المقالات

التشابك الاقليمي واشكالية سياسية المحاور

710 21:47:00 2009-10-15

منى البغدادي

نعترف بكل مرارة ان ثمة مفارقات وثنائيات كرسها الواقع الاقليمي الجديد بشقيه العربي والاسلامي في التعاطي مع التغيير العراقي في التاسع من نيسان سنة 2003.ومن تلك المفارقات هي ان المحيط العربي مازال متوجساً من هذا التغيير الذي تمخض عن مشروع ديمقراطي في العراق بعد عقود الاستبداد والديكتاتورية.وحاول الجوار العربي دفع هواجسه ومخاوفه من تداعيات التغيير واحتمالات العدو الديمقراطية بفعل واقعي على الارض تجسد بدعم الجماعات الارهابية بالامكانات المادية والاعلامية بالاضافة الى تصدير الفتاوى التكفيرية الى جنب الانتحاريين التكفيريين الذين يتسابقون الى الجنة على اشلاء ضحايانا الابرياء لتناول الغداء مع الرسول الاكرم في الجنة.وقد احدث تغيير النظام عسكرياً عبر التدخل الخارجي تداعيات سلبية في مرتكزات الوعي العربي الرسمي واوجد تصدعاً في البنية السياسية التي تشكل النظام السياسي للانظمة العربية بينما كان الموقف الاقليمي في العهد السابق داعماً ومسانداً للنظام البائد في حروبه الداخلية والخارجية وغير مكترث بما يحصل من كوارث وجرائم ابادة بحق الشعب العراقي بل اعتبر تلك الجرائم في حلبجة والانفال والاهوار "شأناً" داخلياً.والمفارقة الاسوء في هذا السياق هي ان هذه التدخلات في الشأن العراقي كانت مدعومة اعلامياً وسياسياً من بعض القوى السياسية العراقية بدوافع طائفية وقناعتها بان هذه التدخلات تهدف الى اعادة المعادلة السابقة الى الحكم في العراق.وفي هذا السياق لابد من الاشارة العابرة الى بلورة رؤية معمقة للفهم والتحليل بعيداً عن الخلط والتعميم.ان حل هذه الاشكالية وتشابكاتها يحتاج الى وعي سياسي قادر على تفكيك هذه التشابكات وتحديد الاولويات وتشخيص حقيقة التدخلات والتعامل بوطنية ومهنية بعيداً عن التوجه الطائفي او مؤثرات سياسة المحاور الدولية والاقليمية التي تقود المعادلات السياسية في المنطقة.ليس من الصحيح الخلط والتعميم في تناول موضوعة التدخلات الاقليمية واتهام الجوار بطريقة جماعية ومزاجية قضية لا تسهم في حل الازمات بل تزيدها توتراً وتدهوراً.هناك دولة كانت ومازالت ضد ارادة الشعب العراقي وساندت نظام صدام طيلة حربه الظالمة ضد ايران واغلقت حدودها بوجه النازحين العراقين بل سلمت المعارضين العراقيين الى نظام صدام ليلقوا مصيرهم المحتوم.وهناك دول فتحت حدودها للعراقيين الهاربين من بطش نظام صدام وسمحت للمعارضة العراقية من فتح معسكرات للتدريب والاعداء وواصلت دعمها للعراقيين ولم تغلق سفارتها في بغداد.فهل يستوى الذي ظلموا الشعب العراقي ودعموا نظام صدام والذين وقفوا مع العراقيين وفتحوا حدودهم وصدورهم لاستيعاب العراقيين في العهد البائد.علينا التمييز بين من ساند النظام ووقف ضدنا وبين من وقف معنا وعارض النظام لكي لا يتساوى عندنا المحسن والمسيىء او لا يكون عند الضحية والجلاد على درجة سواء.والمؤسف ان المالكي اخذ يتعامل مع الجوار بطريقة انانية وحزبية خاطئة تؤدي في نهاية المطاف الى الحاق الاذى بالشعب العراقي.وقفز على الواقع الاقليمي لكي يوجه النار على اكثر من طرف دون تفكير بمصالح العراق وهو ما ادى الى اعادة العلاقات السعودية السورية لتشكيل تحالف ضد العراق بسبب اخطاء المالكي القاتلة وانفعالاته غير المبررة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك