المقالات

لماذا يصر بعض السياسيين على احتقار الشعب العراقي؟

897 16:29:00 2009-10-15

عامر هادي العيساوي

حين كان صدام حسين قائدا أوحدا في العراق كان يصف الشعب العراق (بالعظيم والعريق والمجاهد والصابر) والى آخر الصفات التي يتفنن في إطلاقها في خطاباته العامة وقد دهب مرة الى ابعد من ذلك حين قال بانه لو خير بين الشعب العراقي وبين أي شعب آخر كالشعب البريطاني او الفرنسي من اجل أن يحكمه لاختار الشعب العراقي.أما في الواقع فقد كان صدام يحتقر العراقيين بشدة ويزدريهم ويستهين بأرواحهم وكراماتهم ويعتبرهم جزءا حقيرا مما يملك وهو حر في زجهم في اية حرب مجانية وفقا لنزواته والويل كل الويل لمن يتململ او يتذمر وهو حر في بيعهم او شرائهم متى شاء وبأي سعر شاء فهم في نظره ليسوا أكثر من عبيد.

ولم يكن صدام ظاهرة فريدة في تاريخ العراق فقد سبقه الكثير من الطغاة والجبابرة مثل ذلك الذي كان يقول (والله لآخذن البريء بالمذنب والمقبل بالمدبر حتى ليقولن بعضكم لبعض انج سعد فقد هلك سعيد) او كالآخر الذي كان يقول( لقد عجم أمير المؤمنين أعواده فإعطاني سيفا وسوطا وقد سقط السوط وبقي السيف ,إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لصاحبها).ولا نذيع سرا اذا قلنا بأننا كنا نأمل بعد سقوط الصنم بان لا نرى بعد ذلك اليوم عراقيا مهما كان وايا كان ينظر الى أبناء جلدته تلك النظرة القبيحة ولكننا مع الأسف الشديد فوجئنا بالعديد من السياسيين الذين يزعمون أنهم ممن قارع النظام المباد يتصرفون وكان الله خلقهم من نار بينما خلق الاخرين من طين فهم (خلق الله المختار قي العراق) ولا يأتيهم الباطل من بين أيديهم او من خلفهم وفي نفس الوقت يعتبرون العراقيين همجا ورعاعا ومتخلفين وجهلة ولا يترددون عن إعلان ذلك في مجالسهم الخاصة .

ولكي يمعن هؤلاء بالاحتقار والاستهانة وعدم الاكتراث بالشعب العراقي حصروا تعاملهم مع هذا الشعب فقط في الفترات التي يشعرون فيها أنهم بحاجة إليه أوالى أصوات أبنائه في الانتخابات فيملؤون حقائبهم بالمال ويشدون الرحال الى هذه المحافظة او تلك فيشترون ما يمكن شراؤه من ذمم وكانهم في سوق للنخاسة ويخدعون من يمكن خداعه بالوعود والكلام المعسول وقد ينصتون الى صراخ او عويل هذا وذاك ولسان حالهم يقول (قل أنت كل ما تريد ولكني سأفعل ما أريد).حتى اذا انتهى ذلك اليوم من حملة صاحبنا الانتخابية وعاد الى بيته في المنطقة الخضراء ذهب فورا الى الحمام لأداء غسل الجنابة من آثار الأيادي التي ربما يكون قد صافحها ثم ينادي زوجته وأبناءه إذا لم يكونوا في لندن او باريس ليقص عليهم مشاهداته وكيف كاد يختنق من روائح الناس الكريهة حينما اقتربوا منه وكيف انهالت حمايته بالضرب المبرح على مواطن حاول الوصول إليه حتى أدموه وكيف ألقى بمئات الطلبات التي وصلته من الناس في احد المبازل في طريق العودة.حتى اذا انفض سوق عكاظ وفاز بدورة جديدة أغلق كافة المنافذ المؤدية إليه بوجه الجميع وراح يتبختر أمام الكاميرات. وبعد كل ما تقدم يبرز السؤال التالي هل يستحق الشعب العراقي كل هذه المصائب التي تقع على رأسه؟وهل هو سيئ كما يزعمون؟

والحقيقة ان جميع شعوب الأرض ليست مسؤولة عن منظومة الأخلاق أو قواعد السلوك السائدة فيها باي شكل من الأشكال وقد قيل قديما ( إن عادات السادة هي سادة العادات)وان الناس على دين ملوكها ولتوضيح ذلك أكثر نقول بان جميع القيم الأخلاقية والمبادئ السائدة في مجتمع ما من كذب او نفاق او صدق او أمانة إنما هي من غرس القوى النافذة في ذلك المجتمع وستبقى قائمة ما دامت في خدمة مصالحهاومن هنا نقول إن جميع العيوب التي تنسب للشعب العراقي إنما هي عيوب القوى المهيمنة سياسيا واجتماعيا واقتصادياوإذا كان رب البيت ممن ينقرون الدفوف فان أبناءه سيكونون من أحسن الراقصين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك