قلم : سامي جواد كاظم
المعجزة هو كل حدث او امر خارج عن نواميس الارض مع الاخذ بنظر الاعتبار الاستدلال العقلي أي ليس كل من يدعي الاعجاز ولو ظاهرا يؤخذ باعجازه ، وهنالك فرق بين المعجزة والكرامة حيث الاولى لاثبات امر لصاحب الاعجاز لمن خالفه والكرامة هي تكريم الهي لشخص ما حسب الحكمة الالهية لهذا التكريم ، ولان تاريخنا الاسلامي فيه روايات كثيرة تتحدث عن هذه المعاجز والكرامات فانها من الكثرة اصبحت في بعض الاحيان لها مردود سلبي علينا خاصة بعدما اندست عناصر مدسوسة تحاول الاستخفاف بعقول الذين يؤمنون بهذه المعاجز ولانه لا احكام او اعتبارات يستطيع الانسان ان يميز بين التحريف منها والصحيح فقد استسهل كثير من الدجلة والعناصر العاملة على تشويه الفكر الاسلامي هذه المعاجز حتى يجعل المسلمين التيقن بها والدفاع عنها والاستشهاد بها ومن ثم نفس هذه العناصر تقوم بعرض حقيقة هذه المعجزة الاكذوبة حتى تستطيع التغلغل في عقول المسلمين لتقول لهم ان تاريخهم الذي يتحدث عن المعاجز هي مجرد اساطير بدليل اعتقادكم بهذه المعاجز الذي ثبت كذبها .ومن هنا على كل مسلم ان يتانى في الحكم على أي امر يقال له ان هذا معجزة ويبحث عن طبيعة هذه المعجزة ومكانها ولماذا وما الفائدة منها وماهي الحكمة الالهية لها وان كذبناها هل ستمس الفكر الاسلامي او اهملناها او لم ناخذها على محمل الجد بل في بعض الحالات تستوجب ان نلغيها ونكذبها .أي اعجاز يثبت قدرة الخالق العظيم في عصرنا الحالي اعتقد لاجدوى فيه مثلا ياتي شخص بطماطة كتب عليها اسم الله عز وجل او حيوان كتب على جسمه اسم رسول الله (ص) وانا اعتقد ان مثل هكذا معاجز لا تقدم بل قد تؤخر ان صح كذبها فالعلم اليوم يستطيع ان يتلاعب بالخلقة البشرية وفي نفس الوقت لا استبعد حصولها ولكننا هل نستطيع ان نتمسك بها دليل لاقناع الغير بعظمة الله عز وجل ونبوة محمد (ص) ؟ انا اقول كلا ولو اعتمدناها فانه يمكن بالمستقبل ان تظهر نفس هذه المعاجز باسم الشيطان وحتى يزيد فعندها نكون نحن من يكذب المعاجز .بعث لي الاخ حسن الخرسان من موقع ملتقى الشيعة الاسترالي برسالة لطيفة جدا يوضح فيها اسم موقع ليبرالي علماني متخصص بنشر واختلاق هكذا معاجز للضحك على عقول الناس ،على سبيل المثال انتشرت صورة الاشجار في الحديثة الالمانية والتي كانت سيقانها على شكل لا اله الا الله محمد رسول الله وان السلطات الالمانية منعت من دخول هذه الحديقة وتصويرها اتضح انها لوحة فنية لفنان مصري حذف توقيعه منها ، واما الرائد الفضائي نيل ارمسترنغ وقصة سماعه الاذان في السماء واسلم فقد صرح مدير مكتب الرائد بان هذا الخبر لا صحة له من الاساس واما ان المؤسسة الفضائية الامريكية فصلته لانه اسلم في حين امريكا تشتري وتغري العلماء المسلمين للعمل لديها دون النظر الى اسلامه ، وقضية اسلام الراقص المقبور مايكل جاكسون على اساس اسلامه اتضح انه صرح يحترم كل الاديان بما فيها الاسلام ، ولا اعلم ما هو الفخر الذي يتباهى به ناقل هكذا خبر ؟، واما اكذوبة ان الرسام الدنماركي الذي رسم الكاريكتير المسيء لرسول الله (ص) قد احترق وقد تناقلت بعض الوسائل الاعلامية الاسلامية هذا الخبر وهو الان في السويد ولا زال يعمل في نفس الصحيفة في الدنماراك .مثل هكذا اخبار يجب التدقيق فيها ودراسة اثرها علينا ودراسة اثارها اذا ثبت كذبها ونحن صدقنا فيها .واما مسالة الاحلام فهذه حكايتها حكاية ولان القران يثبت ان هنالك احلام صحيحة نعم هنالك احلام علمية وكابوسية وتنبؤية وفوضوية وهذه التقسيمات قسمها الشيخ المرحوم موسى السوداني في كتابه الصراط المستقيم ، ولكن مسالة الاحلام يجب ان يكون هنالك من يفقه بها ويفسرها صحيح لا ان ياتينا شخص يدعي انه راى النبي محمد (ص) في منامه يقول كذا وكذا او راى احد الائمة يمتدح فلان فان مثل هذه الامور لا يجب ان تؤخذ ماخذ الجد الا بعد التدقيق لان اثباتها اقرب الى المستحيل وتبقى في دائرة من يعرف عنه الثقة وكل من يعرف عنه الثقة لا يتحدث عن احلامه ولكنه بحكم الملكة التي يتمتع بها يتصرف على ضوء احلامه التي قد تنبئه بامر ما ومن ثم يتضح صحة منامه اذا صح تصرفه .واما الكرامات التي تحدث لمن يتوسل الى الله عز وجل ويتشفع باحد الائمة عليهم السلام فانها تحدث ويجب توثيقها مع الادلة الموثقة لهذه الحالة والتي نستفيد منها ان الذي منح هذه الكرامة فاما لاجله او لاجل من يحبه بعد ان يصل هذا المكرم الى درجة عالية من الورع فيتلطف عليه الله عز وجل ولا تستبعدوا ذلك فالمجتمع الذي يتمسك باهل بيت النبوة يعيش باكمله بالكرامات الالهية الم يقل الخليفة الثاني انه لو استخلفكم علي ليسيركم على المحجة البيضاء ، واليس الحياة التي يعيشها من ينعم عليه الله عزوجل في زمن الظهور ان الناس ياكلون الخير من امامهم وجنبهم وخلفهم عندما يكون اعتقادهم يقينا بالامام المهدي (عج) .الاسلام بحاجة الى حركة علمية والابتعاد اوحتى لدى البعض الاتكال على هذه المعاجز واستخدامها دليل في مناقشاته مع المخالف وبالنتيجة فانها لا تاتي بالنتائج المرضية وتجعلنا نراوح في مكاننا وغيرنا يتقدم ويتطور في علومه وهنا الاشارة الى امر مهم ان بعض العلوم التي يتطور فيها الغرب يتضح انها في كتابنا العزيز او سنتنا النبوية وعندها نمن على الغرب ان ما اكتشفوه موجود في كتبنا وهذا ماخذ علينا يوضح الى أي مدى تاخرنا وغفلتنا عن العلوم التي بين يدينا.
https://telegram.me/buratha
