المقالات

كي لا تضيع الفرصة..!!

724 17:24:00 2010-01-18

علي غالب بابان - وزير التخطيط العراقي

• هنالك إمكانية فعلية وليست افتراضية بأن يتغير واقع الحياة في العراق بكل مفرداته وتفصيلاته

• هنالك أكثر من ( غول ) يمكن أن يفترس الزيادة المفترضة والموعودة في العائدات النفطية بما يؤول إلى ضياع الفرصة وإهدارها...

في حياة الأمم والمجتمعات فرص وسوانح قد لا يتكرر حدوثها خلال فترات متقاربة, والأمم الواعية الرشيدة هي التي تحسن اقتناص الفرص والإفادة منها لصالح حركتها الصاعدة وتشييد نهضتها, والعراق ليس استثناء من ذلك وهو بحاجة ماسة إلى (رافعة..) تنتشله من واقعه المرير وتضعه على طريق صاعد وفي مدار مختلف....كنا ولازلنا نضع سيناريوهين مختلفين لنهوض الاقتصاد العراقي من كبوته وتغلبه على مشاكله وعلله وفي كلا السيناريوهين فأن المطلوب هو تحقيق قفزة في الإيرادات يستطيع بها البلد أن يعيد بناء قاعدته الإنتاجية وتشييد بنيته التحتية والارتقاء بمستوى معيشة مواطنيه وبما يتناسب مع الثراء الذي حباه الله لهذا البلد.. في السيناريو الأول تتحقق قفزة كبيرة بعائدات النفط نتيجة زيادة في الإنتاج... وفي السيناريو الثاني تتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى العراق في ظل بيئة استثمارية ملائمة...على الدوام كنا نفضل حدوث السيناريو الأول ولأسباب عديدة معروفة فضلاً عن أنه الأقرب إلى التحقيق, واليوم ومع العقود الجديدة التي أبرمتها وزارة النفط العراقية يبدو السيناريو الأول قريب المنال ( إذا لم تعاكسنا الظروف السياسية والخارجية ), بغض النظر عن أرقام الإنتاج المتوقعة التي أعلنتها وزارة النفط, ومدى دقتها, والقدرة على بلوغها في المديات الزمنية المعلنة فبإمكاننا أن نفترض أن قدراً هاماً من زيادة الإنتاج الوطني من النفط سوف تتحقق بالفعل خلال السنوات القليلة القادمة, وهنا سوف تبرز الفرصة التي يجب إلا تضيع أبدا على الشعب العراقي كما ضاعت قبلها العديد من الفرص التي كان بإمكانها أن تغير واقع الحياة على الأرض العراقية لو أحسن استثمارها.هذه الزيادة الهائلة في العائدات بإمكانها أن تضع الاقتصاد العراقي على سكة السلامة وأن ترفع المعاناة عن المواطن وتضع الاقتصاد العراقي على خارطة الاقتصاد العالمي والإقليمي.هنالك إمكانية فعلية وليست افتراضية بأن يتغير واقع الحياة في العراق بكل مفرداته وتفصيلاته ولكن ذلك لن يحدث من تلقاء نفسه بالطبع بل لابد من توفير شروطه ومستلزماته, وفي أول هذه الشروط وأهمها على الإطلاق.. امتلاك الرؤية والإستراتيجية الضرورية لبناء الاقتصاد الوطني والنهوض به, ومفتاح هذه الإستراتيجية وعنوانها العريض هو... تحريك عجلة الإنتاج الزراعي والصناعي في العراق وتحويل المجتمع إلى خلية إنتاجية حقيقية وصيرورة المواطن في بلادنا مواطناً منتجاً...من الممكن جداً ومن الخطير أيضاً أن تضيع هذه الفرصة على الشعب العراقي فتذهب أموال النفط الإضافية لشراء الخضار والفواكه المستوردة من دول الجوار أو شراء الملابس الصينية فيما تحتضر زراعاتنا.. وصناعاتنا... ويحرم مواطنينا من ابسط الخدمات الضرورية.لسنا معنيين كثيراً بالجدل حول عقود النفط الأخيرة وفيما إذا كانت قد حازت المصادقة القانونية المطلوبة أو تضمنت أفضل الشروط والتفاصيل الفنية ولسنا معنيين كذلك بالتساؤلات عن سر توقيتها في الأشهر الأخيرة من عمر الحكومة ولكننا معنيون بالتأكيد بالفرصة التي تحملها هذه العقود والأمل بالمستقبل من أجل انتشال الاقتصاد العراقي من الحفرة التي يقبع بها وتجاوزه حالة نقص الاستثمارات المطلوبة...هنالك أكثر من ( غول ) يمكن أن يفترس الزيادة المفترضة والموعودة في العائدات النفطية بما يؤول إلى ضياع الفرصة وإهدارها... هنالك (الفساد) الذي يمكن أن يطيح بهذه العائدات وما هو أكبر منها... والبيروقراطية التي تستطيع إجهاض أي مشروع تنموي حقيقي... وهنالك الميل الاستهلاكي والنمو المفرط للنفقات التشغيلية لموازنة الدول والذي قد يستنزف العائدات الإضافية في ظل غيبة الوعي و انعدام الإرادة لدى متخذي القرار... وأخيراً وليس آخراً.. هنالك حالة عدم الاستقرار السياسي التي اكتوى الشعب العراقي بنارها وذاق مرارتها والتي يمكن أن تهدر الفرصة وتطيح بها من أساسها.لازلنا على مسافة زمنية فاصلة من حدوث الزيادة في الإيرادات, وهذه السطور هي محاولة للتذكير.. والاستعداد.. والتهيؤ لذلك الاستحقاق بما ينبغي, وهناك المزيد مما يتوجب عمله... والتنبه له.. واغتنامه, والأمم التي تفرط بالفرص الثمينة تفرط في مستقبلها... وحق مواطنيها في الحياة السعيدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك