المقالات

الارهاب طريق البعث:"اسحقوهم حتى العظم","سأجعل بغداد ترابا","اقصم ظهورهم".

1562 11:10:00 2010-01-18

د.طالب الصراف

كنا في الستينات ولا نزال كغيرنا من شعوب العالم الثالث من الذين انبهروا بكتاب وفلاسفة الغرب وتناسينا كتابات مفكرينا وفلاسفتنا المسلمين الذين تكتب الحضارة الغربية عنهم بانصاف وبافضل مما تكتبه الاقلام العربية البدوية التي لاتعرف الا التهديد والقمع والعنصرية والطائفية.ومن بين هؤلاء الافذاذ فكرا وشجاعة امام المتقين علي بن ابي طالب(ع) الذي نصح الناس عامة والسياسين خاصة ومن بينهم سياسي العراق الذين اصبحت السنتهم لا تلفظ الا السوء والبذاءة امثال ظافر العاني وصالح المطلك وغيرهما الذين قال عنهم الامام (ع),"المرءُ مخبؤ تحت طي لسانه", وكذلك كما ينقل المرحوم الاستاذ الامام محمد عبده شيخ الازهر الشريف في شرح نهج البلاغة: "لسان العاقل وراء قلبه, وقلب الاحمق وراء لسانه"(وهذا من المعاني العجيبة الشريفة.والمراد به ان العاقل لا يطلق لسانه الا بعد مشاورة الرَّويّة ومؤامرة الفكرة, والاحمق تسبق حَذَفَاتُ لسانه وفلتات كلامه مراجعة فكره ومماخضة رأيه, فكأن لسان العاقل تابع لقلبه ,وكأن قلب الاحمق تابع للسانه).

والذي يثير الغرابة ان الذين درسوا في اوربا من ازلام وجواسيس صدام ثم عادوا الى العراق لم تتغير شخصياتهم لا من الجانب المعنوي ولا الجانب العملي حيث بقيت الشخصية هي هي باستثناء نسبة التحصيل العلمي, فحين تستمع الى حديث هذا العائد من تلك الزمرة لا ترى فيه ما يعبرعن احترام القانون وتهذيب الخلق بل تراه ذهب بدويا متخلفا وعاد معيديا سارقا لبضائع وسلع الاسواق الاوربية ناهيك عن الاموال العراقية لان تلك الدول تؤمن بالتسامح ولان اسواقها التجارية مفتوحة للجميع فترى دناءة وسرقات اصحاب وزملاء صالح المطلك تجاوزت حدود العراق مما اضطر الشرطة البريطانية الى الدخول الى منازلهم وتفتيشها ثم محاسبتهم على ذلك. وبعد عودة زملاء المطلك واقرانه الى العراق طرق سمعي ان احد هؤلاء السراق عاد سنة 1991 واصبح هذا السارق -جزاء سرقته- عميدا لكلية الاداب في جامعة بغداد, وقد ذكرت بعض اسماء هؤلاء السراق امام وزير التعليم العالي بداية هذا الاسبوع اثناء حضوره لاجتماع الاكاديميين العراقيين في لندن ولكن لااريد ذكراسماءهم في مواقعكم التي هي تتسامى على هذه الاسماء التي لاتزال بعضها ومع الاسف لهم مواقع قيادية في الدول ووصلت بهم الوقاحة لا الجرأة التطاول على رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني الذي هو اعلى رمز للسلطة السياسية. فبئس الاداب التي يقدمها هؤلاء للطلبة والتربية والتعليم لانهم هم الذين اسسوا وشيدوا الفساد الاداري في العراق. والمؤسف ان هؤلاء الطلبة السراق الذين اصبحوا اليوم اساتذة لصوص كانت تدعمهم لجنة السرقات في الملحقية الثقافية انذاك التي دفعت وبددت الاموال الكثيرة ومددت السنين تلو السنين من اجل الاستفادة منهم في كتابة التقارير الحزبية على الطلبة العراقيين المعادين لصدام وزمرته لا من اجل العلم والمعرفة,وكان التحصيل العلمي لهؤلاء الجواسيس "تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي" ,الا ان مراكزهم الوظيفية كانت مضمونة وموفورة ومحصنة طيلة غيابهم بل فسحت لهم الشهادة للتسلق لاالتدرج الوظيفي بسرعة الصاروخ كظافر العاني وطارق الهاشمي الذي رفضت جامعة بلموث البريطانية حتى النظر في طلب تقديمه لها لانه من بعثي صدام وموقعه الاخباري الاعلامي يشهد عليه بذلك, ولا ندري مع أي جامعة تقايض ليحصل على شهادة. واما ظافر العاني وامثاله من ابواق صدام التي لاتزال تنعق وتنهق بتمجيد ومحبة صدام الى هذا اليوم لانه وليّ نعمتهم وتيسير امورهم, والا لما كان يحمل لقب دكتوراه هذا اللقب العلمي الذي هو اكبر من حجمه مرات ومرات ولا ندري كيفية تم حصوله على هذه الدرجة؟. ان هذه المجموعة وحاشيتها هي التي بدأت بسرقة اموال الشعب وهم الذين دربوا الناس على السرقة وقصور صدام وحاشيته تشهد على ذلك, لقد سرق ازلام صدام كل شيئ في العراق وليس المال وحسب بل حتى الابتسامة والفرحة من ابناء العراق المعذبين المحرومين من كل شيئ في عهد الطاغية وما زال جواسيس صدام على نفس المسيرة والسريرة الخبيثة.

وماذا يذكر المواطن العراقي من تأريخ حقبة حكم بها البعث الملئ بالاجرام, فهذه الذكريات المشؤمة اثرت على سلوك المواطن العراقي سواء كان طفلا اوشيخا, رجلا او امرأة, فحين شاهدت امرأة في الامس تدلوا بشهادتها على عصابة صدام امام المحكمة التي تحاكم المجرمين الذين قتلوا وعذبوا الجماعات الدينية, وكانت هنالك مجموعة من المجرمين تلاقي قصاصها العادل, وكنت اشاهد هؤلاء المجرمين جالسين في قفص وقد اصابهم وحزبهم الخزي والعار والمحكمة تستمع الى تلك المرأة وهي تشرح باستفاضة بما لاقاته هي نفسها وكذلك اخواتها وبقية افراد عائلتها وكأنها في محكمة من ارقى المحاكم الاوربية. ثم بدأت انادي الله اكبر الله اكبر واعترتني عبرة لما وصفته من اعتداءات تقطر القلب دما لما قاموا به من فواحش واعتداءات على حرمة اعراض شعبنا المسلم, ثم قلت والله ان قانون اجتثاث البعث اقل ما يكون بحق هؤلاء الفجرة عديمي الاخلاق والكرامة وان قانون اجتثاث البعث يجب ان يتغير الى قانون اذابة البعث الصدامي او على الاقل تطبيق شعارهم الذي نادى به زعيمهم علي صالح السعدي سنة 1963حين ادعى ان هنالك مؤامرة على حزب البعث فارسل ببرقيته المشهورة"اسحقوهم حتى العظم " او شعار رئيسهم المقبور صدام حين قال " ان الذي يأتي بعدي لحكم العراق سوف لايجد الا التدمير والخراب وسأحول بغداد الى تراب", وفعلا كما قال المجرم بل ذهب الى اكثر من ذلك حيث تدمير وتخريب النفوس والاخلاق, واما زعيم الصدامين الثالث فهو صالح المطلك مدير اعمال ساجدة زوجة صدام الذي رفع شعار "سوف نقصم ظهوركم" مخاطبا الاحزاب السياسية وقادتها, فان خطاباته الساذجة السمجة لاتحمل الا التهديد والوعيد والحقد والطائفية والعنصرية, وهل من المعقول ان هذه الشلة من المتخلفين تريد ان تحكم العراق؟فعلى القيادات المناضلة الواعية التي حاربت هذا الطرح من الافكار الهدامة وقدمت العديد من الشهداء في سبيل العزة والكرامة في فترة الطاغية صدام المظلمة, عليها اليوم ان تقف بقوة وحزم امام هذه الافكار التي تعتمد على تغذية الطائفية والتمذهب والعصبية والتشرذم السياسي الذي هو الوجه القبيح للدكتاتورية , وان تستخدم القانون العراقي دون تراخي وتسويف وفي نفس الوقت نحذر من تدخلات الجامعة العربية وغيرها ممن يريد الاضرار بالعراق الجديد.

ولا تزال شعارت بعثي صدام تستخدم الى اليوم من قبل ازلام النظام السابق, فهذا صالح المطلق بعد ان استثني من الترشيح للانتخابات المقبلة يقول:"سوف نقصم ظهورهم"وكذلك "ان الذين حكموا العراق بعد 2003 سرقوه" وغيرها من الكلمات التي هدفها اسقاط الرموز السياسية. واما بوق صدام ظافر العاني الذي لايعتذر للشعب العراقي من الكلمات الغير مؤدبة التي اطلقها على رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني لايزال يفتخر ويزهو حين ينسب نفسه الى حزب صدام وعزة الدوري الذي ما حصل من العلم شيئا الا شهادة المتوسطة. فعلى الدولة ان تستخدم قوانينها بحزم وقوة على الذين بدأوا بشعارات السحق والدمار والتخريب واخرها اليوم شعار"قصم الظهور" الذي رفعه صالح المطلك نتيجة لعقدة قصم ظهره من قبل ساجدة زوجة صدام وثقل اوامرها على ظهره وخدمته المتواصلة لها الى يومنا هذا, فحاكموهم بشعاراتهم وعقيدتهم الاجرامية والبادي اظلم.

ان الروح السامية والتعاليم الاسلامية التي تحملها القيادة العراقية الدينية وكذلك السياسية الجديدة تتسامى على شعارات هؤلاء المجرمين سواء كانت تعاليم المرجع الاعلى السيد السيستاني حفظه الله الذي يقول للشيعة "لاتقولوا للسنة اخواننا بل قولوا انفسنا", او ما تواجهه القيادة السياسية في العراق بشخص السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية الذي لم يوقع على اعدام صدام لكلمة شرف وقع عليها وهي"معارضته لقانون حكم عقوبة الاعدام مع المنظمات العالمية",والذي يبدو ان الاخرين وجدوا في هذا التسامح والتساهل فرصة للعبث بمقدرات الشعب واساءة للرموز والقيادات العراقية ولكن هل هذا التسامح من قبل الرموز العليا يعطي ذريعة لصالح المطلك وظافر العاني ليقولون ويفعلون ما يشاؤون.

ومن هنا ارى ان تغيير اسم هيئة اجتثاث البعث الى اسم هيئة المساءلة والعدالة هو غبن واساءة للشعب العراقي الذي هو الضحية الحقيقية في هذه المساومات وان الذين اجتمعوا وقرروا في البرلمان او أي مكان اخر لتغير هذا الاسم الى قانون العدالة والمساءلة قد يكونوا مخترقين وفي صفوفهم ممن ينتسب الى حزب البعث الصدامي او ان هنالك قوة لها تأثير على العملية السياسية في العراق مدعومة بالمال السعودي لتجعل من هؤلاء الارانب قادة وزعماء, فهؤلاء المجرمون الذين كانوا في الامس اذئب اقحاح فانهم اليوم وسط السجون والقضبان ارانب اقحاح عندما نشاهد محاكماتهم وهم في قفص الاتهام. ومنذ سقوط صدام الى يومنا هذا والقيادة العراقية الجديدة تبذل كل الجهود داعية الى وفاق لا خصام والى فهم وتفاهم لا الى تنازع واستفزاز وقطيعة, ولكن لاعبرة لمن لايعتبر وما اكثر العبر واقل الاعتبار يا احفاد وابواق صدام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك