المقالات

لماذا لم يسقط نظام حزب البعث بيد الشعب العراقي؟ وسقط بأيدي أمريكية

882 18:27:00 2010-01-20

محمود الربيعي

هل كان هنالك خياراً آخر للشعب ليسقط حزب البعث الحاكم في العراق ؟

متى ينتهي حزب البعث كوجود ؟

لايمكن لأحد أن يلوم الشعب العراقي لأنه لم يتمكن من إسقاط النظام الدكتاتوري الذي أذاق شعبنا المر والهوان، ذلك لأنه لم يكن قادراً على مواجهة هذا النظام الذي أثقل كاهل الجماهير بوسائل الإكراه والتهديد، وكذلك القيام بحملات التصفية التي شنها ضد التيارات الدينية والسياسية و زج الكثيرين في السجون والمعتقلات.

وكانت مفاجئة عندما خاض النظام ولثمان سنوات حربه ضد الجارة إيران ذهب ضحيتها ملايين من الشباب المسلم ومن الطرفين وبشكل غير معقول إذ كانت الأسباب التي دعته الى إعلان الحرب هي أسباب واهية وهكذا كان ديدن الحزب في إفتعال المشاكل مع بقية الدول الصديقة كسوريا ومصر وفلسطين والسعودية والكويت.

وكان من ضمن مفاجئات الحزب أيضاً إعلان حربه على الأكراد إذ لم تكن هناك مبررات معقولة أبداً، وكان من الممكن حل جميع المشاكل بشكل سهل وحكيم، إلاّ أن الحالة الدكتاتورية التي كان يتميز بها النظام جعلته يدخل في حرب عدوانية إرتكب من خلالها مجازر دموية واسعة لاتنسى ضد المدنيين يندى لها جبين الإنسانية.

ولم يكن النظام قادراً على البقاء ساكناً دون أن يشعل فتيل الحرب هنا وهناك إذ كان لابد له ومن خلال طبيعته النرجسيه أن يختلق المشاكل في كل مكان، فهو يجرب حظه ليكتشف سر عظمته! وعشقه للقوة والجبروت الوهم! وماأكبره من وهم.. وهكذا كان نصيب شعبنا المظلوم في الوسط والجنوب أيام الإنتفاضة الشعبانية وفي الشمال في حلبجة سقط في كل منها ضحايا مابعدها ضحايا!

لقد جرت محاولات إنقلابية حزبية عديدة قام بها أعضاء قيادة معارضة من داخل حزب البعث لكنها باءت بالفشل وتم تصفية جميع المعارضين تصفية كاملة ولم يكن أحد من أولئك الأعضاء يجرأ على الأعتراض أو يبدي له رأياً إلاّ وكانت نتيجته الموت الزؤام.

وقد مارس هذا الحزب العديد من محاولات الإغتيال بحق قياديين من حزب البعث وتم بالفعل تصفيتهم وهم كثيرون، بالإضافة الى حملات إغتيال رجال المعارضة عموماً داخل العراق وخارجه.

إن كل المحاولات التي جرت لتغيير هذا النظام لم تجدي نفعاً وَوُجِهَتْ بقسوة وغالباَ ماتمت تصفيات المعارضين دون إجراء محاكمات دستورية وقانونية سليمة أوعلنية بل كانت تلك المحاكمات تجري بصورة سرية وصورية وتحت الضغط والتهديد والإكراه أثناء إجراء التحقيقات في أجهزة الأمن والمخابرات تنتهي عادة بإنزال أقسى الأحكام بحكم المواطنين.

واليوم لايمكن للعراقيين أن يمدوا أياديهم ليصافحوا مجرمين طالما أرتكبوا أبشع الجرائم ضد أبناء شعبهم ولن يتصالحوا أبداً مع من تلطخت أيديهم بالدماء على حساب الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم بلا ذنب أرتكبوه، كما إننا نستنكر مواقف كل الذين يؤيدوهم ويقدمون لهم الدعم بعد إنكشاف حقيقة البعث، إذ لايمكن أن يكون العراق لعبة بأيدي العابثين مرة أخرى.

إن عملية إسقاط نظام حزب البعث الحاكم في العراق كانت مهمة فسحت المجال لتصحيح الأوضاع العامة عن طريق تعميق مبادئ الديمقراطية وأسس الشراكة كطريق لإبعاد هذا الحزب عن جبهة قيادة الأمة.

لقد أتسمت العملية الديمقراطية بالمرونة في التعامل مع هذا الحزب ووضعت قوانين جادة للتخلص من حالة الدكتاتورية التي تعيش في عقلية معظم أعضاء هذا الحزب، وحاولت تلك القوانين أن تصوغ حالة من الإصلاح السياسي رغم الظروف المعقدة التي صاحبت عملية التغيير السياسي بالأتجاه الذي يحترم القانون والنظام.

إن المرحلة القادمة هي مرحلة مهمة يمكن فيها التخلص من تفكير ونمط سلوكية هذا الحزب وتتلخص في إبعاد قياداته المجرمة التي تلطخت أياديها بدماء الأبرياء، ومن ثم تشجيع الآخرين من الحزبيين على المشاركة الحقيقية في عملية البناء والإعمار وتقبل الآخرين على أسس ديمقراطية حقيقية وهي مرحلة تتطلب تغييراً نوعياً في عقلية السياسيين عموماً وعقليات قواعد حزب البعث على وجه الخصوص وهذه المحاولة ممكنة.

نتمنى لمرحلة التغيير النوعي أن لاتطول خصوصاً إذا تحركت الشخصيات المعتدلة وبرهنت على صدقها في التفاعل مع الحالة الجديدة التي أختارها الشعب العراقي عن طريق الدستور والقانون وعن طريق الإنتخاب الديمقراطي الخالي من الدسائس والمؤامرات، ومحاولات الهدم والتخريب السياسي الذي تعودت عليه قيادات هذا الحزب الذي لايزال يحلم بالعودة الى السلطة والحكم بنفس الأهداف والوسائل والأساليب التي كان يتبعها أيام حكمه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك