ليث عبد الكريم الربيعي
الحقيقة التي يتحتم على كل عراقي حر وشريف، أن لا ينكرها وهو ينعم بأجواء الحرية والديمقراطية، أن شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قده) هو رمز ثورة التغيير ودليلها في عراقنا الجديد، والذي كان قربان الحرية الأكبر، ومفجر ثورتها، وباعث الأمل في نفوس مناصريها.لذا فمن المروءة والإنصاف أن نذكره للتاريخ في سطور ملئوها الفخر والاعتزاز ونذّكر به لدوره الرائد في صنع الحياة الرافضة لصور الظلم والاضطهاد، بعدما عمد إلى توظيف الطاقات الكامنة في الأمة وتحرير الروح العراقية من الخوف والتردد زارعا فيها روح الصمود والإقدام.
أن الإرادة العراقية المتحررة التي رسمتها قيادته الحكيمة بلا خوف ولا وجل، أثبتت وبدليل قاطع على إقدامها وتجشموها كل عناء الصبر والتضحية حتى أنها شقت أمواج الفتن الطائفية مرات ومرات متحدية كل التدخلات الدولية والإقليمية عبر تلاحم وتراص نسيجها الاجتماعي بجميع طوائفها ومللها. فبعدما خَطّتْ بالأمس طريق خلاصها بفيء ظلال قائدها الحكيم، فهاهي اليوم ترسم بكل ثقة واقتدار طريق بنائها وأعمارها لوطنها وأمتها بنيّر أفكار ابنها البار الذي يقول في هذا الصدد:- (أن تيار شهيد المحراب كان استجابة لحاجة العراقيين في مواجهة الطاغية صدام، ولم تكن حركتهما على ارض الواقع إلا تعبيرا عن رفض الدكتاتورية، ورؤية لإدارة دفة الصراع ضد الإقصاء والتهميش والظلم على أيدي الزمرة البعثية الصدامية، والواجب هو سمو الهدف وسلامة الطريق والعقلانية لنكون قادرين على استيعاب الجموع العراقية ومواصلة الدرب بالتضحيات والعمل البنّاء والجاد لبناء المشروع الوطني العراقي ونجاحه).
لذا فإرادة العراقيين وعلى الرغم من كل ما يحيط بها من مخاطر ومزالق لا زالت تسطر أروع وأبهى صور الصمود والكبرياء، وهل لنا أن ننسى تلك التظاهرات الحاشدة أمام صناديق الاقتراع في المرات السابقة، والسعي الحثيث لامتلاك زمام المبادرة عبر المسك بتلابيب الأمور وتفويض ممثليهم في مجلس النواب؟، فتلك الإرادة الوثابة على موعد جديد لإحقاق الحق وكتم الأفواه التي تتربص بالعراق وأهله، عبر سعيها مرة أخرى لصناديق الاقتراع وتصديها لسهام العدى ورد كيدهم إلى نحورهم خاسئين منكسرين.
فما زالت أجهزتهم القمعية وبدعم وتشجيع وتمويل عربي متصهين تريد الإطاحة بمشروعنا السياسي، عبر المفخخات تارة وتأجيج نار الفتنة الطائفية تارة أخرى وتعود اليوم وترصد ميزانيات مالية هائلة للسعي في عدم إجراء الانتخابات النيابية القادمة، وما تأخر إقرار القانون وعودته إلى البرلمان ولمرتين إلا دليل على عمالة وتآمر البعض من السياسيين لعرقلة العملية السياسية الؤيدة الخطوات أصلا بفعل دسائس ومكائد المتربصين بكل عراقي شريف وغيور.لذلك لابد من الأخذ بعين المسؤولية صلاح القادة فهم سبيل نجاح الأمة وديمومة مسيرتها في تحقيق أهدافها في الأمن والبناء والأعمار وإصلاح الذات، وهو ما يدعونا للخروج زرافات لاختيار الكفء والنزيه والمضي على نهج تيار شهيد المحراب الداعي إلى حفظ حقوق الأمة وصون كرامتها كي لا نلدغ من جحر مرتين.
https://telegram.me/buratha