المقالات

تجار جدد في سوق التحرير

909 11:35:00 2010-06-06

حافظ آل بشارة

لاتصلح هزيمة العرب في الخامس من حزيران ان تكون ذكرى تأريخية لان الاطراف ذات العلاقة بتلك الهزيمة مازالت موجودة ولم يتغير شيء في اللعبة ، اصحاب نظرية المؤامرة يعتقدون ان هناك تمثيلية تاريخية فيها لكل حاكم عربي دور محدد والهدف دعم نشوء وتوسع اسرائيل ، يقولون أن الخامس من حزيران كان جزء من تلك التمثيلية حيث خرجت اسرائيل من الحرب بأحتلال مناطق جديدة فيما خرج العرب منها بهزائم جديدة ، ويضيفون القول بأن الحكام العرب هم اصدقاء سريون لاسرائيل مهمتهم جلب الاحباط لشعوبهم وجلب الانتصارات لها ، مناقشة اصحاب نظرية المؤامرة لا تؤدي الى نتيجة لأن حججهم قوية وادلتهم دامغة ، هناك حقائق لايمكن تجاهلها أو تغطيتها بالاناشيد الحماسية والقصائد الحربية منها ان اسرائيل اصبحت دولة نووية في المنطقة وعضوا في الامم المتحدة والعرب يخافون منها الى درجة انهم حذفوا عبارة الكيان الصهيوني من خطاباتهم واخبارهم واصبحوا يسمونها (اسرائيل) كما تريد ، وترعبهم قوانين معاقبة اعداء السامية ، وما يسمى بالتطبيع والتسوية وحل المشكلة الفلسطينية هي عبارة عن سلسلة تنازلات عربية متواصلة يقابلها تمسك اسرائيلي بكل اهدافها الثابتة ، اسرائيل اصبحت مثالا لدولة ناشئة تحقق نموا متزايدا في اقتصادها وتواصلها مع العالم كما اصبحت مثالا للديمقراطية واستطاعت ان تخترق العالم العربي سرا وعلنا على الاصعدة التجارية والسياسية والثقافية ، اما العرب فقد عرفوا بتسويق التهديدات ولكن بعد هزيمة الخامس من حزيران تناوب العرب على المتاجرة بفلسطين فكان كل حاكم عربي يأتي الى كرسيه وفي رأسه خطة لكيفية تسويق نفسه كمحرر لفلسطين لتنزل معه تشكيلة من الاناشيد الحماسية التي تثقب الاذن حول فلسطين ، وقد فعلها جمال عبد الناصر ، وحافظ الاسد ، ومعمر القذافي ، وعبد السلام عارف ، والملك حسين وغيرهم ، العرب تاجروا بفلسطين حتى ملوا ثم بدأوا حقبة التطبيع وفي ذروة زمن التطبيع خاض حزب الله في لبنان معركة منفردة ومنتصرة ضد اسرائيل في تموز 2006 اعادت تشكيل المعادلة واثبتت ان قوى الرفض في المنطقة مهما كانت صغيرة ومطوقة جغرافيا قادرة على تخريب التطبيع واعادة المشكلة التأريخية الى المربع الاول ، حزب الله قدم نموذج من يضحي فارضا شروطه ضد نموذج من يتاجر بفلسطين عبر استعراض اعلامي بارد ، في هذه الايام كان آخر المتاجرين بفلسطين اخواننا الاتراك ، ومشكلة انقرة انها تريد الاكل على جميع الموائد ، تريد الانضمام الى الاتحاد الاوربي وهم كفار وتريد قيادة الاسلام الحاكم ! وفي الوقت نفسه تقيم علاقات صداقة مع اسرائيل وعلاقات صداقة مع الفلسطينيين وكل العرب وتحاول استجلاب اموال الخليج اليها وتقول للحكومة العراقية انتم اخواننا وتقول لبقايا النظام البائد من الارهابيين والمطلوبين انتم اصدقاؤنا وتفتح للارهابيين التكفيريين ابواب اسطنبول ليعقدوا مؤتمرات يهددون بها الشعب العراقي وشعوب المنطقة ، الاتراك لا يديرون ظهورهم لاحد وقد يأخذون في احضانهم الاطراف المتناقضة تسكنهم أوهام التفوق العثماني القديم ولان الحراك التركي بدا مفضوح النفعية واكثر طمعا وشراهة وارتباكا ، لذا ترى شعوب المنطقة ان الحراك التركي باتجاه فلسطين هو مجرد نقلة تعطي للمتاجرة بفلسطين وجها جديدا ، فقد تم تتريك اللعبة مقابل التعريب او الأمركة ، والنتيجة نفسها . اسرائيل تفهم هذه اللغة لذا كانت ضربتها لسفينة السلام الاخيرة بكل هذه القسوة ضربة لاسقاط لاعب آخر يريد دخول بورصة تحرير فلسطين . جريمة اسرائيلية جديدة لأجبار انقرة على فهم حدودها و هي تتلقى درسا من تلك الدروس التي تلقاها التجار السابقون وتاكيد للقاعدة القائلة ان بقاء القضية الفلسطينية في دائرة الحكام سيبقيها مشروعا تجاريا الى اجل غير مسمى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك