المقالات

تدويل الازمة السياسية في العراق امر يحرمه الشعب

607 11:35:00 2010-06-08

بقلم محمد دعيبل كاتب واعلامي

تناقلت وكالات الأنباء والقنوات الإعلامية المتعددة خبرا مفاده أن القائمة العراقية والتي حصدت اكثر مقاعد البرلمان الجديد مما يعطيها الحق في ترأس الحكومة المقبلة وفق تفسيرها للمادة 76 من الدستور العراقي بشهادة أن الكتلة الاكبر التي تكلف بتشكيل الجلسة هي القائمة الاكبر وليس الكتلة السياسية التي قد تتشكل من ائتلافين لقائمتين او اكثر كما فسرته المحكمة الاتحادية التي تعنى بتفسير المواد المتنازع عليها دستوريا كما اتخذت تلك القائمة وبعد الإعلان عن تقارب الائتلافين الوطني ودولة القانون مسار الخط الدولي الستراتيجي فراحت شخصياتها القيادية تلتقي قادة دول كبرى او انها توقفت عند محطة الامم المتحدة طلباً منها ومن تلك الدول للمساعدة في تشكيل الحكومة الوطنية لا على سبيل المشورة فحسب بل جاءت هذه المطالبة وفق آيديولوجية جديدة ثبتتها القائمة العراقية ذكُرت من خلالها العراقيين من أن العراق لا زال يحكمه البند السابع الذي وصف العراق بانه الطفل الذي لا رأي له ترعاه الوصاية الاجنبية ولا أريد أن اتحدث عن البند السابع وكيف تمت المصادقة عليه بقدر ما انني استغرب كل الاستغراب من هكذا اطروحات ورؤى لقادة عراقيين كثيرة ما نادوا بالوطنية وتحرر العراق من الاجنبي اذ لا ريب ان الكثيرين من قيادات القائمة العراقية ينادون بالعروبة والتحرر ويرفضون كل الرفض لاي تدخل اجنبي في الشأن العراقي وكان هذا شعارهم الذي اتخذوه منذ البداية في الانتخابات البرلمانية في دورتها الاولى والتي وصفت بأنها غير قانونية آنذاك بسبب ما ادعي من تواجد المحتل وعدم استقلالية البلد،مما أدى الى مقاطعة فئات كبيرة من ابناء الطلب آنذاك للانتخابات وعدم الاعتراف بها كما ادعي سلفاً. واليوم وبعد تيقن الجميع بضرورة ان يرسم العراقيون مسارهم السياسي بأنفسهم نرى ولشديد الاسف ان هناك ازدواجية في الرؤى والمفاهيم حول آلية تشكيل الحكومة المقبلة وكأن الامر معضلة لا حل لها الاّ من خارج دائرة العراق ذاته. فما "حدا مما بدا" يا اخوتي الكرام في القائمة العراقية وانتم تناغمون الشعب بالوطنية والاستقلالية .ولرب سائل يتساءل وله الحق وكل الحق في ذلك "ترى ماذا يجب على الساسة في الساحة العراقية صنعه حتى تتحد الآراء وتنصهر كاريزما السياسة في بوتقة واحدة"؟خاصة بعد ان صادقت المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات ودخول الساسة العراقيين مرحلة البعد الدستوري الذي يحكمه الزمن . والجواب الوحيد الذي لا نظير له حسب اعتقادنا هو الجلوس على الطاولة المستديرة التي دعا اليها الائتلاف الوطني العراقي والتي تعد بحد ذاتها محطة اختبار لجميع الكتل السياسية و"عند الاختبار يكرم المرء او يهان" ولعل القارئ الكريم يشاطرني بالاسف الشديد على فشل تلك الكتل لحد الآن في حضور الامتحان وكأنها لم تمتلك بطاقة التأهيل الامتحاني وأظن السبب في ذلك يعود الى الصراعات حول المناصب السيادية الثلاثة "رئاسة الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية" وكأن مثلث الرئاسات الثلاثة يخبئ مفتاح الدخول الى الجنة أوكأنه يمثل "صك الغفران" على مايقولون. ولا أدري لماذا لا يفكر الساسة العراقيون ملياً بحاجة الشعب الى ممثليه الشرعيين في البرلمان اكثر مما يحتاج حكومة مشخصنة بلا رقابة من السلطة التشريعية التي من المفترض ان تشرف كل الاشرف على الاداء الحكومي وتقوُم مساره وتحاسب من تحاسب وتثبت من تثبت وفق مبدأ الثواب والعقاب الذي لا بد منه لنيل الحكومة المقبلة درجة النجاح في الاختبار الذي يجريه ابناء الشعب العراقي وبكل جدارة. اليس من الحقيقة بمكان ان ينظر الساسة العراقيون الى ابناء شعبهم بعين الرحمة ؟ثم يطرقوا اطراقة الى دول العالم التي تمتلك الديمقراطية ليروا ماالذي يجري في اروقة البرلمانات العالمية، الم يرو أنه لا بد من وجود كتلة او حزب يعارض في البرلمان لا علاقة له بتشكيل الحكومة يتخذ على عاتقه مراقبة ادائها قولا وفعلا ؟وبهذا تعتبر هذه الكتلة هي صاحبة القرار النهائي لاثبات صلاحية الحكومة من عدمها وامكانية تغييرها لو تطلب الامر ذلك.ارى أن غياب ثقافة الحزب المعارض لدى الساسة العراقيين كونهم حديثي العهد بالسياسة ادى الى تزمتهم بضرورة المشاركة في الحكومة وبعد ان تيقنا من لابدية تلك المشاركة بسبب الطبيعة التاريخية التي يتكون على اثرها ابناء الشعب العراقي حسب ما أكده كبار الساسة العراقيين ، اقول ليت هذه المشاركة تنبع من ارادة الجميع بضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية وان يكون هذا الامر نابعا من ضرورة اشراك الجميع في القرار السياسي وان يكون برنامج الحكومة بعيدا عن المحاصصة الحزبية والمصالح الفئوية ذات مبدأ اللادقة في اللانظام وفق نظرية هيزنبرك . اذ ان البعض يظن ان الفوز بمرتبة رئاسة الوزراء هي مغنم وكأنه قد حصده في حرب ضروس مع ابناء الشعب وليس استحقاقاً انتخابياً جاء وفق مبدأ التداول السلمي للسلطة في الوقت الذي من المفترض ان يكون كل عضو مشارك في الحكومة بدءا من رئيس الهرم وحتى اصغر سلطة تنفيذية مغرما يطالب به العراقيون وبكل قوة من اجل اصلاح ما فسد في الماضي وتقويم الاخطاء من جهة ،وتحقيق أماني الشعب الذي طالما ظلمته سياسة الحكم سنين طوال من جهة ثانية. وبعد اتي واللتيا فليس هناك أي عذر ولا أي أحد من القادة السياسيين او غيرهم أن يقفز على إرادة الشعب ويترك ارض الرافدين الخصبة ليطالب بتدخل اجنبي لحل الأزمة وكأن ازمة تشكيل الحكومة قنبلة نووية لا يفك شفرتها الا الدول الاجنبية او منظمة الامم المتحدة واما العراقيون فكأنهم على عهد صبا لا يميزون بين الحق والباطل او بين ما ينفع الناس او ما يذهب جفاء .وهذا بحد ذاته يمثل سياسة الكيل بمكيالين وازدواجا في الموقف ونقطة ضعف تعكر صفو المشروع السياسي وتعيده الى مربع الصراع المستديم ولعل الامر يذكرنا بالمندوب السامي البريطاني الذي كان يحكم العراق قبل اكثر من 70 عاماً ولحد الآن وكأن عجلة العراق تعود الى الوراء لا ان تتقدم الى الامام والسبب هو الفهم السيئ للازمة السياسية او عدم الرجوع الى الحكمة والمنطق السليم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك