المقالات

حسنا فعلت الكويت

754 12:32:00 2010-01-23

عادل الجبوري

حسنا فعلت الكويت حينما منعت دخول التكفيري السعودي محمد العريفي الى اراضيها، على خلفية تجاوزاته على المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد علي السيستاني، وعلى ابناء الطائفة الشيعية في العراق.تنطوي الخطوة الكويتية على قدر كبير من الحكمة والعقلانية وبعد النظر، والقراءة الموضوعية للواقع.ردود الافعال المتشنجة والانفعالية والغاضبة التي اوجدتها اقوال محمد العريفي في اوساط دينية وشعبية وسياسية مختلفة، في العراق وبلدان عربية واسلامبة عديدة من بينها المملكة العربية السعودية، كانت امرا طبيعيا ومتوقعا، ففي كل الظروف والاحوال، وتحت اية ذريعة من الذرائع غالبا ما يفضي التجاوز والاعتداء على الرموز الدينية الى الوقوع في عدة محاذير، خصوصا اذا كان هناك ارث وتراث من التناقض والاختلاف بين هذا المذهب وذاك هيأت ارضياته ومناخاته النزعات والتوجهات المتطرفة.واذا كانت رسالة الرفض الواسع والمطلق لما قاله العريفي بحق السيد السيستاني وبحق اتباع اهل البيت عليهم السلام عموما، والعراقيين على وجه الخصوص، قد وصلت سريعا وحققت المطلوب والمراد منها، فأن نوعا اخر من التعاطي مع الموضوع-مثلما فعلت الكويت-يبدو ضروريا ومهما للغاية لاسباب ودواعي كثيرة، لعل من بينها:-لجم وكبح جماح النزعات والتوجهات، التي يفترض ان لانكتفي بوصفها بالمتطرفة، وانما المتقاطعة مع كل القيم والثوابت الدينية-الاسلامية، والمحتكمة الى منهج الاثارة والتسقيط والتهريج الرخيص.-وضع وتحديد سياقات ومباديء وضوابط يقرها العقل، ويقبلها المنطق السليم، حيال ومناهج خلط الاوراق، عبر توظيف التراث الديني الزائف واسقاطه على واقع خاطيء ومنحرف خلقته سياسات ذات افاق وابعاد ضيقة لايمكنها التحرك في فضاءات واسعة فسيحة من التنوع والاختلاف السياسي والفكري والثقافي والفقهي والاجتماعي، الذي لايفسد في الود قضية. -البحث عن نقاط التوافق والالتقاء وهي كثيرة ومتاحة، وتجنب نقاط التقاطع والافتراق، ولعل الدين الاسلامي الحنيف، وفر اوسع واكبر فسحة للحوار والنقاش والاختلاف، وحدد في ذات الوقت المعايير الصحيحة والموضوعية لكل ذلك، من دون ان تكون هناك ضرورة او حاجة ملحة للانسياق وراء تجاوز الخطوط الحمر للاعتبارات الشرعية والاخلاقية والانسانية.مرات كثيرة نقل فيها ساسة ورجال دين ومفكرون ومثقفون من مكونات دينية وقومية وطائفية وعرقية عراقية مختلفة عن السيد السيستاني تأكيده على ابناء الطائفة الشيعية على عدم وصف ابناء الطائفة السنية بأنهم "اخواننا" بل وصفهم بـ"انفسنا".اين تلك الرسالة النبيلة في دلالاتها ومضامينها من رسالة العريفي البائسة التي اطلقها من منبر ديني وجد لبث واشاعة القيم الدينية والاخلاقية والانسانية العظيمة التي جاء بها الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم قبل اربعة عشر قرنا من الزمان، وواصلها اصحابه ومريديه واتباعه المخلصين؟.لانعتقد اننا بحاجة الى المزيد من التجارب المريرة حتى نكتشف الطرق والمسالك الصحيحة التي توصلنا الى النهايات المحمودة والحميدة.ايصاد الابواب امام نزعات التطرف والتشهير والتسقيط والاساءة والتجريح، وفتحها امام خيارات التعايش والتفاهم والتعاون والانسجام، احد اهم الخطوات على الطريق الصحيح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-01-23
العريفي وكل الوهابيه الاخرين نهايتهم باتت قريبه..فقط يموت خادم الصنمين امريكا واسرائيل الملك الراقص مع بوش وفي حفلات الجنادريه الماجنه وسيبدأ ملك الايام والشهور في ال سعود..وسنرى ماذا يفعل هؤلاء الاقزام العريفي وغيره..وحسب الخطه الالهيه لتطهير ارض الجزيره وقيام دوله العدل الالهي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك