المقالات

الاستهتار الإسرائيلي والصمت العربي

826 12:36:00 2010-06-03

عماد الاخرس

أسطول الحرية لكسر الحصار عن أهالي غزه يعتبر مبادرة شجاعة وإنسانيه تستحق كل الاحترام والتقدير للشعب التركي وقادته.لقد كشفت هذه المبادرة حقيقة العجز الذي تعانى منه الأنظمة العربية وشعوبها واستمرارها في صمتها أمام كل أشكال الاستهتار الإسرائيلي ومنها تجويع الشعب الفلسطيني.إن الكتابة عن هذا الاستهتار لا جدوى فيه لأنه تجاوز كل حدود الاتفاقيات والقرارات الدولية وهو تأكيد على حقيقة استخفاف الحكام الصهاينة بأنظمة الحكم العربية وقادتها. لذا فالمقال الجاري يُركز على المقارنة بين صمت الأنظمة العربية تجاه إسرائيل التي تحتل الأراضي العربية وواحد من أهم مقدساتها وتمارس الاعتداءات اليومية بحق شعوبها وألسنها الطليقة تجاه العراق الديمقراطي الجديد الذي لن يتدخل مطلقا في شؤونها !ولابد من التوضيح بان بيانات الاستنكار والإدانة والتنديد التي اعتاد الحكام العرب على إطلاقها تجاه السياسية الإسرائيلية أصبحت روتينيه مُمِلة لا تعنى شيئا ولا يمكن اعتبارها رد فعل حقيقي صادق تجاه كثافة تجاوزاتها واعتداءاتها والمطلوب مواقف أكثر قوه وفاعليه .. ومثال ذلك .. غلق السفارات والقنصليات الإسرائيلية التي تنتشر في الدول العربية و سحب وطرد السفراء والمستشارين.. إيقاف تبادل زيارة الدبلوماسيين والوفود السياحية وأصحاب رؤوس الأموال ... إيقاف التبادل التجاري ومنع شراء السلع الإسرائيلية التي بدأت تغزو الأسواق العربية.. الخ..مثل هذه الإجراءات قد تعطى انطباعا ولو نسبيا عن حقيقة ومصداقية المواقف . أعود للمقال والمقارنة بين البعض من هذه المواقف اتجاه العراق وإسرائيل .. أولا .. التزام الصمت الإعلامي تجاه تصرفات إسرائيل العدوانية المتكررة ومد الألسنة على طولها والتدخل بالصغيرة والكبيرة فيما يخص بالشأن العراقي .ثانيا ..رفض فتح السفارات والقنصليات وعدم إرسال السفراء والممثلين للعراق وبالعكس يتسابق دبلوماسيوهم لزيارة إسرائيل سراً وعلناً. ثالثا .. فرض حصار اقتصادي على العراق وبذل كل الجهود لبقائه تحت طائلة البند السابع بينما يفتح اغلبهم ملحقات تجاريه في إسرائيل ويمارسون معها كل إشكال التبادل التجاري . رابعا .. استضافة مؤتمرات الإرهاب ومنح الإقامة الدائمة لجميع المطلوبين للسلطات العراقية بينما يرفضون استضافة المؤتمرات التي تدعم المقاومة الفلسطينية ويضعون القيود ويفرضون الإقامة على قادتها.خامسا .. يتم تدريب وتجنيد الشباب العربي الانتحاري في بلدانهم لتنفيذ عملياتهم في قتل العراقيين بينما لا يتم السماح لفتح باب التطوع لهم أو حتى الحديث بموضوع قتال الصهاينة وتحرير بيت المقدس من أيديهم.سادسا .. وضع القيود والشروط على منح تأشيرة الدخول للعراقيين إلى بلدانهم وعلى العكس يتجول السياح الإسرائيليين وغيرهم في أراضيهم ويحصلون على الفيزا في مطاراتهم.سابعا .. بذل الجهود وصرف الأموال لاختراق الأجهزة الأمنية العراقية بينما لم يفكروا مطلقا في اختراق الموساد الإسرائيلي الذي ينفذ عملياته في أراضيهم وهو دليل على اختراقه لأجهزتهم الأمنية. ثامنا.. يتسابق رجال الدين في بلدانهم لإصدار الفتاوى التي تهتم بتكفير العراقيين ورفع راية الجهاد ضد النظام الديمقراطي العراقي الجديد وبالمقابل لم نسمع بفتاوى الجهاد بحق الصهاينة. هذه عينات قليله لحقيقة اغلب مواقف الأنظمة العربية تجاه العراق بشكلها المباشر أو غير المباشر.لذا فرسالة شعب العراق لها وباختصار.. لا نريد منكم شيئا سوى أن تكفوا الأذى عن عراقنا الذي لم يتدخل في شؤونكم مطلقا.. نرجوكم الالتزام بلغة الصمت اتجاهه أسوة بلغة صمتكم مع الصهاينة الذين اغتصبوا أراضيكم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك