطاع أن يسخر البرلمان لمصلحته، ففي كل مرة يحضر فيها بمجلس النواب يخرج وهو المنتصر، رغم الإخفاقات العديدة التي شابت عمل حكومته، أي أن شخصيته كانت مؤثرة لدرجة أن معارضيه في مجلس النواب لم يكونوا في القدر نفسه من التأثير. - تميزت فترة حكم المالكي بعدم فاعلية السياسة الخارجية، فقد دخل العراق في خلافات جديدة مع سوريا والسعودية ودول أخرى، ولا اعتقد أنه سيصار إلى إيجاد حلول مناسبة لتلك الخلافات فيما لو تبوأ المالكي منصب رئيس الوزراء، لأن خلاف هذه الدول مع السيد المالكي هو شخصي أكثر مما هو دبلوماسي.- لو قبل المالكي بأن يقود المعارضة البرلمانية فإنه بذلك سيؤسس لثقافة جديدة معمول بها في البلدان الديمقراطية، حيث أن هذه المعارضة لا تقل أهمية عن تولي المناصب الحكومية الرئيسة.ولكن الذي نجده على أرض الواقع هو أن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي يجدد، حتى لحظة كتابة المقال، عدم نيته أخذ جانب كتلة المعارضة في البرلمان المقبل، حسب تعبير القيادي فيه حيدر العبادي الذي قال إن "هذا الأمر ليس مطروحاً في الوقت الحاضر، ونحن بعيدين عنه جداً".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك