ليث عبد الكريم الربيعي
كان أمن عاصمتنا الحبيبة - بغداد- دوما في قلب رحى الجدل السياسي والمناورات الحزبية حتى قبل أن ينتقل من القوات الأمريكية إلى رجالنا الأبطال، فلم تفلح فرق الجيش الأمريكي المتطورة عدة وعتادا في تأمين حياتنا اليومية، ومع ذلك فهمنا كعراقيين قانون اللعبة وقبلنا تسلم مهمة أمن بلادنا.المهمة للأسف عُهدت إلى أكثر من جهة في الوقت نفسه، فوزارة الداخلية التي سعت إلى توسيع دائرة تأثيرها الفعلي على ارض الواقع من خلال إنشاء عدة أجهزة هي المسؤولة عن أمن العراق، وقد خاضت - على مراحل- معارك شرسة لتطهير أجهزتها الأمنية من العناصر التي اخترقتها وأدت في مناسبات عدة إلى إستشهاد المئات من العراقيين.وفي ذات الوقت تدخلت في امن بغداد أيضا (قيادة عمليات بغداد) الخاضعة لرئيس الوزراء (نوري المالكي) بصفته القائد العام للقوات المسلحة، والتي عملت بدورها بعناصر وفرق أمنية لضمان أمن العاصمة، هذا فضلا عن عشرات من الشركات الأمنية الخاصة المنتشرة في مناطق مختلفة من العاصمة والتي تقوم بتأمين السفارات والبعثات الأجنبية والشركات الاستثمارية العاملة في العراق.هذا التعدد في الجهات المسؤولة عن أمن بغداد جعل أمر تبادل الاتهامات واردا بين جهة وأخرى، بل أنه ساهم في خلق أجواء من الجدل الذي تجاوز مهنية الأجهزة الأمنية إلى خلافات وجدل سياسيين تتداخل فيه الدوافع والأجندات، وهو ما حصل مرارا وتكرارا سابقا ليرفع وتيرة الاحتقان السياسي بين وزير الداخلية ورئيس الوزراء، ما دفع بهما كلا على حدة إلى المطالبة بتصحيح الوضع على مستوى المؤسسات المسؤولة عن أمن العراق كافة وأمن العاصمة بشكل خاص، هذه المطالبات عكستها حركة التعيينات والإقالات التي شغلت في أكثر من مناسبة المسؤولين عن الأجهزة المعنية مباشرة بأمن بغداد، لكن يبقى السؤال هل سيحقق ذلك الأمن فيها؟؟.
https://telegram.me/buratha