احمد المهاجر
ببساطة شديدة لا يمكن الفصل بين صالح المطلك والمادة السابعة من الدستور العراقي فهما شقيقان بالولادة وتوأمان التقيا منذ اليوم الأول من تشكيل لجنة كتابة الدستور حيث كان الدكتور المطلك يتوهم أن هذا الدستور وتلك المادة سينسيان دوره الأساسي في الترويج لثقافة البعث والتلويح بعودته وتمجيد ماضيه وتاريخه السابق وكان المطلك والبعث من طينة واحدة وسائر الناس من طين شتى !.نحن لا نتقول على الرجل ولا ندعي ماليس فيه وندعو دائما (ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به ) وليت المطلك يضع الحمولات التي وضعها على كتفيه وينأى بنفسه عن البعث وتاييده في السر والعلانية واظهار (محاسنه) في الانفال وحلبجة واستهداف الرموز الوطنية في المعارضة العراقية والتنكيل بالغالبية المحرومة والمضطهدة لكن السيد صالح المطلك اخذته العزة بالاثم وراح يظهر بالافلام القصيرة جدا على شاشة مايسمى بالبلوتوث وهي تصوره مدافعا عن البعث منافحا عن تجربته الجنائية السابقة متخذا من صدام حسين مرجعية قومية ومحجة بيضاء على أن السيد المطلك اصبح بعد تصويره لهذا الفلم القصير جدا واحداً من ابطال افلام الاكشن العراقية !.ان صالح المطلك هو الذي دل بنفسه على نفسه واشر بنفسه على خطابه واسلوبه في السياسة وكيفية تعاطيه مع كيان الدولة الوطنية الحديثة وحجم المؤسسة الدستورية الحاكمة وهو الذي ذهب بنفسه إلى هيئة العدالة والمسائلة وقال لهم انه هو المسؤول عن انتاج هذه الافلام القصيرة جدا وهو المسؤول عن الترويج والتحريض والتمجيد والتبرير للسياسات التي عملت على تدمير العراق 40 عاما لم ير فيها العراقيون سوى الحزن ولون السواد والحروب والمجازر والمقابر الجماعية ولم نسمع من السيد المطلك طيلة حياته البرلمانية والحزبية والسياسية بعد سقوط النظام ما يشير إلى تنديد أو استنكار أو عدم قبول أو اعتراض على سياق الافعال السياسية المجنونة وقرارات (تاريخية) صدرت ووضعت العراق على شفا حفرة من النار وبراكين وزلازل من القتل والتهديد والخوف الشديد !.ان المادة السابعة من الدستور العراقي تقول (يحظر كل كيان أو نهج يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه وتحت إي مسمى كان ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق ) هذا يعني أن يستعد السيد المطلك لأحد أمرين .. إما البراءة واشهار التنديد الشديد بالبعث قيادة سياسية وحزبا منظما وثقافة مكتوبة وممارسة اجتماعية وبقايا ظواهر نتنة واما القبول بالقسمة العادلة التي اصدرتها هيئة العدالة والمسائلة .لماذا لا يعتذر المطلك من هفواته في مجلس النواب .. لماذا لا يقر بحقيقة انتمائه وميله الشديد لحزب البعث السابق وتمجيده لماضيه المشتعل بالحرائق المسجل بجهاز موبايل النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي عارف طيفور ؟.ليته يفعلها كما فعلها ظافر العاني الذي اعتذر للمام جلال الطالباني فيكون بذلك اهون من أن يخرج بقرار هيئة العدالة والمسائلة دون اعتذار لان الاعتذار يخفف شدة التحريض والاعتراض والتعصب السياسي للبعث السابق في عيون الأبناء الذين قتلوا على يديه والوسط السياسي الوطني الذي يطالبه قبل غيره باعتذار مماثل .ان قرار هيئة العدالة والمسائلة بحق المطلك قرار بمحله وان كل الاعتراض الذي قدمته الحركة الوطنية بزعامة علاوي والتظاهرات المحدودة والمبالغ بتوصيفها على شاشة الشرقية هو اعتراض في غير محله وانا أعجب كل العجب دون أن يكون عجبي في رجب كيف يماطل ساسة القائمة العراقية بأمر قرار العدالة العراقية ويتهمونه بالتسيس ويحذرون المجتمع العراقي من مغبة اعتقالات قادمة يقودها البعض في صفوف هذه القائمة وهم يعرفون صالح المطلك وعلاقته بمنظمة خلق الإيرانية وهي منظمة إرهابية وضعها المجتمع الدولي على قائمة الإرهاب قبل أكثر من ربع قرن واعجب من اياد علاوي وهو يضع نفسه بقائمة واحدة مع رجال من خلق والبعث السابق ويريد بهذه التوجهات الفوز بغالبية مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية القادمة .. كيف له أن يفوز ومعه بقايا نظام وبقية حزب مارس القتل الاعمى والتوحش الواسع بأجساد العراقيين .. هل يعتقد أن وجود المطلك في مربع الصورة التلفزيونية إشارة لعلو كعب انتخابي وانه سيفجر البحر ليكون الطريق سالكا نحو قيام سلطة بزعامة علاوي في رئاسة الوزراء وجمهورية ثانية برئاسة صالح المطلك ؟.هيئة العدالة والمسائلة هي الجمهورية الثانية وقرارها لن يحيد عن توجهاته بطرد أخر بقايا البعث من ساحة العمل الوطني ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واظل سبيلا.
https://telegram.me/buratha